الاثنين، 2 يوليو 2012

Definitely..maybe -19 -

  • من قال أن السبات الشتوي في الشتاء فقط؟

هناك أيضاً سبات شتوي في الصيف..ولنتختصر الموضوع ونسميه: سبات صيفي..
السبات الصيفي يأتي مع ليالي الصيف الطويلة الحارة والرطبة ..الغير مخططة ولا مفيدة..!
في السبات الصيفي تمر علي الساعات ببطء لزج، لا فرق بين الساعة الخامسة عصراً والعاشرة مساءاً إلا في كمية الضوء، يتوقف عقلي عن التفكيروالتخطيط نهاراً رغم أنني أحتاجه وينشط ليلاً كخفاش ينظر للعالم بالمقلوب ، تعلو عيناي تلك النظرة الساهية، ودائماً يكون "مافيّ" لأي شيء ودائماً لدي أعذاري الجاهزة والسخيفة التي لا أهرب منها وأمارسها كحق من حقوقي ، يبدو الخروج للسوق لشراء احتياجات ضرورية ضرباً من أنواع العقاب والتعذيب، بينما في الانسداح على الكنبة ومتابعة أفلام سبق وأن رأيتها الكثير من المتعة.
تتكوّم كتب الروايات بجوار سريري، ألتهمها التهاماً،أختبئ بين السطور،أسمح للكاتب أو للكاتبة أن يسافروا بي عبر الزمان والمكان، أتجاوز عن كثير مما لا يعجبني في سبيل أن أتجول بحرية في عقليهما وذاكرتهما.. 
في السبات الصيفي يهجم علي حنين مباغت لا أعرف ماذا أفعل به ولا أين آخذه، حنين لطفولة راحلة..حنين لجدار مملوء بخربشاتي في بيتنا القديم..حنين للمسبح الذي كنا نذهب إليه أنا والجاردينيا للسباحة كل خميس،حنين للممر الحجري في ليدز ولرائحة الشجر قرب بيتي..حنين للركض في محطات القطار ومراقبة تشكيلات السحب عبر النافذة، للّون الأخضر الجامح والورد الأحمر المتغنج،لرجفة القلب من البرد وتلوّي الروح من الشوق..حنين للشعور بالوحدة،رالشجن،حنين للشِعر الذي كان يتلبسني،للأحلام التي كانت تبهجني..حنين لأشياء كثيرة أعرفها، ولأشياء أكثر لا أعرفها..
.
.
صيفكم سبات..!



  • من أجمل ما قرأت هذا الصيف رواية "جيرترود" لحسن النعمي، كنت أريد أن أكتب عن هذه الرواية ولكن بسبب السبات الصيفي الذي أعيشه لم أكتب رغم استمتاعي بها جداً..


سأكتب فقط بعض انطباعاتي التي لا زلت أحتفظ بها:
- في الرواية قصة داخل قصة ..حسن النعمي يكتب عن الكاتب الذي يكتب عن المغربي الذي أراد أن يكتب قصته..تداخلات ودوائر جميلة لم تخل بالنص..
- في الرواية خطين من السرد: قصة محمد الطنجاوي وقصته مع الأمريكية جيرترود التي رسمها بيكاسو- وقصة كاتب القصة مع الدبلوماسية لأمريكية التي سهلت له الحصول على المعلومات..كلاهما قصة تقترب من الحب إلا قليلاً..!
- في الرواية معلومات عن الفترة الفنية التي عاشها بيكاسو ومن يحيط به من الرسامين الآخرين والكتّاب، كنت أضع الانترنت بجواري كي أبحث عن كل اسم ولوحة وحركة فنية..
- تقوم الرواية على لوحة  الكاتبة جيترود التي رسمها بيكاسو ثم أهدتها لمتحف الميتروبوليتان في نيويورك..ما أغاظني أن الرواية كانت في حقيبتي حين كنت في نيويورك قبل أقل من أسبوعين ولم أقرأها، زرت المتحف ولم أبحث عن اللوحة. كثير من تفاصيل الكتاب النيويوركية كنت أمارسها دون علم..
- لماذا لحق الطنجاوي بجيرترود إلى فرنسا؟ لماذا كان بكل هذا الضعف الذي لم تتبد قوته إلا في السرير معها؟ ماذا كانت تريد منه؟ وماذا كان يريد منها؟ أهو بالنسبة لها ممارسة لشهوة العربي المختلف ؟ أهي بالنسبة له ممارسة لشهوة الرمز والفن والكتابة التي لا يستطيع أن يصل إليها أحد؟
- جيرترود لم تكن جميلة. كانت ممتلئة وضخمة، مالذي رآه بيكاسو فيها ليرسمها؟ ومالذي رآه الطنجاوي فيها ليلحقها؟ هل كانت معايير الجمال في عصر سادت فيه النهضة الفنية مختلفة إلى هذا الحد؟ أم أنها لعنة حضور جيرترود وشخصيتها الطاغية؟
- لم يكتب الطنجاوي قصته بل عهد بها إلى غيره، أهو الجرح الذي سببته له جيرترود جعله غير قادر على تدوين حنينه، ذكرياته، وقصة حياته؟
- ماذا يرى الرسام؟ ماذا يرى الكاتب؟ هل تختلف أدواتهما فقط؟ 
..
خلاص يكفي، السبات الصيفي لا يسمح لي بأكثر من هذا التداعي..!

هناك تعليقان (2):

  1. انتظر الضجيج يذهب حتى يعم المكان الهدووء ،اصفي ذهني ، ابتسامه تنطلق من تلقاء نفسها ، اشعر بالسعاده ،، كل ذلك واكثر عند قراءة احرفك

    ردحذف
  2. أسعدك الله دوماً ونقل هذه العدوى الجميلة إلى حروفي..:-)

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...