الاثنين، 26 سبتمبر 2011

هنا جدة..(١٣)


  • البارحة ذهبت إلى الكلية مبكراً . مفترض أن لدي محاضرة تبدأ من الساعة الثامنة، ولكن كما كنت متشككة لم يثبت الجدول ولم تنزل أسماء طالباتي ولم أعرف عنهم ولم يعرفوا عني وبقيت حتى الساعة الثانية عشر من اجتماع لإجتماع لأداء عمل ورقي ولمزيد من التكاليف الإدارية ،،نظرت إلى كم العمل الكبير وقلت في نفسي بأي توجه علي أن أبدأ العمل ؟ في وسط هذه البيروقراطية والفوضى وسوء التواصل وغياب الأهداف وضعف الإنجاز أمامي طريقين: إما أن أقبل بكل عمل ويكتب إسمي كأسماء الكل وترفع التقارير كإنجازات لا أحد يهتم أن يتحقق من مصداقيتها ويمضي الفصل الدراسي بدون مشاكل وبدون أي إنجاز، وإما أن أعمل بجد ومجهود أكثر وأنطحن وأحارب على جبهة وحدي بدون أية ضمانات أنني قد أحقق شيئاً...هذه هي خيارات العمل في الحكومة..وفي كلا الحالين سأستلم راتبي في النهاية غير منقوص..!!! فما رأيكم؟

  • اتصل بي خلال العمل دكتور صديق من وزارة التعليم العالي يخبرني ويذكرني على رغبته في أن أشاركهم في معرض الكتاب السعودي في كوريا والذي يكون فيه الكتاب السعودي ضيف الشرف، يريد مني أن أشرف على جناح الطفل، ويريد مني أن أقترح على وجه السرعة شيئاً من أعمالي وأعمال غيري للترجمة، حين عرض علي الموضوع العام الماضي كنت متحمسة..الآن لم أكن بنفس المستوى من الحماس ، حين حادثته قلت له أريد مزيداً من التفاصيل ، سؤال بزغ في ذهني فجأة: أأستطيع أن أؤدي مثل هذا العمل؟ خاصة أنني لا أريد أن أقدم أياً من أعمالي للترجمة لأسباب عدة  ...أصلاً لماذا لست متحمسة؟ لا أحبني حين لا أكون متحمسة !!! ما رأيكم؟؟

  • البارحة ذهبت مع زوجي لرؤية مشروعين من الفلل السكنية لاختيار أحدهما  وشرائها والسكن فيها كبيت العمر..الأولى ذات موقع جميل واستثماري جداً مطل على البحر لكن تفصيلها من الداخل صغيرعلى حجم عائلتي إلى حد ما ، الأخرى قريبة جداً من الأولى لكن موقعها إلى الداخل وليست على الشارع العام وليست بجمال موقع الفلل الأولى ولكن تصميمها الداخلي مناسب ولو كنت سأفصل فيلا على مزاجي ستكون مثل هذه تماماً..درت عدة فلل ومشاريع أخرى في جدة وفي كل مرة أعود لهاذين المشروعين..أنا الآن محتارة ما بين روعة موقع الفلة الأولى. أو مناسبة التصميم الداخلي للفلة الثانية،،،فما رأيكم؟

  • سائقي الذي أحضرته من الهند بفيزا وتأملت أن تستقر الحياة بعد وجوده يبكي كل يوم..يصيبني ذلك بالحنق الشديد..جسده ضخم مثل البودي جارد ومن ثالث يوم لوصوله وهو يبكي كطفل : اشتاق لأمه ، اشتاق لطفله، اشتاق لزوجته، يبكي لأنه مزكم ويريد من أمه أن تصنع له حساء ..وهكذا..
صبرنا عليه قليلاً وقلنا ربما مرحلة وتعدي ، ولكنها تزداد سواءاً وزوجي لا يريد أن يبدأ في إجراءات الإقامة وهو لا يزال يصر كل يوم على السفر، بمجرد أن نجد سائقاً مؤقتاً- وكم هذا صعب جداً في جدة- سنسفره ونستخدم تأشيرته لإحضار سائق آخر،،السؤال: سائق هندي مرة أخرى أو كيني؟ خاصة أنني قد أحضر عاملة منزلية كينية..ما رأيكم؟؟؟

  • اليوم لم أذهب للعمل، لا شيء مهم لدي، والأهم ليس لدي مكتب بعد حتى لو أردت أداء بعض أعمالي المكتبية أو القراءة لذا قررت البقاء في المنزل، كم أشتهي سكونز مع القهوة كطريقة للمصالحة مع الصباح أو ربما أكتفي بكوكيز السينمون ولكن الأولاد يقضون عليه بالعافية ولا يتركون لي أي قطعة للصباح كلما أحضرت لي الحمامة من محل زوجها للكوكيز..آخر جرعة من جرعات الكورتيزون ستكون اليوم إن شاء الله وسأذهب للمستشفى بحدود الساعة الثانية عشر، لا زلت أشعر ببعض التنميل في أطرف أصابعي وأرجو أن يزول هذا الخدر مع مرور الوقت بإذن الله.

  • أجل، أشعر ببعض التعب الجسدي ولكنني متأكدة أنني في مراحل كثيرة من حياتي كنت أشعر بذات الشيء ولكني كنت أمضي وما أركز،،متأكدة أيضاً أن كثيراً من الناس لديهم مشاكلهم الخاصة النفسية والجسدية ولكنهم يمضون في الحياة ولا يجعلون من أنفسهم محور الحياة..وكما قالت قريبتي الطبيبة حين بحت لها بتشخيص الطبيب المحتمل أن الأمر قد يختفي من تلقاء نفسه دون أن أدري وأنه قد يبقي كامناً وقد أتعايش معه طوال عمري دون أي مضاعفات وأن الإحتمالات كلها بيد الله، وأن علي أن لا أجهد نفسي جسدياً ولا أثقلها نفسياً وأن أتابع تناول الفيتامينات وممارسة الرياضة والسباحة كجدول ثابت في حياتي دون أن أفسر كل ما يحدث لي أنه "عرض" ودون أن أقرأ في تداعيات المرض وأصله وعلاجاته ومنتدياته وتجاربه ونهاية مرضاه المفجعة وإلا فإن الحل كما قالت قطع الدي إس إل عني، وأن الإستشفاء بالتحصين والقرآن لهو الأمر الذي يمكنني أن أتقين منه أتم اليقين... فما رأيكم؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...