أدور في البيت كمن لدغها عقرب...
لا أقر أبداً ولا أتوقف عن التفكير والتنهد..!!
أكان قرار الرحيل موجة ضخمة ستجرف معها كل شيء؟
أم أن دوري قد جاء لأقص أجنحة من حولي وأخذلهم فيما كانوا يحلمون به؟
أقول ذلك لأنني أفكر في كل المشاريع التي سبق وأن أرتبطت بها، والتي لا يمكنني المضي فيها قدماً.. بعد الآن..
أولها كان مشروع المجلة..
كانت فكرتي في الأساس..وكنت أريد أن تكون على شكل دورية لآخر إصدارات الكتب وكل ما يتعلق بالقراءة إستكمالاً لما أقوم به من تنظيم لنادي القراءة الذي افتتحته منذ عامين..
ذهبت إلى شاب إعلامي ناجح كي يكون راعياً للمشروع، ولكنه قرر أن يجعل مشروع المجلة أكبر وأضخم..
اقترح فريق عمل..وأخذنا نتجمع أسبوعياً لعدة أشهر طويلة لوضع أساس المشروع..
في تلك الأثناء اتصلت به ذات يوم وقلت له: أريد أن أنسحب..لم يعد يشبه مشروعي في شيء..إنه آخر تماماً..ليس ما أريده، يبدو بثوبه الجديد مشروع ناجح لكنه ليس أبداً ما كنت أفكر فيه..
قال لي: لا تغلقي أبوابك، دعيها مواربة وانتظري وانظري إلى أين تنتهي بنا وبك الدروب..!
بعد مدة من العمل على أساسات المشروع بدأ فريق العمل يفقد حماسه، أثناء ذلك كنت أتسائل عمن سيمسك إدارة مشروع ضخم كهذا..
لدي عملي ولا أنوي أن أفرط فيه..!
الآن ..هذا ما أخذتني إليه الدروب..رحيل حين عرف به الفريق فقد همته تماماً وبدا المشروع ينظر إلينا في حزن كخرقة مهلهلة ألقيناها حتى قبل أن ننهي حياكتها..!
المشروع الثاني هو مشروع الكتاب، الذي من أجله جمعت فريق عمل لطيف وشاب في بيتي ، نجتمع كل أسبوعين لوضع أساسات الكتاب، ها أنا الآن سأرحل قبل أن ننهي ذلك الحلم الفوشي..!
أشعر بأنني خذلتهم، أحاول أن أبحث عن خيارات، عن طريقة كي أجعل الفكرة حية وأن لا أكون سبباً لموتها وموت حماس كان يشع في عيون فتيات جمعتهن من أجل أن آخذ على عاتقي تعليمهن كيف تكون مراحل إنتاج كتاب..!
رفاه..أنت أحد هذا الفريق المتحمس..قولي لي أنك لست واجدة علي..
قولي لي أن الفكرة لن تموت وأن بإمكاننا أن نمنحها رمقاً يجعلها حية حتى تتبرعم..
أنت أيضاً راحلة يا رفاه..
ولست أدري وقتها من سيبقى لفوشي..!!
مجموعة القراءة" توّاقة" بقي لنا لقاءين وينتهي الموسم الثالث..
جاءت إحدى العضوات تسألني عن التسجيل في الموسم الرابع، ابتسمت وقلت لها سأخبرك حينها..!
وفي وقت لاحق..أسررت لإحدى صديقاتي: أأجعل إحداهن تنوب عني في إدارة المجموعة ليستمر الموسم الرابع والخامس من دوني..؟!
قالت لي: لا..سيكون هناك مجال للمقارنة، وستخافين أن لا تحافظ المجموعة على ذات المستوى، إنه إسم بنيته بنفسك، فلا تلقي به لأحد آخر..
ابتلعت هذه الغصة أيضاً..
تباً..
لم لم يخبرني أحد أن هذا الرحيل موجة كاسحة..!
