شيئان لم يكن يخطر علي بالي أنني سأفقدهما.. الرقص ولبس الكعب العالي، كيف يمكن أن يخطر على بال أحد أنه سيفقد القدرة على الرقص وهو يعلم تماما ما الذي يفعله بجسده الإيقاع عندما يسري به؟ إنه ككود سري لم يعد يعمل الآن، تعطّل ولا يوجد من يفهم في برمجة الأعصاب.. تخيلوا في العالم كله لا يوجد أحداً يفهم.
أما حكاية الكعب العالي فمن يومي لست طويلة ولم يكن ذلك مهما فالكعب العالي يقوم بدوره على أكمل وجه، الآن أنظر إلى أحذيتي الكثيرة والتي ما زلت أحتفظ بها ولم أرتديها منذ سنتين أو ثلاثة، لماذا ما زلت أحتفظ بها؟ لا أدري، ربما كتذكير فقط أنني كنت أتهادى على الأرض بهذه المخلوقات الجميلة ذات يوم..
بسبب مشكلة الكعب العالي صرت أشتري أحذية واطية ومريحة لكنها براندز وغالية، آخر حذاء اشتريته فندي ويا ويل أحد يفتح فمه ويقلي غالي، كذلك صرت ألغي الكثير من مظاهر حياتي الاجتماعية، أسوء سيناريو أن أدعى إلى عزومة، والكابوس الذي لا يحتمل أن أُدعى إلى حفل زفاف.. تباً، لا أستطيع أن أرقص ولا أرتدي كعباً عالياً مع الفساتين، إذن؟ طبعا اعتزلت حضور كل الأعراس، وقد كنت من البداية لا أحب هذه المناسبات ولكن بما أني الكبيرة ولازم "أجمّل" فكنت أذهب للمناسبات العائلية المهمة في عائلتي أو عند أهل زوجي، الآن لم أذهب من فترة، أظن أن أمي تتفهم رغم أننا لم نخض حواراً صريحاً أبداً حول هذا الموضوع، أما أهل زوجي فيرون أنني زوجة الابن المغرورة التي لها تصرفات لا تبرر..
الآن ليست هذه المشكلة، ولكن ماذا لو دعيت إلى ندوة عامة أو جماهيرية أو منقولة على التلفزيون؟ أفكر أكثر في المشي والصعود على المسرح الذي يكون عادة الثلاث درجات فيه بلا درابزين طبعا، أفكر بالكعب المتوسط اللي لازم ألبسه فقط لأكون في الشكل المناسب، أفكر في ذلك أكثر من التفكير في الموضوع الذي دعيت للحديث من أجله، تخيلوا لو سقطت أمام الكل وأمام الكاميرات؟
يا ويلي..لن أحتمل ذلك وقد أنتحر وأنهي الموضوع..!!
قبل فترة قدمت عدداً من كتبي لجوائز عالمية، ثم؟ أنا لا أفكر في الجوائز وأتخيل أن أفوز بها وأتابع مسارها وترشيحاتها، ولكني أقول: وماذا لو فزت بإحدى هذه الجوائز؟ أعلم أنها الأكبر على مستوى العالم لكن ماذا بشأن الصعود للمسرح واستلام الجائزة؟
.
.
.
ذلك يبدو حقاً كفلم رعب..
ذلك يبدو حقاً كفلم رعب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق