- حين انتهت ألواح الشوكولا العشرين قلت أن في جعبتي حلم سأتجاذب أطرافه عشرين أمسية مقبلة...
تأخرت في الكتابة لأن ذاك الحلم مراوغ.. يظهر لدقائق فتلمع ابتسامته ثم يعود ليختفي خلف الغيوم من جديد..
أحياناً يفاجئني بقوس مطر لامع منهمر وأنا أمشي في شارع بيتنا..أحيانا يدس رسالة في بريدي..ماسجاً في جوالي..حلماً في نومي..ودقة قلب في قلبي أعرف وقعها جيداً..توقفت عن رشوة الحلم لأنني أعلم أنه هناك.. هو هناك.. بعيداً في مكان ما لكنه هناك..هو سيمنحني ذات يوم كلمته كاملة بدلا من حروفه التي تظهر مقطعة في سمائي..
- البارحة..كنت عند صديقة الرحيل ..وكمشاغبة ليلية فتحت إيميلاتنا القديمة..قرأنا معاً إيميل كانت قد أرسلته لي عقب قرائتنا لكتاب "٣ أسابيع مع أخي"..كان ذلك قبل ٣ أو ٤ سنوات ربما..
كانت تقول في الإيميل:
نفسي أسافر مع وحده مهووسة زيي..و ما في في الدنيا صحبة حلوة ومهووسة زيك
نفسي أروح مكان يكون فيه بحر وجبل وثلج
قمة الإثارة ، نسبح ونتزلج على الثلج بس بلاش نتسلق لأني ما أضمن النتائج وممكن تكون مدمرة
وتنتهي الرحلة بشماتة اثنين فينا محمد وفهد
أنا فكرت بإيطاليا وسويسرا نزور عدة أماكن ومتاحف ونروح نحضر مسرحية في لندن وكم فيلم ما أدري فين
بس نروح مكان يليق بجنوننا سوياً
يتوفر فيه الإثارة والدهشة
أهم شي المغامرة وطبعا رح اتشجع منك ولا أنا أجبن بنت على وجه الأرض أخاف من الملاهي
وطبعا نجري ونأكل أيس كريم في الشارع ونجري زي المجانين ونضحك بصوت عالي
نتزلج على الثلج
ونسبح خلي بالك.. أنا أبغى أسبح
نزور مكتبة طبعاً ونشتري كتب
وممكن نروح السوق مره أو اثنين
نقعد على الرصيف
نجلس في مكان ساحر ورومنسي وأخاذ ساعة الغروب وتنتابنا حمى البوح
ونستفيض نحكي عن مغامرات عشناها
ومغامرات نتمنى لو كنا أبطالها
ومن ردي عليها:
لا أجد السفر تضييع فلوس كما يظن البعض..
ولكنك تشترين ذكريات كثيرة تضعينها في صندوقك الخاص، تشترين مناظرا وأجواء مختلفة، تشرد على الأرصفة، وركض في المطارات...
تحتاج الحياة إلى هذا النوع من "الشراء" على سبيل التغيير
الآن، وبعد الثلاثين..دعينا نحلم، فالأحلام كما أؤمن أول طريق لتحقيق الأشياء...
أجل أحلم أن نسافر معاً ، أن نحقق ما كتبته هناك...أن نجرب شيئا جديدا ومختلفا...
من يدري؟ عندي ثقة بأن ذلك يمكن أن يحدث في يوم ما...
(أقصد رحلتنا الثنائية)

كانت هذه الكلمات قبل أن تخطر على بالنا فكرة السفر أصلاً..
كنت تحلمين بالسفر معي أنا بالذات وكنت أحلم بمغامرة ثنائية..وهاهو الحلم قد تحقق بحذافيره:
سافرنا لمكان فيه بحر وثلج وجبل..مشينا كثيراً في الثلج ولم نتسلق جبالاً..زرنا كثيراً من المتاحف..وحضرنا مسرحية في لندن..وحضرنا أفلاماً كثيراً فإن لم تكوني وقتها تعرفين أين سنشاهد الأفلام سأخبرك أننا حضرناها في سينما ذا لايت أو مركز النور كما نسميه أحياناً..
تذكرين حين شجعتك لركوب الملاهي معاً..تذكرين كم كنت تبدين جبانة وكم ضحكت على ذلك مع احترامي الشديد لخوفك؟
تذكرين العام الماضي في عز الثلج حين كنا نأكل آيسكريم في الشارع متلذذين وكيف قابلنا أحدهم ووصفنا بأننا مجانين إذ لا يعقل أن يأكل شخص ما آيسكريم في وسط الثلوج ..وكيف انفجرنا ضحكاً من تعليقه كالمجانين؟
تذكرين كيف سبحنا في الحمام التركي في هاروجيت؟ وكيف ذهبنا إلى مكتبة دار الساقي في لندن وخرجنا محملين بالكتب؟
وكم مرة ذهبنا للسوق؟ حتماً إنها ليست مرة أو اثنتين..وكم مرة جلسنا في أماكن ساحرة نحكي عن مغامرات وقصص عشناها وأخرى نتمنى لو كنا أبطالها؟
جاء دوري...
ألم نشتري كثيراً من الذكريات والمناظر والأجواء المختلفة؟ بل اشتريتها بالمعنى الحرفي حين قمت بعمل ألبوم الصور الذي أسميته ليدز وكتبت فيه مع الصور قصة سفرنا ثم اشتريته من ماك بعد طباعته..
ألم نتشرد على الأرصفة ونركض في المطارات (على الأقل قبل شهر من الآن مع مشكلة مطار هيثرو والثلج)؟
ويلي..أصبت بالدوار...
