الاثنين، 9 أبريل 2012

Definitely..maybe-10



  • اليوم..قلت لهم...


جدة كانت تسترضيني بشتائها الطويل وجوها الجميل الذي طوّل على غير العادة..
حتى أنني كدت أنسى صباحاتها اللاهبة وشمسها الوقحة وأمسياتها المشبعة بالرطوبة..
أظن أن الصيف قد فتح بابه فلم أعد أحتمل أن أجلس في غرفة بدون تكييف، كما أن أخلاق الناس صارت أكثر لزوجة، وحين أستيقظ الساعة السادسة والنصف يكاد الضوء يغمر الأرجاء وتفوتني صلاة الفجر.
اليوم أخلاقي تشبه هذا الصيف في بداياته..
منذ عامين وأنا أستمتع بإبريل بوابة الربيع الأجمل ..الآن شعرت به بوابة فتحت على جهنم الصيف..
 لم تمطر أبداً في جدة هذا العام..


وأنا لست أقل جفافاً من الأراضي والأرصفة والأشجار المسكينة..
.
.
يا للظمأ...


  • اليوم.. كنت أشعر أنني خط مستقيم بلا شعور ولا إحساس ولا ثنية ولا انحناءة ولا حتى بداية أو نهاية..
هل سبق وأن شعرت أنك خط مستقيم..هكذا بدون سبب؟
تشعر بأنك لا تشبه أحداً ولا تختلف عن أي أحد..
تشعر أنك لا تريد شيئاً ولا يريد أي أحد منك أي شيئ أيضاً..
ترى خط الأفق وخط السراب يلتقيان معاً على مد بصرك..
ترى أن قمة الجبل وعمق البحر شيء واحد فلا يهم لأيهما توجهت..
لا تريد أن تأكل بطاطا مالحة ولا شاياً محلى ولا عنباً حامضاً..
السالب والموجب بالنسبة لك ضياع وقت وضياع أرقام..
.
.
يا للصفر..



  • اليوم شعرت بالشوق إلى شارع قديم يتفنن المطر في تقبيل حجارته..
إلى بيت ريفي صغير تطرق السناجب على نافذته..
إلى برد يقرص القلب..وثلج يهمي على الروح..
إلى لكنة تلبس تاجاً..وشمس تغرق في نعاسها باكراً..
إلى قطار يفوتني..وباص يتأخر علي..
إلى عازف ينتحي ركناً في الشارع..
إلى مكتبة تقدم لي كرسياً وكتاباً وقهوة..
.
.
يا للحنين..



هناك تعليقان (2):

  1. Amani
    اه يا ماورد ...
    أثرتي شجوني ،، منذ أيام وأنا أحلم بهاروجيت في هذا الوقت من العام والطريق المتخم بزهور الربيع الممتده بلا نهاية ،، أهرب من شوارع جدة وزحامها وحرها الذي لا يطاق بالتفكير بالباص والمنظر من أعلى والمتعة التي لا تنتهي .. وأتذكر جملة قرئتها ونسيت القائل : تباً للحنين يعيدنا للأشياء ولا يعيد الأشياء لنا ...

    ردحذف
  2. تباً من القلب..للحنين وللأشياء..!

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...