الأحد، 31 يوليو 2011

Leeds..16

  • هاقد عادت إلي عادة القلق والأرق وعدم النوم المنتظم، قبل ٣ سنوات كنت أحياناً أستعين بالحبوب المنومة حتى أحظى بنوم أوفر يعينني على البقاء مركزة أثناء النهار...لكن تلك الحبوب كانت تجعل عيني تنام دون قلبي فأنام ولكني لست بنائمة حتى اكتشفت عبث استخدام مثل هذه الحبوب..مذ جئت ليدز تحسن نومي كثيراً..صرت أنام بعمق ..أنام مبكراً، وأصحو مبكراً، أستمتع بساعات الصباح الأولى وفي الليل أغرق في دفئ الألحفة وطوال النهار لا أحتاج حتى لمجرد قيلولة..! ترى لماذا عاد لي النوم المتقطع منذ عدة أسابيع؟

حتى عندما أستيقظ هنا قبل أن يبدأ اليوم فإن هدوء الشارع والحياة التي ما زالت غافية وتعانق الأشجار الحمراء والخضراء والصفراء بجوار شباك غرفتي يمنحني سكوناً ويذكرني في طمأنينة أن أتلو دعاء الإيستيقاظ من النوم ..!



  • هاقد رحلتِ يا صديقتي قبل أن نفي لليدز بوعدنا ونمشي في شوارعها ونمنحها بكائية تليق بها، مذ جاء زوجي وزوجك علمت أننا قد "عدنا" وأنه قد انتهت بلا رجعة أمسياتنا الطويلة الوحيدة ومكالماتنا الليلية لتخطيط اليوم الثاني والتقابل عند مدارس الأولاد ثم الذهاب معاً إلى الجامعة ورحلات الويكإند الطويلة التي لم يكن يوقفنا عنها شيء.. 

حين زرتك البارحة في منزلك لإلقاء تحية الوداع عليك وعلى أولادك كنتِ مشغولة ومتعبة ومرهقة وتبحثين عن حل لحمل الحقائب الكثيرة من كنغزكروس إلى هيثرو، وكنتُ حزينة دامعة  أبحث عن قوارير إضافية لتخزين كل تلك التفاصيل الكثيرة والصغيرة التي ملأت حياتنا خلال سنتين..
ليس لديك وقت للبكاء يا صديقتي؟ لا بأس ، بوسعي أن أبكي عني وعنك فما زال لدي ١٠ أيام لا معنى لقضائها هنا دونك ودون حياتنا التي أثثناها معاً كحلم شهي، ها نحن نستيقظ الآن من حلمنا وتعود طيورنا إلى أعشاشها القديمة..تغرب شمسنا في غرب الأرض لتعود وتشرق في شرقها مرة أخرى، فهل تظنين أن الآتي أجمل؟ هل تعتقدين أنه يمكن للأيام أن تكون أعذب؟ هيا عديني بذلك فلطالما وعدتني وكنت وفية عند وعودك..انظري إلي تلك النظرة وقولي لي بحزم أن أتوقف عن البكاء كطفلة نوّاحة ..أخبريني أن أفرح لأنني عشت التجربة بدلاً من أحزن على انتهائها ..واكتشفي معي مرة أخرى أشياء صغيرة ، صغيرة جداً لا يأبه بها أحد، لكن كل منا يعلم كم بوسع تلك الأشياء الصغيرة أن تسرّب الرضى إلى أرواحنا..
.
.
بعد ساعات سيكون قطارك إلى لندن ..وقتها ستنظرين من الشباك لتجدين ليدز خلفك تودعك بكل صفاء الدنيا وتأخذ منك عهداً أن تزوريها مرة أخرى..




هناك 3 تعليقات:

  1. اعانك الله يا أروى ..
    لا بد في الحياة من محطات نشحن فيها طاقاتنا لنستمر فيها بايجابية ولو بسيطة ..
    كان الله في العون يا صديقة ..
    كل عام وانت برضا وسعادة ..
    ورمضانك مبارك ان شاء الله ..

    ردحذف
  2. شكرًا يا حنان..ورمضانك رضا وسعادة وزوادة تفيض بالخير لبقية العام:-)

    ردحذف
  3. Amani
    أظن بأنني أفقت اليوم من سكرة البعد عن ليدز وأصبحت أرى نفسي وأراها من بعيد كواحة جميلة أعطتني كل مالديها خلال عامين ... لم اتخيل أن يكون وداعي لها هادئ ومليء بالطمأنينة كما حدث ،،، لم نٌتعب بعضنا لم أبكي ولم تمطر يوم سفري ...

    كانت بحق عامين هي الأروع .. أفضل معهد لغة وأفضل مكان للبحث والدراسة شعرت بأني أستفدت منها علميا ، مدارس الأولاد ممتازة ،، الجو الجمال والطبيعة والنزهات والناس وكل شيء حولنا كان نسيج وحده متفرد جدااااااااا ...

    تذكرت كلام دان عندما قال بانه كان يغادر أي بلد يعيش فيها بعد عامين قبل أن تتحول حياته لعادة ولا يوجد فيها جديد يسافر وهو يحب البلد ويحمل أجمل الذكريات ... منذ أشهر ونحن نردد بأن ليدز اعطتنا كل مالديها وأننا أشتقنا لعملنا ومكاننا الحقيقي ... وهذا ماوجدته اليوم ...فقد بدأت في قراءة رسالة الماجستير التي سأناقشها بعد أسبوعين والتي أكتشفت بأنها مكتوبة بالانجليزية ،،، شعرت بان الخطوط بدات ترتسم أمامي بدقة ووضوح ياماورد أكثر من السابق ،، هذين العامين سيجعلا منا متميزات من وجهة نظر الأخرين وسيفتحا أمامنا فرص علينا أن نستفيد منها ،، حتى وإن لم نخطط لذلك من قبل ...

    يبدو أننا كنا قارئتين للمستقبل دون أن نعرف أو بالمصادفة ،،، خططنا للهرب من كل شيء بداعي دراسة اللغة ،، وتزامنت عودتنا مع جني الفرص التي تحتاج للغة ،،، الان الدورات في الخارج والمناقشات والإشراف وتطوير البرامج وووو تكون الأولوية لمن لديهم لغة وسنكون مرشحين بإذن الله ،، علينا فقط الاهتمام والبحث والعمل فهذا هو نوع الحياة التي نحب ..
    وعدنا الجديد ... ستكون حياتنا العملية مليئة بالإثارة والعمل والبحث والكتابة وتحقيق الذات بعد أن حطمنا حاجز اللغة ... علينا فقط أن نحافظ على الطمأنينة التي زرعناها في انفسنا خلال العامين ولانسمح لأحد أن يخطو داخلنا ويحاول ايذائنا ... كوني على الوعد ياماورد وحافظي على زجاج قلبك شفاف وقوي ،،، لديك المزيد من القصص لتكتبيها وكتاب جدة لو نسيتيه لن ينساك وعلى الأرجوحة في الجزء الثاني وبحث علمي وحقيبة مليئة بالورق ...

    أستمتعي بأيامك في ليدز التي ستبقى واحه خضراء في أيامنا وحياتنا وتمتعي بالبلادة والكسل ... بعد شهر سأوقظك لنصحو 10 أشهر ونعمل وربما نعود لنتسوق في ليدز في الصيف المقبل من يدري ...

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...