من صفحات أخرى في الرواية:
وحين بحثت عنها لم أجدها...أخذت أراقب التيار والسفن الصغيرة والقوارب والأضواء التي تنعكس على ضفاف التايمز ..
نزلت عن الجسر الفاصل بين ضفتي النهر وقد كنت أحتاج لمراجعة قوانين الطفو الفيزيائية..هل هي أثقل أم أخف بالنسبة لوزن الماء؟ هل ستمشي مع التيار الذي لا أستطيع أن أحدد اتجاهه أم أنها ستستقر في الأعماق وتنغرس في قعر النهر الطيني.. ؟ هل يختلف إلقاء قارورة مغلقة في البحر المالح عن إلقائها في نهر عريض؟
أتراني أغلقت القارورة جيداً ؟ هل كانت سدادة الفلين محكمة الإغلاق؟ ماذا لو تسرب الماء للداخل وعاث بللاً في حروف رسالتي؟
شعرت أن التجربة كلها محض ادعاء ، هل ثمة قصة حقيقية لرسالة في قارورة وصلت للشخص المناسب؟ أو على الأقل لأي شخص على أية ضفة؟ لعلهم فقط كتاب الأفلام والقصص يجدون تفصيلاً رومانسياً في جمع الزجاج بالورق بالماء لتكون المحصلة شخص مناسب وقصة جميلة..
حصل ذلك منذ عام، وحتى هذه اللحظة أنا أجد نشوة كلما فكرت في الاحتمالات، سيمر نهر التايمز من عدة مدن بريطانية: كينغستون، ريدينغ، اكسفورد حتى يصب في بحر الشمال ..أتراه سيضيق في بعض أجزاءه ويمر بجوار سكن الطلاب في اكسفورد فتنحبس القارورة عند صخرة ويفتحها شاب انجليزي اشقر ثم يجد حروفها بالعربية فيأخذها إلى قسم اللغات في جامعة اكسفورد ليفكوا رموزها ؟
أم أنها ستسقط في بحرالشمال البارد فيجدها على الشاطئ صياد اسكتلندي في أدنبرة ويظنها من مخلفات إحدى السفن الغارقة التي كانت تطلب النجدة؟
نسيتُ ماذا كتبتُ في الرسالة..عدت إلى نسخة احتفظ بها في الكمبيوتر فأنا لم أكتبها بخط يدي وقرأتها بعد مضي عام على إلقائها في النهر, في نهاية الرسالة كتبت:
لذا آن الأوان كي أضع حداً لكل ذلك..آن الأوان أن أعتصر ما تبقى من دموع ذلك الجرح وأودعها في قارورة شفافة ..
سأغلق القارورة على حزني وألقيها غداً في نهر التايمز في لندن بكل ما بها من زخم وهمّ ..من حكايات وتجارب..علها تحمل ذلك الجزء المشطور من الروح بعيداً
سألقيها كي أتخفف مني..كي أعود بأجنحة قادرة على حملي والتحليق بي..كي ألبس نظارتي الملونة التي كانت ترى كل شيء ملوناً بطباشير الأطفال وأغاني العشّاق..
سألقيها كي أعود إلى جدة وأنا معشوقتها المدللة لاستكمال حوار هامس لا ينتهي مع بحرها الأحمر وأمسياتها المترفة..
.
.
.
في اللحظة التي يجد فيها أحد ما قارورتي..سأجد حلماً بانتظاري..وقلم رصاص مبري جيداً،،وقصة تغريني أن أكتبها..وأصدقاء كثيرون يحتفلون بي معهم..
من يجدني..ويفضّني..أنتظر أن يراسلني
qarorah@hotmail.com
وضعت نهاية قصة القارورة كما أشتهي أنا بعد أن أدركت أن القوارير ورسائلها مختلقة كقصة حب كلاسيكية..أوصلتُها إلكترونياً إلى باب بريدك ثم ادعيت جذلة أن قارورتي ورسالتي قد وصلت إليك..
أي مساحة مائية قطعتها من بحر الشمال لتستقر على شاطئ بحر عربي دافئ وحميم؟ يا للكذبة!
المضحك أنك صدقت الكذبة وادعيت معي أن الفضاء بحر وأن عنوان البريد الإلكتروني قارورة وأن الرقم السري سدادة الفلين وأن الشاطئ الرملي يقع بين قوسين (inbox1)
لكنك أخذتني على قد عقلي أو على قد قارورتي..
قلت لك في الرسالة أنني أحتاج حلماً ..فهل أجد لديك واحداً؟
قلم رصاص مبري جيداً، فهل تعيرني قلمك وإن كان حبراً؟ قصة تغريني أن أكتبها، فهل تقرأني كلما كتبت فصلاً؟ أصدقاء كثيرون يحتفلون معي، فهل أنت صديق أذكره بعيد ميلادي هذا الشهر ليحتفل بي؟
فكرت بإلقاء رسالة أخرى من جديد رغم أن احتمالات حصولي على إيميل ممن يجد قارورتي الأولى لا يزال قائماً، هذه المرة في بحري الأحمر فقد عدت إلى جدة بعد أن حمّلتني بريطانيا كثيراً من لكنتها الثقيلة ووردها الربيعي بينما فشلت في جعلي من ذوات الدم البارد ..
لعل احتمالات وصول قارورتي هذه المرة "للشخص المناسب" معقولة أكثر..
كل الشواطئ تتحدث العربية، وكلها تحمل روحاً دافئة وقصصاً بلون الغروب ..
ماذا سأكتب هذه المرة؟ لا أدري فشهوة التجربة والمغامرة المجهولة ستجعلني قادرة على كتابة أي شيء..من هو الشخص المناسب؟ هو أي شخص يجد القارورة ويرد علي في البريد..!
أثمة رسالة خفية في كل ذلك؟ لن أفلسف الأمور منذ الآن، فإذا حدث ما أخطط له سأختلق كثيراً من المبررات والفلسفات والرسائل الكونية..
من أين أحصل هنا على قارورة ؟
ليس بالأمر الصعب على أية حال..
ذهبت عصر ذلك اليوم إلى......................
خلاص، اثنوا طرف الصفحة
Amani
ردحذفوااااو
ماورد قررت أخيرا أن تكتب رواية ،، أو هي السلسلة الجديدة ؟ يقولون من يفهم الأمور كما يريد يشعر بالراحة ،،، وأنا أعجبتني فكرة الرواية جدااااااااا..
فكرة القارورة مثيرة جدا لا أنسى فيلم أجنبي شاهدته وأنا طفلة يلقي فيه المسافرون رسائلهم في قوارير أثناء سفرهم بالبحر ويتلقاها أناس ويوصلوها ووووو نسيت التفاصيل طبعا ولكن بقي في الذاكرة منظر السيدات وهي يلقين رسائلهن ...
أشعر دوما أن الكتابة أجمل وسائل الاتصال التي عرفها الإنسان ،، لازلت احتفظ بالرسائل التي أوصلها ساعي البريد زماااااان ، ولايزال صندوق الوارد في بريدي يعج بالرسائل الخاصة التي تصلني ..
بانتظار الجزء الثالث من الرواية ...
كوني بخير
هل قلت يا أماني أنني أكتب رواية؟
ردحذفامممم..لم أقل..
أنا أقرأ معكم مقاطع من تلك الرواية التي لا أعرف اسمها..
ربما تكوني قد قرأت بعض المقاطع قبلي..
لا تبوحي بها إلي وتفسدي علي مغامرة القراءة:-)))
كإنو لخبطة شوية؟