الاثنين، 4 يوليو 2011

Leeds..9

  • أوصلت الأولاد للمدرسة وتوجهت للجامعة وأنا أحمل كمبيوتري وأوراقي لمقابلة الدكتورة أبيجيل وذلك كي أناقشها في تفاصيل المشروع البحثي الذي نود أن نعمل عليه معاً..منذ أكثر من شهر وأنا عاطلة عن البحث لا أفعل شيئاً لأنني لابد أن أقابلها أولاً ولأنها أخبرتني أنها ستكون مشغولة جداً حتى بدايات جولاي..لذا عندما ذهبت اليوم كنت أطمح أن أنجز الكثير وأن أضع كثيراً من النقاط وعلامات الترقيم فوق السطور وبينها كي أكمل المشروع في السعودية عندما أعود...


انتظرت أمام غرفتها ، لا أحد،،طرقت بابها ،،لا أحد،،نظرت في الغرف التي بجوارها لا أحد..بعثت لها بإيميل عبر البلاك بيري..أيضاً لا أحد..
تأكدت من موعدنا عبر ما كان بيننا من رسائل ، إنه اليوم..!!
لكن لا أحد...
إنهما أحد أمرين: إما أنها تقصد يوم اثنين آخر خلال العام لأننا لم نحدد التاريخ، فقط قلنا : الإثنين المقبل..وإما أن تكون.....ماتت!!!! بعيد الشر...!! 

  • أصبت بحالة حنق شديدة..فأنا لم أنجز شيئاً منذ أكثر من شهر..وقد تبقى لي حوالي شهر فقط وأعود، وسأكون مشغولة خلال هذا الشهر بلم أغراضي وإرسالها للشحن وإنهاء كل تفاصيل الحياة هنا، مشيت كالمنكسرين وأنا أحمل كمبيوتري وأغراضي وخرجت من حرم الجامعة، سلكت الطريق الأطول لموقف الباص فالمشي كان عزائي اليوم..وأنا أمشي مررت بالمنطقة التي ضعت فيها حين ذهبت للجامعة أول مرة..!! لم تكن أسماء الشوارع وأشكال المباني والمقاهي الصغيرة تعني لي شيئاً وقتها..كنت غريبة وكنت وحيدة..كنت مترقبة وكنت متحمسة..وها أنا الآن أحفظ السنتر والطريق إلى الجامعة شبراً شبراً..


  • رغم معرفتي بالسنتر إلا أنني دوماً كنت أبحث عن مطعم إيطالي صغير..هذا المطعم أكلنا فيه أول يوم لنا في ليدز..كنا نمشي على غير هدى وكنا جائعين حتى وصلنا إلى مطعم أنيق ذا درج في مدخله، استقبلنا رجل إيطالي عجوز وأكلنا كثيراً لأننا الأكل كان لذيذاً أو ربما لأننا كنا جائعين.. بعدها حاولنا أن نعود ثانية لهذا المطعم لكننا لم نعرف أين هو، بحثنا عنه كثيراً حتى شككنا في وجوده أصلاً وأنه ربما كان من صنع أحد خيالاتنا..

اليوم وأنا أمشي آثرت أن أدخل من زقاق صغير لمجرد الإكتشاف والفضول..وهناك كان المطعم وحيداً..اشتغل في رأسي الفلاش باك..أجل هاهو الدرج وهاهو صاحبه الإيطالي وهاهو الورد الأحمر الذي ينتشر على شرفات المطعم...
يا للمفاجأة الحنونة...كما استقبلتنا ليدز آثرت أن تودعنا..
سأحرص أن أصطحب عائلتي التي شاركتني البحث عن هذا المطعم لعامين-للعشاء فيه في آخر يوم قبل أن نرحل..!!




هناك تعليقان (2):

  1. جميل ذلك الوداع الحنون من الصدفة التي وجدت بها ذلك المطعم الانيق
    ولكنني الان اتمغص جوعا فافضل المطاعم عندي على الاطلاق هي الايطالي. ورغم اني في جده وكم هي رائعة المطاعم الايطالية في جدة ولكن جدة تتعرض لغزو رهيب من اهالي المناطق المجاورة والغير مجاورة ولكن ليس هذا السبب الحقيقي في انني لا استطيع ان احصل على وجبة ايطالية انما هو الرجييييييييم
    وحظا سعيدا مع هذا المطعم الانيق وتذكرينى ان طلبت يوما ما لازانيا 

    ردحذف
  2. أضحكتني يا حرية...
    حتماً سأطلب لازانيا وسأهتف بصوت عال في المطعم: هذه اللزانيا هي نخب للحرية..:-)
    ثم سأتناولها متلللللذذذذة وأنا أتذكرك في كل لقمة وفاء لك:-)...
    .
    .
    شيء من الغزو هنا في لندن من الدول العربية الخليجية السعودية الشقيقة..وقليل من الغبار أصابنا في أطراف ليدز..

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...