اكتب ما استطعت الكتابة..
من قال هذه العبارة؟ لست أذكر ..لكني أعرفها جيداً..أظنها عبارة لئيمة تشبه طعماً لاستدراج الأقلام والأرواح الهائمة بطريقة ناعمة..للوقوع في الفخ..!
اكتب ما استطعت الكتابة..
حين نكتب نتخفف منا..؟ أم أننا نضيف إلينا مزيداً من الثقل والتكثف والمعنى ؟!
هذا هو الفخ.. حين نكتب نتبخر من الثقوب ونتسامى من الشقوق، حين نكتب نقع في الحفرة..
اكتب ما استطعت الكتابة..
أو اسقط في حفرة أليس وحوّل ما حولك إلى أشياء لا تصدق..
إلعب في النسب والأحجام وورق اللعب ، إشرب مزيداً من المعاني في أكواب شاي الساعة السادسة مساء، ارتدِ كثيراً من الكلمات فوق رأسك كقبعات غريبة، تحدث مع الأرانب والقطط وضيّع وجهتك لأنك لو وصلت فحتماً بوصلتك معطلة..!
اكتب ما استطعت الكتابة..
الكتابة بلا بوصلة ولا وجهة..
أنت فقط تبحر في زورق الكتابة ولست تعلم إلى أين ستذهب ..
حتى لو وصلت فكيف تعرف أنك وصلت؟
كيف تكون متأكداً حيال أي شيء؟ كيف يكون خطك مستقيماً؟ وإسمك هو ذاته إسمك؟ وحروفك تنتمي إلى الأبجدية؟
اكتب ما استطعت الكتابة..
وتعامل مع الحروف أنها قبيلة من نمل أو باقة من ورد أو حزام ناسف..
واعلم أن الكثيرون يدوسون نملك ويسحقونه ولا يأبهون به..
ويقطفون وردك ليهدونه لمرضى المستشفيات في صفاقة..
ويرتدون حزامك الناسف ليرقصون به دون أن ينفجر فيهم يا للعجب..
اكتب ما استطعت الكتابة..
هذا معناه أن تنسحق ..وتنقطف..وترقص..وتنفجر..!
هذا معناه شيء من التعلثم ..من الغناء..من الركض بعيداً، من التكوم في زاوية صوفية..
هذا معناه كثيراً من التعب، من الشوق..من التشظي..من الخدر..من المزاج اللطيف كشاي التفاح..من المزاج السيء كهرمونات الدورة الشهرية..
اكتب ما استطعت الكتابة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق