هيا لنكتب تفاصيل اليوم الصغيرة التي لا تهم أحداً:
استيقظت على صوت المنبه في السادسة، لم أصحو وعدت للنوم ثانية، لم أوقظ سارية، أعرف أن مارلين ستفعل،،،شيء ما في قلبي يقول لي قومي واستمتعي بطفولة هذا الصغير قبل أن يكبر ويخلو بيتك من الأطفال..لكن صوتاً أعلى دعاني للنوم ثانية..
قمت في السابعة، أيقظت الفتيات وأبوهم، شربت القهوة وقرأت أون لاين العربية وعكاظ في السرير، قمت وارتديت ملابسي، تنورة موردة مع القميص الأبيض الجميل الذي أحضرته لي ماما من ألمانيا قبل يومين، وذهبت للكلية..
اكتشفت هناك أن محاضرتي تبدأ في العاشرة وليس في التاسعة ، لخبطت بين محاضرة الثلاثاء والخميس، لا بأس، سألغي المحاضرة اليوم لأن علي التوجه لقاعة المؤتمرات الساعة العاشرة..
عملت قليلاً مع سكرتيراتي في عمل إداري مهم يشغل كل قطاعات الجامعة وأقسامها هذه الأيام:الاعتماد الأكاديمي ، وفي العاشرة مررت على صديقتي في مكتبة الملك فهد ثم توجهنا للحفل الذي لم يكن يخصنا بشيء، لا أدري لماذا هذا الإصرار من المنظمين علينا عبر الإيميلات والمسجات والدعوات لحضور الحفل، قبل أن ينتهي خرجنا وذهبنا إلى أب تاون ، تناولنا الفطور ثم ذهبت للبيت..
لحظة كانت هنا حكاية، ولن أفوتها:..قلت للسائق حين وصلنا وقد كانت في حدود ١٢ ونصف : سأغيب ساعة ثم أخرج ونذهب للبيت..
حين خرجت اتصلت عليه ،،لكنه لم يكون موجوداً، ظن أنني أخبرته :اذهب للبيت..!!!!
طبعاً ، صرخت عليه في الهاتف وهو يعتذر، يحتاج لأكثر من نصف ساعة حتى يأتي..وأنا لا أريد أن أنتظر..
ركبت تاكسي وقلت للسائق أن يقابلني في مكان ما في منتصف الطريق...ربما لأكثر من ٧ سنوات أو ١٠ لا أدري،،لم أركب تكاسي في جدة..أو لعلي لم أفعلها إلا مرة في حياتي..رائحة التاكسي كانت قاتلة..تلثمت وكنت مجبرة طوال الطريق الذي استغرق ١٠ دقائق أن أستمع لأغنية هندية..
نزلت من التاكسي وركبت سيارتي النظيفة الأنيقة وأنا ألعن الحكومة التي تضطرنا إلى الانتقال من سيارة رجل لآخر بحجة أننا ملكات..لو كان معي سيارتي الآن ألم أكن لأنقذ نفسي من كل ذلك؟
طوال الطريق وأنا أجري مكالمات: العمل ، رئيسة القسم، أمي، زوجي..
حتى عدت ، استلقيت عالسرير ولم أستطع أن أقاوم النوم، عاد الأولاد من المدرسة، لكنني أخبرتهم بصوت ناعس أن يتغدوا وأنني سأفعل حين أصحو..
صحوت بعد ساعة أو أقل..تناولت سلطة الأفوكادو وبيرة بالثلج،،تابعت مع ولدي واجباته، جاءت أسيل بحكاياتها اليومية، شربت قهوة العصر، تحممت وها أنا ذا هنا الآن..
مساء سأذهب لصديقتي لمتابعة فلم لافتتاح موسم جروب الفلسفة الجديد..
أتابع كتبي المتعثرة في لبنان : بعضها يطبع، بعضها ينتظر عملاً من المصممة والرسامة..أشعر بالقلق : هل سيتم كل شيء كما خططت له؟ هل يمكنني توفير كتبي الثلاثة الجديدة في معرض الرياض؟ أو حملها معي لمعرض بولونيا؟ لماذا أكره الإنتظار بقدر ما أنا موعودة به في هذه الدنيا؟
أتابع موضوع حجوزاتي لبولونيا إيطاليا وأرتب أن أجلس يومين بعد المعرض وأحاول أن لا أشعر بتأنيب الضمير لتركي الأولاد وأبوهم..أشعر بالقلق فأنا حتى الآن لا أعلم إن كان هناك برنامجا لنا نحن المدعويين؟ إن كان هناك ستاندات للعرض؟ هل علي أن أحضر شيئاً معي؟ إن كان هناك أي أحد سنتواصل معه...لا أصدق الفرق بين الألمان والطليان..الألمان اللذين منحوني تجربة رائعة ورفعوا سقف توقعاتي إلى السماء السابعة..والآن الإيطاليين يعيشوني في قلق لا معنى له..!
أتابع تواقة..مديرة الحوار للقاء المقبل ومحادثة من سنستضيف، توفير الأفلام للقاء الذي يليه، إرسال الإيميلات والماسجات للتذكيرباللقاء ، كلها أمور روتينية ، لكنني أفكر فيها على أية حال..
قرأت في يومين: كبرت ونسيت أن أنسى -لبثينة العيسى...من زمان أنا أحب لغة هذه الفتاة، فلسفتها وأحياناً غرقها في السوداوية..أفكر أن أضع هذا الكتاب لتواقة اللقاء الأخير،،لكني قلقة من ردة فعل العضوات، هو ليس كتاباً مبهجاً، هو فقط إبحار في عمق فتاة مكسورة حزينة اكتشفت أن اللغة هي قدرتها وقوتها..
الأسبوع الماضي حضرت مسرحية: في انتظار جودو- جميلة جداً..مفخخة..ملغمة..تفسر على مستويات وجودية عدة وتفتح باب الاحتمالات على مصراعيه وتجعل الشك هو سيد الموقف، وخادمه أيضاً..!
ماذا أيضاً يا حياتي؟ هل ثمة تفاصيل تافهة أخرى؟ شعري طال...أعمال الصيانة في البيت متى ستبدأ؟ غرفة الجلوس متى ستكتمل ونشتري التلفزيون؟..اشتريت مكياجاً لكنه لم يعجبني وأحتاج لشراء المزيد، أريد عالأقل أن أشتري قطعة واحدة جديدة للسفر..متى أعلق كل الرفوف والمرايات الجديدة؟
.
.
أذن الغرب...استكمالاً لتفاصيلي التافهة: لازم أسشور شعري الآن وأعيد طلاء المانكير..
على فكرة: وصلت للإيقاع العشرين..هل توقفت الآن كل الموسيقى!!!!؟
على فكرة: وصلت للإيقاع العشرين..هل توقفت الآن كل الموسيقى!!!!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق