- أنا في البحر، الكل ذهبوا، البنات في غرفتهم في بيت البحر ، سارية ذهب لأصدقائه، فهد مريض وتعبان في الغرفة بلا مكيف، وأنا لا أتحمل مكان بدون مكيف في هذا الصيف، لذا سأنام على كنبة الصالة ..
البحر أراه خلفي من البلكونة، والقمر الصغير يظهر في السماء كابتسامة..
أنا خائفة..
أول مرة أعترف بذلك..
أخاف من المستقبل الذي لا يعدني بشيء..أخاف مني، ومن جهازي المناعي، ومن كل الاحتمالات..
أشعر أنني قمر..أحدهم قضم منه قضمة وتركه تائها في السماء بلا أن يكتمل ليصبح بدرا في أي يوم من أيام الشهر..
.
.
تباً من قضم…قلبي..؟
- ماذا يحدث لو كنا أصدقاء فقط ..ومارست معك شهوة الكلام والفضفضة؟
لم أكن أخطط أو أراقب ماذا أقول، والكلام كان ينساب كجدول رقراق..
الأشياء لا تعود..
الرسائل المكدسة والهدايا والأوقات..تلك الأوقات النادرة..لن تعود..
وأنا في وسط هذا الكون وحيدة..أشبه هذا القمر المأكول في السماء والذي لا يأبه به أحد..
هل حقا أريدك أن تعود؟ هل أنا مستعدة لمزيد من الفوضى والسحب والرعد والبرق والعواصف ..رغم كل المطر؟
-أحيانا يرسل الله لنا يداً حانية تمسح على جبهة القلب..نسمة ناعمة كجو عصر اليوم على شاطئ البحر.. أمنية وأغنية قديمة عاشت طويلاً في الروح..
أنت يا مجيد،،ومن حيث لا أدري..وربما أيضا لا تدري..كنت اليد والنسمة..والأمنية والأغنية..
- حتى أمام أمي وأبي صرت أخجل..
من خطوتي المتعثرة..من مشيي المرهق..من عجزي الواضح..
أتذكر أيام قديمة، كأنها حكاية خرافية…مثلا: الكروز وتلك الأيام السعيدة، السفرات السولو والمغامرات والتعرف على وجوه وأسماء جديدة، الضياع في جدة القديمة واكتشاف أزقة جديدة علي في كل مرة، المشاركة في مؤتمر تكوين بكل ما يرافقه من أصدقاء وأدب وليال ساحرة..
لماذا أقول ذلك؟ نحن نقترب من الصيف وقد اشتقت لتلك الرحلات جدا، أسيل ستسافر لدراسة الماستر بعد عدة أسابيع، ذلك ذكرني بكل ما فات في ليدز وبولونيا وفرانكفورت..أختي ذهبت ثالث يوم العيد إلى جدة القديمة..الزيارة التي أعشقها لكن لم أعد أقدر عليها أبدا، تكوين أعلنوا عن مؤتمرهم الثالث مما ذكرني بمشاركتي في الأول والثاني…
- ألم أقل أنني خائفة من كل ماهو آت؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق