الجمعة، 28 يناير 2011

جدة..

توقفت حياتي منذ يومين..ولم تتوقف دموعي..رغم أنني أعلم أنه ليس هناك حتى تصريف للدموع..
لا أكتب..ولا أعمل ..ولا أذهب للجامعة..ولا أفعل أي شيء- هنا في بريطانيا- إلا التحديق في المناظر المرعبة على الإنترنت..ومحادثة الأهل..والبكاااااء..




أحقاً يحدث هذا ؟
أحقاً هذه صور مدينتي أم أنها مدينة أخرى لا أعرفها؟
أحقاً سبح أبي في الطين والماء ليصل إلى أختى الباكية العالقة؟
أحقاً كدنا نفقد أخي الذي سبح أيضاً في الماء وتجاوز السيل بحبل مربوط بين الجهتين؟
أحقاً بات كل أولئك الذين لا رابط بينهم في بيت عمي الذي فتح بيته عن طيب خاطر لاستقبالهم؟
أحقاً احترقت مبان في الجامعة وامتلئت أفنيتها بالماء ولم تعد صالحة لأي استخدام وتواجد آدمي؟
أحقاً جاءت هليكوبتور لإنقاذ سمو الأميرة والباقي لا يستاهلون لأنهم  "طرش بحر" ؟
أحقاً في كل عائلة عشرات القصص والمآسي التي تبدو وكأنها أحداث لفلم آكشن هوليوودي؟
..أكل اولائك ماتوا؟ تقطعت بهم السبل؟ غرقت بيوتهم؟ فقدوا سياراتهم؟ وباتت مدينتهم الحلم تحت خط البحر ومستوى البلاليع؟
هل بقي شيء لم أقله؟
هل بقي شيء لم يقله الناس؟
هل بقيت صورة لم تشهد على المأساة؟ أو كلام لم يكتب ؟أو دموع لم تذرف؟
أشعر أنه ليس لكلامي قيمة وأنا أكتب من بعيد..لكن والله قلبي يحترق وأشعر بالعجز وامتلئ حنقاً..ولا أعرف ماذا أفعل؟ أنا جداوية حتى النخاع ويؤلم كل ذرة من قلبي ما يحدث فيها حتى لو كنت في أقصى الأرض..
لم نعد قادرين على سماع مزيداً من الوعود المضحكة..والإعتذارات السخيفة..والمشاريع التي يبدو جيداً أنهم بلّوها وأن أهل جدة من شرب مويتها..بل تجرّعها..وشرقوا..وغرقوا كمان!
قبل عدة أسابيع علقت مع أبنائي في مطار هيثرو بسبب كارثة أجواء من نوع آخر..
رغم جزعنا..وارتباكنا ..ورغم حجم الكارثة إلا أنه كان السهل الحصول على المعلومة ومن ثم التوجه بناء على ذلك..
الراديو..التلفزيون..مواقع الأخبار.. شرطة الشوارع ..مواقع المطارات والقطارات الرسمية ومواقهم على تويتر والفيس بوك..وزارة التعليم..وأي خدمة أخرى نطلبها وأهمها خدمة مراقبة الأحوال الجوية وتحذيراتها - كل ذلك ساهم في التخفيف قليلاً من حدة المشكلة - وأن لم يحلها أبداً- كان الناس مستائين ..محبطين ومتعبين لكن كان لدينا شعور أن ثمة من نسأله ولديه إجابة..ثمة من يعرف أكثر منا.. وإن لم تعجبنا إجابته..
هذا عدا تداعيات أزمة هيثرو الحكومية وأخذ المسئولين الموضوع بجدية كما نسمع..!


لماذا إذن كان أهل جدة وحدهم في كل ذلك بدون أي دعم ومساعدة حكومية منظمة مسبقاً؟


هل نتحدث عن الفساد؟ أم سوء التخطيط ؟ أم الفشل في إدارة الأزمات؟ أم انهيار حتى الحلول المؤقتة؟ أم أزمة المشاريع الورق؟
من أين نبدأ حتى تنتهي؟




والله ليس لدي حتى القدرة أن أقول شيئاً آخر !!!!


اللهم كن معنا في هذه المحنة ولا تكن علينا..!




هناك 6 تعليقات:

  1. أيام ثلاثة وأهلنا في جدة يعانون من ويلات المياه المتجمعة في كل مكان بعد المطر ،،، وما يصاحبها من حشرات وأوبئة ..

