الأربعاء، 17 يونيو 2020

في الحي المجاور.. حي الإم إس(6)

"معليش..الموضوع مو لعب..
لازم تجيبه الآن ولا أحد يخرج من اللي كانوا مخالطين معاه الى أن نعمل التحليل للكل.."

كان ذلك الحديث الهاتفي يدور بين أحدهم وبين طبيبي في قسم عمليات اليوم الواحد في مستشفى الحرس..
التاريخ هو ١٧ جون ٢٠٢٠ ...عز أيام جائحة الكورونا..

أنا هنا لأخذ جرعتي الشهرية من دواء الإم إس وطبعاً مستشفى الحرس إحدى المستشفيات التي كانت تعج بحالات كوفيد 19 هذه الأيام..
لا أحب تلك النبرة التي تحاول أن تصنع من الليمون الحامض عصيراً حلواً، وأنا أصلاً ما أحب عصير الليمون في كل الأحوال..
لكني أنتظر هذا الموعد الشهري..آتي إلى مستشفى الحرس البعيدة جداً مدججة بالأسلحة: كتب-لاب توب -وأي أعمال أريد إنجازها: اختبارات الطالبات،مراجعات كتب أروى العربية، تجهيزات لمعرض الكتاب..شاحن اللاب توب والجوال-السماعات-قارورة ماء..
الانعزال مرة في الشهر في أطراف جدة لعدة ساعات لم يكن شيئا سيئاً أبداً، بل هو استرخاء اجباري خاصة في ظل نظام حياتي المحموم والسريع في بعض أوقات السنة.
وأظن أن ذلك -بطريقة لم أقصدها والله- لفت نظر بعض الممرضات، ويا لدهشتي بعضهن تعرفن على اسمي ومن أكون، بل إن إحداهن عرفتني اليوم رغم ارتدائي للكمامة..إحداهن في إحدى جلسات العلاج الطبيعي نادت على صديقتها والتي جاءت. وسلمت علي بحرارة وتحدثت عن كتبي وما قرأته منهم..
 لا أدعي أنني شخصية مشهورة، أنا فقط اسم لفت نظر البعض ككاتبة وأشعر أن علي المحافظة على هذا الاسم ككاتبة فقط دون أي إضافات تكسر برواز الصورة..
حتى طبيباي كانا يعلمان بطريقة أو بأخرى أن لي عالم اقتحمه هذا الإم إس ولم أفعل شيئا ولم أحاربه ولكني حاولت أن أصل معه إلى اتفاق.. الدكتور حسين والدكتور حازم كانا شاهدين على نواياي السلمية..
هل كنت أريد أن يعرفني الناس؟ هنا في المستشفى؟
 ذلك مربك وكفى..!!
كيف أخبرهم أن هذه المساحة تبدو مخيفة بالنسبة لي أنا فكيف إذا وجدت أحداً غيري فيها بل ويعرفني؟
قد يكون ذلك أكثر أمنا مما أظن، ربما أنا فقط لا آخذ الأمور بسهولة..
ربما علي أن آخذ نفس عميق..
ربما يجب أن أكون مع نفسي...
.
.
أكثر تسامحاً..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...