- قررت أن أكتب رسائلي هنا يا ماورد بعد أن أُغلق صندوق البريد الذي أرسل منه رسائلي..وبعد أن ضاع العنوان الذي أرسل له رسائلي أو فُقد أو مات صاحبه..
أيهما أهم: فعل كتابة الرسالة أم وصولها إلى العنوان الصحيح؟أيهما أهم: كاتب الرسالة أم قارئها؟ أم الرسالة نفسها؟
لا بأس إن غيرت بعض القوانين واستبدلت نظرية موت الكاتب بموت القارئ..وكتبت رسائلي..
عاشت الرسائل ..عاشت الرسائل.. ومات الكل..
متى آخر مرة كتبت لك؟ قبل سنة؟ قبل سنتين ؟ ربما...المهم لم تمر عشر سنوات كما أتفقنا، أساساً بما أن الرسائل هي طريقة تواصلنا الوحيد، دعني أضع كل الاحتمالات الممكنة: أنت هاجرت إلى بلد آخر في ظل الظروف السياسية المشتعلة في بلدك ولن تصلك رسالتي، هذا غير ممكن؟ صحيح ..فأنت دائماً تقول أنك لا تحب السفر ولا المطارات ولا الوداع ولا الغربة..لقد تزوجت امرأة ثانية على زوجتك الأولى ولديك مزيد من الأطفال وتعيش في بيتين وستضل رسالتي طريقها إليك..هذا غير ممكن؟ فأنت لا تؤمن بانشطار القلوب والأجساد والعوائل والمصروف..أنت مت..ولن تصلك رسالتي لأنك لا تعيش في هذا العالم، هذا ممكن...فأنا لن أعلم عنك لو مت، وقد تحدثنا عن ذلك قبلاً وقلنا إذا أي منا قد مات فالطريقة الوحيدة لأن نعلم بذلك أن تعود رسائلنا إلينا ولا تصل إلى المرسل إليه...
حسناً، أنا ممتلئة جداً، بماذا ؟ لا أدري..بالكلمات ..بالشعور..بالأغنيات..بالدموع..بالقصص..بالكذبات..
"ممتلئة جداً" تعبير مؤدب لمصطلح كنت قد أرسلته لك مرة في رسالة لا تحوي إلا هذه الجملة: "أنا جاهزة جداً" ، ورغم أنك لا ترد إلا نادراً فقد رددت بسرعة برسالة تحوي سؤالاً واحداً: جاهزة لماذا؟
الرسائل القصيرة هذه أعني بها رسائل بريدية حقيقية وليست ماسجات واتس أب أو رسائل هاتفية..أظننا كنا نحب الطريق الأصعب ، ولم نكن نعترف بما تقدمه لنا التقنية الحديثة من تسهيلات..
حسناً..فكرت :صح أنا جاهزة لماذا؟ لا أدري ربما جاهزة للكتابة ،للحديث، للغناء، لرواية القصص، للوقوع في الحب، لبدء مشروع جديد، للسفر، للركض، لكتابة رسالة دكتوراة مرة ثانية
في هذا المود أشعر أحياناً أنه بإمكاني أن أكون وزيرة أو عالمة فلك أو أم لاثني عشر طفلاً أو ممثلة في برودواي..
.
.
صح..كيف حالك؟ وكيف هي أيامك وابتسامتك وقلبك..؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق