
- السعادة قرار..
هذا ما أخبرت به صديقتي صباح الأربعاء الماضي في العمل رداً على قولها" اليوم يا ماورد أريد أن أكون سعيدة..لا أريد لشيء أن ينغص علي"
رغم بيئة العمل المتعبة، ورغم ارتفاع ضغط صديقتي سبعين مرة في اليوم كونها رئيسة قسم..
ورغم أنها شريكتي في مغامرة الرحيل وفي متابعة أوراقنا التي تدهس في رحلتها الرسمية خلايا الصبر في قلبينا..
إلا أنها لا تلبث أن تبتسم..وتقول: اليوم أنا سعيدة..
وفي المساء أرسلت لي ماسجاً يقول..."مزاجي ورد"
ماذا قلت في البداية؟
قلت أن السعادة قرار..
فإن كان الأمر بهذه البساطة فلم لا نتخذ كلنا هذا القرار في حياتنا؟
أهو قرار صعب؟
أم أنه يحتاج إلى شجاعة؟
إنه قرار بأن نكون سعداء، وهذا أقصى ما نريده..!
.
.
أفكر في الأطفال ...هل اتخذوا هذا القرار في غفلة من الحياة وحين كبروا ورأوا وجه الحياة العابس، خافوا ثم قرروا أن يتراجعوا عن هذا القرار الشجاع؟
ربما:)
- البارحة حادثتني صديقة أخرى..إنها من صديقات المدرسة المتوسطة ..
تزوجت بعد المدرسة مباشرة وسكنت مكة وأكملت هناك دراستها الجامعية، ثم تفرغت للأمومة والحياة الزوجية...
ما زالت علاقتنا قائمة من آن لآخر وفاء عبر هاتف أو حضور مناسبة مهمة ..
كنا ثلاثة..أنا وهي وصديقتي الجاردينيا..
أنا والجاردينيا عملنا بعد تخرجنا وأكملنا دراستنا وحصلنا على الدكتوراة..
البارحة كنت أخبر صديقتي تلك عن احتمال رحيلي لفترة، لأفاجأ بقولها: "إنهم الأمريكان ..ضحكوا عليكم"!
لم أستوعب ما قالت وسألتها " أمريكان؟ أي أمريكان؟"
فقالت:" أوهموكم بأنكم لن تعيشوا إلا إن كان لديكم وظيفة..ثم لم يكتفوا بذلك بل ضحكوا عليكم حتى تكملوا دراستكم..وها أنت الآن حاصلة على الدكتوراة ولم تتوقفي..أتريدين أن تصبحي وزيرة أو ترشحي نفسك للرئاسة ؟"
لم أصدق ما أسمعه...وتذكرت حين قررنا ثلاثتنا أن نخرج في أمسية جداوية ذات يوم...وكم شعرنا أنا والجاردينيا ببعد المسافة بيننا وبين صديقتنا القديمة..ليس مكانياً فقط بل فكرياً..
أثناء ذلك تابعت صديقتي : لهذا لا أريد أن أسكن جدة..إنها تعلم "الصياعة" ولهذا أريد تزويج ابنتي بمجرد تخرجها من الثانوية حتى تعيش في كنف زوجها معززة مكرمة ، خاضعة له لا تفكر في العمل والوظيفة"
بعد إنتهاء المكالمة لم أشعر بالغضب ولا بالإستياء، لا على صديقتي تلك ولا على الأمريكان..بل شعرت بالدهشة..
أيمكن لظروف الحياة أن تتحكم في مصائرنا إلى هذا الحد..؟
لو أن صديقتي تلك لم تتزوج في الثانوية ولم تسكن مكة أكانت تحمل ذات العقلية؟
هل "ربّاها" زوجها على هذه الأفكار ونجح بجدارة؟
المضحك أنها أثناء زعيقها بالتلفون لتعبر عن هذا الرأي الذي تراه محافظاً جداً كنت أسمع قرقرة ليّ الشيشة في فمها ، وهي بالمناسبة مدخنة وراعية سهر من الدرجة الأولى..!
رفاه...حين قرأتك تذكرت هذا الموقف أمس، بل ربما تذكرت تداعيات أفكاري حوله..
