الأحد، 20 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 3


الآن..
الآن في هذه اللحظة أنا أشعر بالحنق الشديد...

أو ليست لهذه الأسباب اختُرعتْ الكتابة؟
حسناً، سأحاول أن اكتبني هنا بلا مواربة..
لا تتعجبي يا مذكراتي ، ألم أقطع على نفسي عهداًمنذ زمن بعيد أن أكون صادقة شفافة منثالة معك؟

لنعد إلي...
كنت أخطط أن أقضي جمعة هادئة وسعيدة، عائلية وحميمة جداً..!
ومنذ أن استيقظتْ أتفقنا أنا وفهد أن نخرج للغداء في مكان يستطيع فيه أطفالنا أن يلعبوا وأن يقضوا وقتاً جميلاً، خاصة أنه منذ فترة طويلة، طويلة جداً لم نفعل ذلك..
ففي نهاية كل أسبوع وكلما طلب منه الأطفال شيئاً يتعذر بقلة المال وبأنه لم يستلم راتبه بعد..
وهو خارج إلى الصلاة قال لي: ما ورد..اطبخي شيئاً للغداء..رز سليق أو ستيك...سنتغدى في المنزل، توفير..!!!!
..
..
تباً تباً..
لقد أفسد مزاجي..!




صديقتي الحميمة تختفي من الحياة أحياناً..
لا أجدها..
اتصل بمنزلها لا ترد..اتصل بجوالها عدة مرات أيضاً لا ترد..
تغوص في مكان ما لا أدري ماهو لعدة أيام..ثم تعود ثانية محملة بشوق تعرضه أمامي كبضاعة مزجاة كي تتجنب عتابي..!
صديقتي هذه لم أقصد أن أعلق بها بهذا الشكل، ولكنها تسللت بخفة وبياض حتى تمكنت مني كثيراً..
صديقتي حنونة كساقية،،محلقة كحمامة...مبتسمة دوماً كوردة ربيعية..بريئة جداً كطفل في مهده!
أنا وصديقتي اتفقنا أن نتقابل هاتفياً ظهر كل جمعة، حيث أزواجنا في الصلاة، وحيث نتبادل حواراً مهماً ، سخيفاً، حميماً عن كل ما حدث خلال الأسبوع...
..
..
صديقتي لم تتصل حتى الان، وأنا لن أفعل!





فراشتي البيضاء تعتزم القيام بمشروع ما..
هي دائماً حماسية، منطلقة، لديها قدرة على التخطيط والإدارة..
ستبدأ مشروعها والذي اسميتهkids care يوم السبت، حيث ستجمع عدداً من الأطفال الصغار وتقضي معهم عدة ساعات في النهار، وتجهز لهم برنامجاً مسلياً..
اتفقت هي وصديقتها الحميمة على العمل معاًُ..
ومنذ البارحة وهي تحاول الإتصال بصديقتها لإكمال إستعدادات المشروع ولكنها لم ترد عليها أيضاً..
بكت فراشتي، لأن لديها الكثير من الأعمال المعلقة والتي لابد من إنجازها قبل يوم السبت..
لأول مرة تشعر الفراشة بمثل هذه الخيبة، وبكل هذا الإحباط..
تسللت بهدوء إليها وأخبرتها أن هذا طبيعي ، وأن أحلامنا دائماً ما يصيبها بعض التعثر والإرتباك في البداية..
تحدثت معها بعمق عن معاني الصداقة وعن اختلاف أصناف الناس وعن دورنا في الموازنة بين أحلامنا الجميلة وعلاقاتنا الحميمة..
قبل قليل فقط اتصلت صديقة فراشتي وقالت والحماس يكاد يخرجها من أسلاك الهاتف: خالة ماورد، لدينا أنا والفراشة الكثير لنفعله ، هل أستطيع أن أقضي اليوم عندكم..؟
ابتسمْت أنا.. والتمعت عينا فراشتي ببريق انتصار.. قلت وأنا أمسك سماعة الهاتف: بالطبع يمكنك..
..
..
صديقتي لم تتصل بعد!

أخرجتُ قطع اللحم لأشويها..
ستيك وبطاطس مقلية، و.....حساء..وماذا أيضا؟
..
..
أنا ذاهبة للمطبخ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...