    صباح الأربعاء حدثني زوجي في وقال أن الأمطار تنهمر على جدة وكان ردي بأن الأمطار تنهمر هنا أيضا ومابين هنا وهناك استمرت الاتصالات ليطمني بأن جميع أهلي بخير . مع الوقت وتأخر عودته للمنزل واستمرار مكالماته لطمأنتي شعرت بألم غير عادي في أقدامي ورعب في قلبي من حدوث مكروه له أو لأحد من أهلي ، عُدت من الجامعة مبكره عن موعدي ، متهاوية القوى وألام أقدامي تتزايد ، حين تأخر اتصاله هذه المره ولم يعد يجيب على هاتفه ازداد رعبي ولم أعرف كيف اتصرف وبمن اتصل ، لأعرف بعدها بساعات أن سد أم الخير انهار وكاد يجرفه معه !!! رحمتك ياربي بسكان جدة ، حمدت الله وأنا أستمع لتفاصيل ماحدث وكيف احتمى بشجرة وتعلق بها وتعرضه لجروح متعددة في أقدامه وكيف عاد للمنزل لتستقبله أمي وتبكي وهي تراه في حال يرثى لها .

    كل سكان جدة تحولوا لمصورين ومحررين وصحافيين ومنقذين ومتعاونين لحل أزمة مدينتهم ونحن نتابع بقلوب لاتملك سوى الدعاء لأهلنا وأحبتنا أن يسلم الله ويحفظ الجميع من كل مكروه .

    السؤال الذي يخنقني ،، هل ستستمر معاناة الناس لعقود طويلة حتى يعتادوا على ماحدث وكأنه جزء من الحياة اليومية ؟ وربما يُلقى باللائمة على الناس لخروجهم وقت المطر وأن ماحدث قدر لايمكن رده !!!
    هاهي الشكوى من تدهور الخدمات الصحية وانتشار الأوبئة في جدة مثل حمى الضنك ولم يتغير شيء بل أصبحت المسئولية تلقى على كل من يصاب المرض لأنه ترك الناموسة تقترب منه !!!
    اه ياجدة ...

    ردحذف
  2. واه يا جدة ..
    جرح مؤلم اصابنا فيها ..
    صباح الأربعاء فتحت الفيس بوك .. كعادتي الصباحية حين افتح عيني كل يوم .. لأجد عبارة افزعتني .. "جدة تغرق" .. وليعود سيناريو العام الماضي الى ذاكرتي مرة أخرى .. واحادث مؤلمة عاصرتها انذاك ..
    ارسلت لأمي رسالة : " ماما طمنيني عن احوالكم " .. فكان ردها : " ادعي لنا يا حنان !! " يالله كانت فاجعة مؤلمة .. اين ذهبت حنونة .. اين ذهبت نحن بخير وصحة وعافية ومشتاقين لك !!
    اتصلت ..
    لأتفاجأ ان والدي قد حبس في العمل ..
    والدي الرجل الكبير في السن ..
    بثيابه المبللة ..
    حبس ليومين هناك .. ولا منقذ ..
    خفت ان ينفذ صبره ويتهور بالسباحة في أنهار المطر الجميلة ذات اللون البني ..
    خفت جدا .. ان يحاول ان يفعل بذاته اي شيء حتى يخرج من مبنى العمل ..
    فجعنا يا أروى ..
    فجعة مخيفة والله ..
    وليس لنا سوى : " حسبي الله ونعم الوكيل " ..

    ردحذف
  3. أماني وحنان...
    الحمدلله علي سلامة أحبائنا ورزقنا وإياهم على الأقل القدرة علي تمن الأفضل.. 
    فحبيبتنا جدة تستحق ...

    ردحذف
  4. كان الله في عوننا :"

    ردحذف
  5. الحمد لله على سلامة الأهل و الأخوان...
    أسأل الله أن لا نُفجع بعزيز .. و كل من في جدة عزيز و غالي..
    أجلس في بيتي يقتلني عجزي و أنا أتابع بقهر و بكسر لا يعلمه إلا الله...
    اللهم يارب يا جبار ... يا لطيف .. اجبر جدة و أهلها و الطف بهم و ارحمهم رحمةً من عندك تغنيهم بها عن رحمة من سواك يارب..

    ردحذف
  6. سمر وأروى...
    تقاسمنا الوجع والدمع وحزن المطر..
    اللهم اقسم بيننا أمناً وأملاً..حلماً ومحبة..
    اللهم آمين.

    ردحذف

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...