حل هذه هي الحياة "الأبسط والأريح والأتفه" التي نريدها والتي تجعلنا نحيا بدون هموم ولا كدر؟
صدقيني يا حلوتي..حياتنا جميلة ، بتفاصيلها، بتعبها ،..برحيلها...
ربما نحتاج فقط إلى إحداث بعض التوازن كما قال شيخنا سلمان...
البارحة أيضاً تذكرت حالي قبل سنة..وإلى أي مدى كنت منهارة نفسياً، متعبة، واقعة في مطب من مطبات الحياة الذي يجرح الركب ويعفر الوجه بالتراب..
كنت أقول وقتها أنني فقدت قدرتي على الحلم والتحليق والعيش بطفولة..
الأمور الآن أفضل بكثير..على الأقل استطعت أن أقوم من تلك الحفرة، أنفض عني الغبار، وإن كانت أجنحتي ما تزال بحاجة إلى الرفرفة..
لعل كل هذا الحزن "خوف " يا رفاه..
لعلها طريقتك في التعبير لهذا المجهول القادم بأنك لا تشعرين بثبات الأرض التي تقفين عليها..
إنها تلك المرحلة التي تشبه صعودك من اليابسة إلى المركب، تحتاجين يداً تسندك وخشبة تعبرين بها الماء..
فإن سقطت فأنت تعرفين السباحة..خذي الأمر بضحك واضحكي على شعرك المبلل..وانتظري حتى تجف ملابسك وأنت على سطح المركب..
..
..
صح..نسيت أن أقول لك..تخففي من أحمالك وارتدي ملابس مريحة، ليس من داع أن تكوني في كامل أناقتك حتى يسهل عليك القفز إلى المركب:)
- رسالة اليوم:
إلى الرحيل المرتقب..
كنت فكرة أردت من خلالها الهروب..
الآن أنا أتلصص وأتطلع إلى أفكار أخرى..
أحتاج مساعدتك ..وربما يدك كي أعبر إلى المركب دون سقوط..فلست متأكدة بعد من أنني استعدت لياقتي على السباحة!
إنها تلك المرحلة التي تشبه صعودك من اليابسة إلى المركب، تحتاجين يداً تسندك وخشبة تعبرين بها الماء..
ردحذففإن سقطت فأنت تعرفين السباحة..خذي الأمر بضحك واضحكي على شعرك المبلل..وانتظري حتى تجف ملابسك وأنت على سطح المركب..
...................................
ياالله أقف مليا ً عند كتاباتك وجملك التي تأتي آحيانا ً كدافع وكرسالة كنت أحتاج قراءتها أغبط رفاه على صحبتك والله واغبطك على صدقك وشفافيتك التي بدأت تعلمني الكثير
مكة والمدينة بلدين أقتبس أهلها الشرف منها وتفاخر بعضهم به على غيرهم لمجرد سكنهم فيها
صديقتك نموذج أراه كثيراً في المدينة (فما بالك) إذا كان هذا النموذج من أقاربك ودعيتي يوما ًمامن احدهم(بالليبرالية):):):)
هو كذلك زواجها المبكر أكررها مرارا ً ثم سكنها بمكة هي السبب
بارك الله رحيلك ورضي عنك وأرضاك دوما ً ياااااارب
مزاجي اليوم spring flower !
ردحذفقرأت كلماتك لي أكثر من 5 مرات ..كنت أردد كل حرف منها على قلبي الخائف ..وعلى طوفان الدمع الذي بداخلي ..وعلى عيناي التي صغر حجمها من البكاء حتى هدأ كل شيء !
شكرًا ما ورد ..أشعر بكِ ماءً باردًا ينساب على قلب محموم ..يشق طريقه لكل خلية في جسدي ..ليدفعني للإبتسامة !
أكتب لك وأنا أضحك وقلبي يردد " وين الشجاعة يا سعود ؟ "
هبة...بل أنا المحظوظة بوجودك ورشفك كوب قهوة في بيتي..
ردحذفرفاه..وبعدين مع الدموع؟
ألم نتفق أن نرجئ ذلك لما قبل الرحيل بأسبوع مثلاً؟
:)
ويك إند سعيد لكليكما:)