ماذا يفعل كل أولئك البشر اللذي يرحلون كل يوم؟
هل يتركون ملفاتهم مفتوحة؟
هل يغلقونها بعناية وحين يرجعون يعودون لفتحها ثانية؟
هل يغلقونها بالشمع الأحمر ولا يعودون لفضها ثانية؟
أوبسي.. رفاه وصلت..
حسناً ها أنذا أكمل ما كنت أكتبه قبل أن تأتي رفاه ومجموعة فوشي..
قرأت ماكان بالأعلى..وتساءلت: أحقاً كنت تنشرين غسيلك المبلل على سطوح الجيران يا ماورد؟؟!
أعتذر إذن..فما إن نشرت غسيلي حتى أصابته نسمة هواء جففته وجعلته أكثر بياضاً..
هذا ما فعلته إذ تقاسمت ما كنت أشعر به مع مجموعة فتيات مشروع الكتاب الحلوات..
وتوصلنا معاً إلى حل سيبقى معه مشروع فوشي نابضاً يتنفس ببطء لكن بعمق..!
:)
ما زلت أتعجب..كيف واتتني الجرأة على نشر غسيلي على سطح الجيران:)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
أنت وصديقك
ليس للحياة معنى..إنها ماضية فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...
-
البارحة وأنا ذاهبة لعملي في الصباح، طلبت من السائق أن يفتح إذاعة الـfm كتصالح صباحي مع الأثير والطريق الطويل إلى العمل.. حوارات ، أغان..ثم ف...
-
مدينتي الصغيرة تبدو أشهى وأجمل مع وجود عائلتي هنا.. أمي وأبي يأتيان صباح كل يوم مع خبز طازج..وأجبان منوعة..وقبلة تدفئ برد أول النهار.. أختاي...
على حافة فمي كلامٌ منذُ الأمس !!
ردحذفلكن ستائرُكِ ترفرف جرّاء الهواء المنبعث من نافذتُكِ ..
لا أريدُ أن أفقدُها الحياة..
ولا تزالُ شفاهي تتمتم :(
ابتسامة الحياة...
ردحذفإذن جذبتك ستائري ، فصعدت إلى السطح تتلمسين غسيلي المبلل حتى قبل أن يجف..:)
جف بعضه الآن..
هيا، دور شفاهك في نثر الكلام ..
كلي آذان صاغية..وكلي قلب له يدان تحتضنان حروفك..
صباحك سكينة :)
ردحذفعُدت من منزلك مُحملة بالكثير من الشجن والحنين !
والقليل من الخوف والحزن الهادئ ;)
* جاء أبي وأخي الصغير "اليوم/ أمس" ظهرًا ودخلوا غرفتي وأنا نائمة يهللّون جاءت الفيزا ..جاءت
فتحت عيني وقلت الحمد الله وتظاهرت بأني أريد إكمال نومي !
بالنسبة لي حصولي على الفيزا
يعني الكثير وفي ذات الوقت لا يعني الكثير !
يعني الكثير لأنه هو الأمر الوحيد المتبقي في جدول ترتيبات والدي لهذا الرحيل
وحصولي عليها يعني أنه لم يتبقى سوى حزم أمتعتي والسفر
والقضاء على أنفلونزا الخنازير أو التطعيم ضده !
ولا يعني لي الكثير ..
لا أعرف ما الذي يدور داخلي ويجعلني أشعر بأنه يجب أن انتظر الصيف حتى أصدق !
وأن الصيف هو الضمان الوحيد للسفر !
أول ما هجم على ذهني في هذه اللحظة
كيف سأخبر صديقتي " المخدة" وصاحبة القلب القطني !
وأنا التي وعدتهن بأني فور تأكيد سفري سأتصل عليهن لأخبرهن !
أشعر بأني لا أستطيع أن أبوح بذلك خوفًا من أن يستغل الحنين ذلك ليتسرب إلى قلوبهن من الآن وخصوصًا وأن ملوكة ستودعنا بعد أيام قليلة !
تركت الموضوع وذهبت إلى المعهد ..وبعدها لآتي إلى منزلك
لتُداهميني بذات الموضوع ..وتنتقل عدوى الجدية في التفكير في الرحيل !
