
شيء عميق..عميق جداً أمد إليه يدي..ألمس أطرافه..أنتشي وتسري في قلبي رعشة من دفء..
مكان بعيد..بعيد جداً وصلت إليه فجأة فوجدته هادئاً كسطح بحيرة ساكنة ، رميته بحصاة فسمعت رجع صداها ورأيت الحمام يتطاير في كل مكان..
إحساس جارف..جارف جداً غمرني جعلني أشعر أنني لست نادمة على ما فات..ولا مترقبة لما هو آت..
.
.
الشيء العميق..المكان البعيد..الإحساس الجارف..
كان...
أنـــــــا..!
قبل سنتين أو أكثر أضعتني..
ولم أنتبه لذلك إلا متأخراً..
كان ذلك قاسياً جداً..أكثر من أي شيء..
حين فقدتني..فقدت القدرة على الحلم..
على الحب..على التسامح..
فقدت القدرة على الغناء..وكتابة الشعر..
فقدت جاذبية أعرفها كانت تشع في داخلي..
مطاراً كنت أسافر منه وإليه..
ذكريات محببة وملونة أجمعها في سلة وأجلس حافية على الأرصفة أعرضها للبيع..
حين أضعتني..فقدت "وهجاً" أعرفه جيداً..
وهجاً رغم أنه كان يحرقني برعونته، لكنه بالمقابل يلفني كل ليلة باردة بشال دافئ ويعدني بالأفضل..
قبل عدة أيام..لمحت في داخلي قبساً من ذلك الوهج..
أضاء فجأة..ثم انطفأ..
كنت في السيارة أفكر في كتابي الجديد الذي سلمت نسخة منه لغازي القصيبي كي يقرأه
أدهشتني الفكرة..غمرتني بعبث طفولي..شعرت بطيف من قمر يتبعني ..
ابتسمت وأنا اتخيله يقرأ..
لست أدري إن كان ذلك سيحدث أم لا..لكن مجرد الفكرة عاثت في قلبي حلماً..وقلبت معاييري رأساً على عقب..!
اختفى الوهج بعدها بقليل لكن دفئه تمسك بتلابيبي عدة ساعات..
اليوم نمت في "العصرية" لأستيقظ على أصوات أطفالي يلعبون في حديقة البيت..
للحظة شعرت أنني معهم..
غمرني الإحساس..تلبسني بقوة..فلم أعد آبه بشيء..
في دقائق تمثلت نفسي حين كنت أقضي العصاري الطويلة التي يخيل إلي أنها لا تنتهي في حديقة بيتنا..
لمحتني وأنا أجر الحقائب مع أبي وصوت هدير الطائرة في منتصف الليل يعدني بمغامرة صيفية..
وأنا أقضي الليالي الطويلة أذاكر وأشخبط على دفاتري..وأحادث صديقتي..
وأنا أتجهز لحفلة عائلية أعرف أنني سأرى فيها شخصاً آبه له كثيراً..
وأنا أنثال وأتدفق ناسية كل ماحولي منطلقة من إساري أكتب قصيدة حب مشتعلة..
وأنا أسافر عبر منطق الدنيا ضاربة كل شيء بعرض الحائط لأمارس أشيائي التي أحب ..
وأنا أتمرغ في حب صديقاتي..ودفئهن ..وجنونهن السري..
أقبض على هذه اللحظة الآن بكلي..
لأني لا أعلم إن كانت ستبقى أم هي طيف عابر فقط؟
وتلك النوافذ التي تسرب منها الرياح السوداء هل ستفتح ثانية؟
هل أمتلك القوة لأسدها قبل أن تتناثر شظاياها في وجهي مرة اخرى؟
.
.
.
اشتقت لــ.....وهج!!!
أجل يا سحابة..
ردحذفوصلت لي رسالتك على الجوال..وتحيتك الصباحية المتوهجة،قرأتها بعين نصف مغمضة..وقلب مبتسم
هل قلت لك أنك مباشرة وقفت "بيني وبيني" ...
شكراً على صباح جاد بك:)