أبهذه البساطة كنا نخط أقدارنا؟
أبهذه التفاصيل كنا نكتب مستقبلنا؟
أبكل هذا الإيمان كان لدينا ثقة في تحقيق أحلامنا؟
...
كنت دوماً أؤمن أن بداية الطريق حلم..حتى لو كان عبثياً ساذجاً وردياً جداً..
وكنت لا أبكي عدم تحقيق أحلامي فهذا أمر مفروغ منه..بل أبكي عدم قدرتي على حصول على حلم واحد..
من الآن سأكتب أحلامي..ببساطة ..بعفوية..وبدون أن أتكبد عناء التفكير في طريقة تحقيقه..
ألم أقل أنه هناك..هناك خلف غيمة ما...
- كعادة صباحية ..بمجرد أن أستيقظ أمسك بالجوال وأدخله تحت اللحاف المظلم..أغلق المنبه..وألقي نظرة على الماسجات والإيميلات..
وأنا تحت اللحاف قرأت اليوم إيميلاً من روح جميلة اسمها رحاب..
رحاب لا أعرفها جيداً .. هي فقط تعرفني من خلال أسراري المبعثرة ومدونتي..وقد بعثت لي تقول أنها ستكتب لي رسالة طويلة ذات يوم..
وكتبت رحاب الرسالة..
كانت غامرة..تضيئ في ظلمة الغرفة..تطلق كثيراً من الورد والياسمين في كل اتجاه..وترسم ابتسامات كأهلّة العيد الكثيرة التي بزغت فجأة وامتلئت بها سمائي ..
كنت ما بين النوم واليقظة..،وتلك الرسالة كانت كحلم أبى أن يزورني وأنا نائمة بل فضل أن يوقظني ويطبع على قلبي قبلة...
شكراً رحاب..
حلم اليوم:
أحلم بكتابة جزء ثاني لكتاب الأرجوحة..!!!
أحلم أن أدخل حالة كتابة منشية وأن تقف حواسي إجلالاً لدخول تجربة كتابة كتاب جديد..
ياسلااام يا ماورد
ردحذفإذا حلمنا سيتحقق بإذن الله ..وستكتبين بعد 10 سنوات من الآن بوست يُشبه هذا
وتذكرين فيه لقاءنا في منزلك حين قررت اني سأفتح عملي الخاص وسيكون ثقافي حميمي وسيكون خلفه دار النشر الخاصة بأروى خميس
وتفاصيل بالتأكيد لم تُرسم بعد !
لكنك ستكونين معي في مغامرة التحرر من العمل الحكومي وبناء العمل الخاص بأجواءنا !!
ازددت حماسًا ..كيف لي أن اصبر 10 سنوات ؟!
ياااه هذه العشرون أمسية مغرية جدًا
أتعلمين أمرا يا أروى ..
ردحذفجميلة تلك الأحلام التي تصنعيها لنفسك ..
لقد تعلمت من قراءتك شيئا مميزا ..
.
.
قررت أن اعيش تفاصيل الحياة حلما كما وصفتي ..
وانتظر من رب الأقدار ان يحولها واقعا ..
شهية هي كتاباتك .. تجعلني اشتهي العيش أكثر وأكثر فقط لأكتب كل شيء ..
.
.
وحلم الأرجوحة الثانية .. هو الأشهى على الاطلاق ..
ولا استطيع الصبر لقراءة اسراركن .. وفي جزئها الثاني ..
.
.
دمت لروحي .. تسقيها تفاءلا ..
شكرا حنان...
ردحذف:-)
انتظر معك سيناريو أحلامك..وأقرأه..ثم أقف بجوارك مترقبة أن يصير هذا الحلم واقعاً..ثم أبتسم وأصفق للحظة انتصار جميلة...
دمت لروحي فراشة رفافة...
رفاه..
ردحذفعشر سنوات كثير..
ربما تكون أقل..من يدري..؟
وثقي لحظات الحلم..فالعودة إليها تمنحك دهشة ولا أروع..
كل يوم كنت أمر على هذه الصفحة ،أقرأ كلماتنا وأتذكر تفاصيل التفاصيل لكل نقطة من الحلم الذي كتبناه وتحقق ، كنت أحلق في خيالي ولم أستطيع أن أكتب رد وكنت أقول هل من حلم جديد ..
ردحذفسا أقول لك سر صغير عندما كتبت ايملي السابق والذي تحقق بحذافيره كنت أجرب قانون الجذب بقوة !!!
كتبت الان لأن فكرة الرحيل الجديد والحياة الجديدة تسيطر على حواسي وتجعلني أحلم وأتمنى أن أحقق الحلم وأعيشه كما أتخيله وأفضل ... سأكتب ايميل اسمه حلم الرحيل الجديد نكون أنت وأنا والأقزام السبعة أبطاله ، أحلم بزيارة الجاردينيا وبياض الثلج لنا هناك وسلسلة من الجنون لاتنتهي .. حتى ذاك الايميل والأحلام المشتهاة أقول لك تصبحين على خير ...
إذن قانون الجذب يعمل...!!!
ردحذفأتراه يتعطل أحياناً؟ ونحتاج أن نغير بطارية الإيمان أو شحنها إذا ضعفت؟
هيا..دعينا نلعب هذه اللعبة ثانية..اكتبي الحلم الجديد..وسأرد عليه..
لن أفكر كيف سيتحقق أو متى ..فلسنا معنيين بهذه التفاصيل..
يكفينا أن يكون لدينا حلم مشهى يا صديقتي:-)