الأربعاء، 7 يناير 2009

مياااو الخير (8)

استيقظت قبل الخامسة على جسدي يتأرجح بين الحرارة والبرودة..
استيقظت وبمجرد أن فتحت عيناي "انكبت" الأفكار في رأسي..
إنها ساعتي الذهبية، تمنحني أقصى درجات الخلوة بي..

  • البارحة عدت من العمل وقلت لزوجي"لو كنت ستذهب إلى المكتبة اليوم،اشتري لي كتاباً اسمه "ماذا لو كان رئيسك غبياً؟"
- من المؤلف؟
- أنا
نظر إلي بدهشة وقال:- ما ورد..هل جننت؟
- لا أنا متأكدة أن أحداً ما كتب مثل هذا الكتاب، صدقني التجارب الإنسانية واحدة..!

في المساء أحضر لي كتاباً بعنوان" مدراء سيئو الطباع"
بحثت فيه على عجل عن نمط رئيستي، وفرحت جداً حين وجدتها ، تماماً كما هي..!
وأوشكت أن أقوم بحماقة وأبشرها أن هناك كتب كتبت من أجلها وعنها:)

عدت إلى صوابي ، لم أكن أقصد الإساءة كنت فقط أحتاج أن أشعر أن هناك من هو "معي على الخط" بعد أن شككتني في قدراتي حقاً..!



  • قبل يومين شاهدت فلماً بإسم Iris بطولة Judi Dench, Kate Winslet والفلم يحكي قصة كاتبة روائية وكيف تعرضت في آخر حياتها لمرض الزهايمر، كي تتلاشى تدريجياً أمام زوجها الذي عاشت معه قصة حب حين كانوا شباباً..

الفلم كان مرعباً لي بشكل شخصي، إنه يشرح بدقة مالذي يفعله هذا المرض اللعين بخلايا المخ، كيف تتدرج البطلة وتصبح "في أرذل العمر" بعد أن كانت كاتبة ناجحة لها حضورها..
أصبحت الكلمات العادية بالنسبة لها ليس لها أي دلالة بعد أن كانت تتنفس الكلمات وتحيا بها..أصبحت لا تدرك شيئاً بعد أن كانت ذكية لماحة..
صدرت روايتها الأخيرة بعد أن أصيبت بالمرض، وحين أمسكت بنسخة الكتاب بين يديها بدت كطفلة لا تعرف ماذا تحمل، نظرت إلى الكتاب وألقته جانباً حين طلبت منها صديقتها الحميمة أن توقع لها على نسختها..

أقول أنه كان مرعباً لي بشكل شخصي، لأن جدي توفي بعد صراع طويل مع الزهايمر ذوى من خلاله حتى أنه لما توفى لم نشعر بفقدانه..ثم..ألست كاتبة؟؟!:(


  • البارحة قضينا يوماً "غزاوي" مع صديقة أمي الغزاوية "خالتو وفاء" ، إنها شاعرة مثقفة قارئة ،فلسطينية حتى النخاع، انهلنا عليها بأسئلة لمدة ساعتين عن القضية الفلسطينية وتفاصيلها والجانب الذي لا نراه لما يحدث في غزة الآن..
بلهجتها العذبة سردت علينا ذكريات شخصية جداً..شعرت من خلالها أنها عاشت "حيوات "كثيرة..محطات رحلتها مبعثرة وكثيرة وفي كل مرة ينعطف بها الطريق نحو جهة في الحياة..
كم تصنع الحرب إنساناً مؤمناً بقضية ، وكم يصبح لوجوده في الحياة مبرر ورسالة..
شكراً خالتو وفاء..كنا أقزاماً بجوارك..

هناك 3 تعليقات:

  1. أهلين ها أنذا الأخرى...

    ردحذف
  2. مبروك المنزل الجديد..

    ردحذف
  3. مرحبا بك يا صديقتي "الأخرى"

    ظننتك ضللت الطريق حين انتقلتُ إلى منزلي الجديد..

    ظننتك أضعتني...أو لعلي من أضعتك!

    اعتدت وجودك في بيتي السري، فلا تغيبي..

    قبلاتي لقلبك..وللريح الطيبة التي أتت بك:):)

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...