السبت، 3 يناير 2009

مياااو الخير (6)


- مرحبا ما ورد


- مرحبا..أهلين قطة..


- وحشتيني..!


- أجل، وأنت أيضاً..تغيبني الحياة أحياناً فأتسكع فاقدة صوتي وقدرتي حتى على البوح بحماقة..


- أعرفك جيداً،لابد أن شيئا ما يشغل بالك؟


- ومنذ متى يا عزيزتي كنت أعيش يوماً دون أن يشغل بالي شيء؟

كتابي السري لا أجد له ناشراً يرضيني ..

لا أعلم مالذي سيحل بي في الصيف المقبل إذ أنني أخطط خطة كي أرحل لفترة ولا أعلم إن كانت ستنجح أم لا!

كتابي الآخر يفتح نافذة على أجواء عاصفة مغبرّة لا أحبها ..

مشروع جديد أقبل عليه ، يسير بي ولا أسيره..لا أدري إلى أين سيأخذني؟


- هذه كلها أشياء عادية، كلنا لدينا ما يشغلنا ،،لكن أخبريني ما أخبار قلبك؟


- قلبي المجروح؟

كف عن البكاء، لكن عينيه ما تزال دامعتان..

هل أخبرتك أنني طلبت من ملك الملوك في الحج أن يجبر كسر قلبي؟


- أجل يا عزيزتي فإرضائك صعب، ولا طاقة لنا نحن البشر بإرضائك..


-قطة،، لا تتهميني بالصعوبة، لكم كنت مرنة مطواعة، أنت أكثر من يعلم ذلك، وتعلمين كم من الجهد بذلت..


- أجل، أعلم والله..فما حال أحلامك إذن؟


- أحلامي؟ تتناوشني بخجل،، أعيش في غيمة وردية ، ثم أفيق عند باب الكلية على عمل متواصل لا معنى له ..أعود فأرسم مرة أخرى حلماً له ملامح أوضح لمستقبل أكثر جمالاً وإشراقاً وإنجازاً! حلماً له لون ،له صوت، وله أبعاد متطاولة سابحة في الفضاء..


- طيب..هذه مرحلة متقدمة..!


- ليس تماماً..فهذه الأحلام الطريق إليها مقطوع..

ثمة فضاء قفر بيني وبينها..


- ما ورد..أتذكرين حين فقدت القدرة على الحلم؟ كان ذلك قبل عام من الآن؟ الآن عدت لذلك من جديد..!ألا ترين ذلك إنجازاً؟


- أوه يا قطة..حين فقدت القدرة على الحلم..فقدت القدرة على الحياة..

لا تذكريني بتلك الأيام، أحدهم سرق أحلامي المتناثرة والنائمة بعذوبة من تحت وسادتي..دون أن أدري

بكيتها كثيراً، وبكيت سذاجتي..وقلبي الذي أصيب في مقتل..!

الآن مازالت محاولاتي "الحلمية" خجولة..مترقبة..


- ما أخبار صديقاتك يا ما ورد؟


- تغيرت خارطة القلب والصديقات ، ولست أدري لماذا!

ربما تتغير خرائطنا كل عدة سنوات..!

والسنة الماضية كانت سنة التغيير..


- بمناسبة خرائط القلب ،هل هناك أي أسرار ؟


- كفاك شغباً يا قطة، بالطبع لا مكان لمزيد من الأسرار..

والأسرار القديمة "بهتت" رغم أنها ما تزال باقية..

أظن أن قلبي كان مشغولاً بأشياء وجراح أخرى، أو لعل التجارب من هذا النوع تفاجئنا مرة واحدة في العمر فقط..!


- وصاحبة حكمة أيضاً يا ماورد؟


- أتشكين في ذلك؟ ألا تعلمين أنني لست صغيرة..

وأنني في هذه الدنيا من زمااااااااااااااااان..:)


- بلى أعلم، وبمناسبة ذلك أتمنى لك من قلبي بداية هجرية وميلادية سعيدة..

لعام يكون عاماً حافلاً بالإنجاز الذي يرضيك..

يملؤك سلاماً ..ويفيض بك حباً..ويطبع قبلات من أحلام ملونة على قلبك..


- يا سلام..شكراً يا قطة..

لا حرمنا الله نعمة التشرد على الأرصفة، والمواء معاً في الليالي المقمرة..




هناك تعليق واحد:

  1. عندما أقرأ كلماتك ..أتساءل ..أتكتبني ؟!
    أتبوح هُنا ..من أجل أن أرتاح أنا ..من تجارب مررت بها ...ويُقال أني تجاوزتها ...غير أنها تأبي إلا أن تُشاكسني من حين لآخر لتجعل قلمي وقلبي ينزفان !
    قبل أن أكتب ماذا أُحس الآن
    شكرًا ما ورد ...شكرًا لأنا التي أجدها تختبئ بين كلماتك !
    حتى أشعر في انكساراتي فخرًا بأن " ما ورد " تُشبهني !
    امممم
    (1)
    اكتشفت من كلماتك بديهية وأنا التي تتأخر في اكتشاف البديهيات ...أدور حولها ولا أستطيع التقاطها إلاّ بعد أن أشعر أن كل ما في روحي أُنهِك
    وفي النهاية أجد السلوى في جُملة تُضحكني لغازي القصيبي ( أن البديهيات لم تكن ، عبر التاريخ، أول ما تبادر إلى الذهن البشري عند ارتطامه بمشكلة من المشاكل، إن لدينا من الشواهد التاريخية ما يؤكّد لنا أن البشر كثيرًا ما يصلون إلى إجابات خاطئة يقضون معها سنين أو عقودًا أو قرونًا قبل الوصول إلى الإجابة (البديهية ) الصحيحة )
    فلنعد إلى البديهية التي اكتشفتها ( أني ما زلت في ما يُسمى بــ" الدنيا" ...وأني مهما خُضت من التجارب المؤلمة التي أخرج منها بكم هائل من الدروس إلاّ أن ذلك لن يصل بي إلى " نعيم " الجنة )
    أول مرة زرت فيها هذا البيت الهادئ المريح ..أفزعتني كلماتك حد البكاء
    وأمطرتني بتساؤلات غريبة
    أفقدت " ما ورد " نفسها مثلي حد أنها تبكي لكلمات كيتي في الفلم التي تصفني تمامًا وكأني أمام مرآة ؟
    أتقول لصديقتها أني لست هُنا ولا هُناك ...وأنها تُحس بالانطفاء !
    كُنت أظن أني عندما أصبح أم ...سأكون أقدر على أن أضع " أنا ..وأحلامي ..وثقتي بنفسي .." في صندوق كصناديق المُجوهرات وأنه لن يستطيع أحدهم أن يسلب مني أيّ من هذه الأشياء الثمينة على حين " غفلة" حُب أو حُزن أو حُلم والأهم من ذلك أو " فقد " !
    تساءلت ..أسيتحول السفر مرة أخرى في حياتي إلى حاجة ..وأنا التي جُلت أوروبا بروحي المثقوبة ..وسكنت في شقة هادئة في كندا لمدة شهر لألملم ما تبقى من روحي المبعثرة ؟
    وبعد عدة زيارات لهذه المدونة التي أصبحت " بيتي " السريّ أيضًا
    توصلت للاكتشاف الخطير " أنها الدُنيا " يا رفاه !
    (2)
    شعرت أنك قاسمتني البوح في كل سطر لذلك لي عودة سأسرد فيها تمامًا ما أحسسته

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...