وأعود من منزلك لتستقبلني أمي بوجه محمّر وغصة في حلقها من الدموع تفشل في تخبئه نفسها !
اوووه يا ماما بدري هُناك وقت للوداع كافيًا
حتى أنت يا ما ورد !
* ماذا أيضًا ؟!
موضوع العائلة الذي فتحناه اليوم كان ذا شجون خاص
سأعترف لك هُنا بأمر لم أخبرك به أبدًا !
أنا كُنت " أتفشل" من جدي !
وإذا خرجت معه كُنت أتمنى أن لا يرانا أحد ..لأنه كان يرفع صوته حين يناديني
الأمر الذي يُخجل أي مراهقة بشكل أحمق !
حتى وصلتني رسالتين واحدة منه وأخرى من الله
لتتغير مجرى علاقتنا جذريًا !
ويُصبح جدي أقرب شخص إلى قلبي ..وصديق من نوع خاص جدًا ;)
كان بيننا الكثير من التفاصيل الحُلوة والسحرية ..كنّا نتقاسم الشعر والرسائل والأسرار أيضًا !
كان البعض يرى حبه لي نرجسيًا ..حتى أن ستو كان تدندن في كل مرة يُناديني فيها " تعالي يا ابنتي ..الحُب بلى والعشق سمُ قاتل " وتضحك بسخرية !
إلاّ أني كُنت أراه حبًا كريمًا للغاية ..متدفق بلا حدود ..وبدون أي شروط !
كان يُشبع بداخلي الكثير من الأمور ..كان الحياة معه غنية بالكثير من التفاصيل والحكمة !
من الضحك بجنون ..إلى البكاء كأطفال !
كانت لقاءاتنا ملونة وحميمة
قبل أن يموت بأيام قليلة جدًا ..وبعد نهش المرض كان ما تبقى من جسده الصغيف ..قال بصوت متعب جدًا
أعترف أنه لم يصل لمنزله رفاه في قلبي أحد !
كُنت أخبيء الكثير من الهدايا والاعترافات له ..حتى اذا استيقظ نحتفل !
لكن مات دون أن نحتفل بها !
واستطاع حزني عليه أن يمتص كل أفراحي مع العائلة من جذورها !
أتعرفين ما الذي أيقظ كل ذلك بداخلي ؟!
أني
كُنت أظن أن علاقتي به ..علاقة مميزة لكنها في نفس الوقت ممكنة لأي فتاة أن تصنع مثلها مع جدها !
لكن اليوم اكتشفت ونحن نتكلم أنها كانت استثنائية جدًا !
وأنها غير قابلة للتعميم!
أحسست بأن هذا الاكتشاف دفع بجيوش الحُزن مرة أخرى إلى قلبي لتُمارس عبثها !
أدعو الله أن تصيبــه/ني رحمة تؤنسنا الآن !
قبل عدة أيام دخلت إلى هنا...
ردحذفارتميت على الصوفا..وأخذت أتدفق..
تحدثت معك كثيراً يا رفاه..
تحدثت عن إحساس الترقب وعدم التصديق الذي أعاني منه بسبب دورة الأوراق الرسمية المكوكية التي لا أعلم متى ستنتهي..
تحدثت عن جدك..وعن جدي الذي لا نعرفه أنا وأخوتي إلا شاباً وسيماً في الصور ، وأننا نتمنى أن نقابل ذلك الشاب في جنة الخلد بإذن الله..
أعتذرت لك همساً عما سببناه لك من شجن ذلك اليوم..ثم أردفت اعتذاري ب.."يا حظك" لأنك -على الأقل- جربت معنى أن يكون لك جد..
بعد كل ذلك الإسترسال..ضغطت على زر send لتنقطع بي السبل، ويضيع كلامي في الفضاء هباء منثوراً..
زعلت من نافذة ما ورد..وقاطعتها عدة أيام..لأنها لم تأخذ بيد أحرفي وكلماتي قبل أن تضل الطريق وحدها...
!!!!
أيتها النافذة انتبهي لصغاري مرة أخرى ..:)هم دائماً عهدة بين يديك..