الخميس، 4 أكتوبر 2012

حالة مؤقتة -4-



- يقتلني أنني أحافظ علي كل عاداتي اليومية، استيقظ مبكراً، أعد قهوتي، أقرأ جرائدي،وأبتسم.. إلا أن الحياة لا تمنحني مفاجآت جميلة تليق باحتفائي بها..

- يقتلني أن المناظر من حولي لا تتغير ولا الفصول ولا لون الشجر ولا حفريات الشوارع ولا نظام التعليم ولا إدارة الجامعة  وأن كل ذلك أكثر ثباتاً ممن يدعو كل يوم اللهم ثبت قلبي على دينك!

- يقتلني أنني أعمل في دائرة مفرغة مجوّفة لا أبدأ فيها ولا أصل اسمها الاعتماد الأكاديمي ، التطوير، التقويم، الجودة...إلى آخر قائمة الكلمات التي ليس لها معان في وطني إلا في القواميس فقط..

- يقتلني أن أكتشف أن حولي أناس لا يحبون الحياة ولا الربيع ولا الشعر ولا الكتب ولا الأطفال ولا القصص ولا الشجر ولا الجنيات ولا المعجزات ولا الكتابة ولا البحر...ثم يدعون أنهم وقعوا في الحب..!

- يقتلني أنني عندما أركض أجد الحياة متعبة عجوز وقفت لترتاح تحت ظل شجرة، وأنني حين أود الراحة والتقاط أنفاسي تجرني من شعري لألحق بها.. 

- يقتلني أنني حين أشعر بالملل وبالرغبة في الخروج أتفق مع صديقاتي كي نذهب لمطعم، أو لمطعم، أو لمطعم، أو لمطعم ..وأنها وسيلة التسلية الوحيدة في هذه المدينة..

- يقتلني حين أحاول أن أجد مقالاً يستحق القراءة في الجرائد فأقابل المطبلين اللذين يهتفون أننا في نعمة ورخاء وأمن وخير ووطن و..شكراً لولاة الأمر..

- يقتلني حين تكون أقصى أمنياتي في هذه المدينة أن أزور البحر، فلا أجد له طريقاً ..ولا رملاً ولا مرجاناً ولا شاطئاً..
...
على فكرة...
لا زلت على قيد الحياة!
  

هناك 4 تعليقات:

  1. يقتلني أني أفيض حباً ولا أجدك يا حبيبي وعائي الذي يحتويني !

    يقتلني أني أحببت مدينة عتيقة بعيدة عني جداً زرتها يوماً وربما لا أزورها أخرى !

    يقتلني أنك بتلك الرتابة وأنا بهذا التمرد !

    يقتلني أني لم أعد أجد وسيلة أخرى للتعبير سوى الصمت !

    يقتلني أن الحياة حلم والموت مجازي !

    ردحذف
  2. هذا نوع من القتل يستحق أن ترى تداعياته...
    الحبيب والمدينة والتمرد ، التعبير والحياة والموت..كلها أسلحة فاتنة:-)

    ردحذف
  3. ولذلك أرتديها دائماً.. ولربما لهذا أظنني فاتنة!

    أنني أرى لعبة الحياة والموت الآن جيداً وأكثر وضوحاً من قبل .. وأرى الخريف كيف يكون ربيعاً والربيع كيف يصفر !

    وأرى الحياة كيف تموت، والموت كيف يعيش !

    لن أثقل عليكِ.. لكن هنا أعبر دائماً فأجد بعضي متناثر في قلمك ..

    ردحذف
  4. لم تثقلي يا عزيزتي..بل نثرت كثيراً من الفتنة هنا:-)

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...