الأحد، 16 يناير 2011

شوكولا (٢٠)


  • بيت ما ورد:  
مع قضمتي العشرين الأخيرة من لوح الشوكولا الغامقة بنكهة البرتقال سأخبرك بشيء يا بيت ماورد:

    أحبك جداً..
    أحبك لأنك تحتويني..لأن نوافذك دوماً مشرعة..وستائرك مسدلة ..وأبوابك مواربة..
    أحبك لأنك دائما تخبئ كثيراً من الأصدقاء وكوم من الدفئ في أركانك وتحت وسائدك..وباقة من قبلات السكّر تذوبها في أكواب قهوتك ..
    أحبك لأن لا أحد قادر على احتواء هذياني..حماقاتي..ثرثرتي..قفزاتي مثلك..لأنك تعرفني بكل أشكالي وقوالبي..
    أحبك لأنك غدوت دفتراً قريباً من القلب شاهداً عليه ..كما كنت أحب لدفاتري أن تكون: غير مسطّر..وبغلاف أنيق.. ألصق ما شئت به من الصور ..أخبئه في درجي بجوار سريري..وما يكتب فيه ليس للنشر أبداً!!


    • تجربة: 
    أجل كانت تجربة كما كان يردد الكثيرون....لا يمكن أن نكتب قائمة ما يستفاد من تلك التجارب لكنها تبقى عميقاً في القلب..تستقر هناك ..تشكل الروح وتمنحها بعداً آخر..سأظل أذكر تلك التجربة بكل مفرداتها: الثلج..هيثرو..الأطفال..البرد..الأندرجراوند..لندن..القطار..السفر ..الحقائب..والرجل النبيل..!!

      ذلك الرجل النبيل بمعطفه الطويل وابتسامته الهادئة وجزعي ودموعي..بكل ذلك أحبه خيالي..ورسم احساساً بقدر ما أعلم أنه كاذب بقدر ماهو لذيذ..!!



      • جدة:  
      بمطرها وغرقها .. بلثغتها وأنوثتها ..بصباحها وسهرها..جدة ما زالت أنا..حتى بعد أن غبت عنها..كلانا غرق..أنا في غربتي وهي في مطرها..
        شعرت هذه المرة أننا نملك نفس السائل الأحمر: في عروقي وبحرها..
        أننا نملك نفس الأحلام المعطوبة.. نفس الأنفاس المتشظية..ونفس الالتفاتة المترفة..
        كلانا يحب الشعر والروايات وقصص الليل وفيروز الصباح.. كلانا يقدس البحر :هي عروسه العارية وأنا غجريته الحافية..

        كلانا يكبر..ويدفن في عمق السنوات جزءا من عمره وأحلامه ..وكثيراً من خيباته..
         جدة ..أخبريني يا صديقتي: هل سأعود؟
        أشعر بذلك..هل تشعرين أنت؟


        • عائلة:
         هل علي أن أقول كم أتعبت هذه العائلة دون أن أقصد..؟
          زوجي الصديق الذي أعيش معه الحب والفقد بكل أحلامهما ودموعهما..

          أبي الذي قال لنا يوماً في تجمع عائلي: أريد أن أشكو لكم شوقي لماورد وأبنائها..لا أعرف كيف أتعامل مع هذا الشوق..فهل تخبروني؟ أمي ..إخوتي..أخي ..ولائحة لا تنتهي من المشاعر التي لا أعرف كيف أصفها أو أكتبها..
          • صديقات:
            ألم أقل يوماً أن خارطة علاقاتي تغيرت؟! أجل..هي كذلك ،رغم ذلك لا تزال الحمامة بكل بياضها محلقة في سماواتي تلتقط رسائل القلب وتعيدها ثانية موقعة باسم لا تمحوه أية أمواج..الجاردينيا لا تزال تزهر فوّاحة..مختالة..جميلة على كل ركن من أركان العمر..مبقية أريجها كقدر حتمي عبقاً مترفاً..
            صاحبة كوب الحظ الأبيض تخاتلني..تظهر لتختفي،،ثم تختفي لتظهر من خلف صباحات قديمة لتعدني بكوب قهوة أخير لا يجيء.. صديقة الرحيل التي صارت جزءاً من أمسياتي..وصوت أفكاري وحياتي اليومية..
            سحابة التي أمطرت على بيتي ذات صباح..وتلك الجميلة شبيهة أحلام مستغانمي والتي يتجدد الإحساس كلما قابلتها: أنني بطلة في رواية..
            أخريات كثيرات..يقاسمنني الحلم والصباح والعشوات الفاخرة..ووفاء رأيته هذه المرة لامعاً في الأحداق..


            هل يكفيك يا بيت ماورد؟
            لا زال في جعبتي حلم...سيكون بداية "لعشرون" أمسية قادمة..!!

            ليست هناك تعليقات:

            إرسال تعليق

            رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

             اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...