الأحد، 16 ديسمبر 2012

سراجة..وأشياء أخرى..


- البارحة كان افتتاح "سراجة هاوس" مشروع أمي الجميل..
مذ كنا صغاراً وهي تخيط لنا ملابسنا ، بنفسها تصمم وتخيط ستائر البيت..وتزين أركانه بالمخدات الصغيرة والمفارش..
لها علاقة سرية مع الأقمشة وملامسها وألوانها وخيوطها..
تستحيل هذه الأشياء الأولية في يدها إلى باقة من الجمال المدهش..



قبل سنتين أو ثلاثة قررت ماما أن تنضم لمجموعة "أبليك وكويلت" وهما من الفنون النسجية المعروفة..
تفوقت على كل المجموعة، شاركت في عدة معارض. وبدأ الأمر يصبح شغفاً لديها..
كلما كانت تسافر كانت تبحث عن الدكاكين الصغيرة للأقمشة والخيوط والأزارير، كانت تكوّن مجموعتها السرية، تستمتع ..تبتسم..تندهش..وتنقل لمن حولها كل هذا..!
وكلما بدأت في مشروع جديد..أتخيل أن جنيان صغيران- كجنيا الحذّاء في القصة- يساعدانها وينثران غباراً سحرياً علي كل قطعة قماش..



أنظر بإعجاب إلى هذه الروح التي لا زالت تبحث عما تحب، وحين وجدته لم تضيع لحظة واحدة..!
أنظر بإعجاب إلى تجسيد حي لمعنى الإتقان..
أنظر بإعجاب للجينات الفنية المركزة لدى أمي والتي حاولنا نحن أن نحوز على جين أو اثنين..
الآن لدينا في حديقة المنزل "وكر للجمال" اسمه سراجة..
من أراد خلطة من فن وجمال وألوان وقمة في الإتقان..فليتفضل..

- حين تأتي الخيبات في وسط مهرجان الفرح تكون ثقيلة جداً..مؤلمة ..وحادة..
لو أنها شرّفت في وقت آخر لما بدت بكل هذا الوضوح والتضاد والسوداوية..
وهنا رسائل ، عل هذه الخيبات ترحل وتتركنا ننفرد بفرحنا:
1- صديقتي الجميلة..
لا تحزني أرجوك..وقدمي استقالتك، ولا تترددي..
هم اللذين فشلوا في تحقيق أهدافهم وليس أنت..
هم اللذين خسروا فراشة كانت ترفرف حولهم كل صباح..
لعل طريقاً آخر ينتظرك..

2- صديقتي الفنانة..
مؤلم ألا يشاركك إخوتك هذا الإنجاز..
مؤلم أن أسمع منك تقولين: "قلبي كأنه زجاجة وتكسر"
مؤلم أن تنتظري الأقرب ليشاركك شيئاً يعني لك جداً فإذا به الأبعد..
ألا نكفي نحن؟
ألا يكفي كل هؤلاء اللذين رسمتِ قلوباً مبهجة داخل أحداقهم؟
لعلها الحياة تود منك أن تنظري إلى نوافذ أخرى مفتوحة وتتركي تلك المغلقة..!

3- صديقتي..أنا..
هل يستحق كتاب أطفال كل ذلك؟
تعبت..
تعبت من النظر إلي كل التفاصيل بعين ناقد شرير..
تعبت من السقف الذي رفعته جداً..
تعبت من خيالي الذي يرسم النتائج بدقة فإذا كان ثمة فرق باهت بين ذلك الخيال وبين ماهو حقيقي لم أغفر لي..
كم مرة بكيت بالسر ..لأن مرحلة من مراحل الكتاب طولت أكثر مما ينبغي..؟
كم مرة بكيت في العلن لأن هناك عيب في الطباعة لم يره غيري..؟
كم مرة حادثت رومي وقلت لها: تعرفين أنني حين أعجب بكتاب أحضنه، أرجوك كوني أحد تلك الكتب..لأحضنك!
لعله السقف العالي يخبرني إما أن أكون على قدر كل هذا الطول وإما أن ينهار فوق رأسي..!

- رغم ما كتبته فوق إلا أنني لا أنكر لحظات ال"وااااو" الكثيرة أثناء عملي على الكتاب..
ابتسامتي حين تولد كل صفحة..
شغفي بالألوان وتأثيرها على مزاجي،،
صديقاتي اللواتي يرددن أنني قفزت بكتب الأطفال إلى أفق آخر..
الأطفال اللذين قرأت لهم القصة في أحدى المدارس وبدت عيونهم تلمع وانهارت أسئلتهم وتعليقاتهم كمدفع ورد رشاش..
أختي التي تتابع معي كل خط ولون وكلمة وصفحة..
أمي التي صنعت ورود رومي بيديها فأضافت جمالاً لا يشبهه شيء..
زوجي الذي يبدو مقتنعاً، مؤمناً، مستعداً لأن يأخذني على "قد عقلي" دائماً :-)




هناك تعليق واحد:

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...