- اليوم هو العاشر من جولاي، هذا يعني أن شهراً بقي لي بالتمام على مغادرتي منزلي في ليدز..
لم أبدأ بعد بلم أي شيء في البيت، وحين كانت عندي أماني البارحة..قالت لي: متى ناوية تبدئي إن شاء الله ؟ على الأقل ضعي الملابس الشتوية في الحقائب...
وأنا يا صديقتي دائماً أقول أنه ما زال لدي وقت..إنها فقط حيلة ساذجة وطفولية للهرب من وضع نقطة آخر السطر...!!
.
.
يا الله ، كأنه البارحة والله، حين كنت أبحث عن هذه النقطة في رمضان ٢٠٠٩ كي أضعها آخر السطر وأقلب صفحة أخرى جديدة، أُنهي كل شيء في بلدي هناك وأحمل حقائبي إلى بريطانيا، إنها نفس النقطة وذات الكتاب مع إختلاف الصفحات والفصول..لعامين كان اسم الفصل في كتابي: ليدز الخضراء، الآن علي أن أجد عنواناً للفصل الجديد والذي سأحاول أن أكتبه بحماس، وأن أجعل من أحداثه صفحات شيقة جديرة بالمتابعة...
- البارحة ذهبنا إلى مزرعة فراولة وتوت..عادة في شهري جون وجولاي تفتح المزارع أبوابها ، تعطي الزائرين سلالاً وتتركهم بين مروجها الخضراء لتجربة قطف هذه الفواكه الحمراء الطازجة وتعبئة سلالهم بما يشتهونه من محصول..
كنا مستمتعين ، وكنت أشعر بمنتهى الرضى ، أتنفس كل الأجواء الخضراء القروية التي اكتشفت أنني أستمتع بها جداً، أسيل كانت أكثرنا استمتاعاً فحلمها الذي يطربها مذ كانت صغيرة أن تكون صاحب مزرعة به بيت صغير ، تصحو الفجر للعمل في حقولها وتقضي حياتها بين الورد والخضار والفواكه...
حقق الله لك أحلامك يا أسيل....
عدنا البيت بكثير من توت أحمر وبلاك ورد كارنت وفراولة وقارورتي عسل يوركشايري أصلي..
- نمت البارحة حوالي الساعة الثانية عشر، واستيقظت في حدود الساعة الثانية والنصف، جافاني النوم ففتحت الكمبيوتر وأخذت أتجول في ضيافة العم جوجل، فوجئت أن كتاب الأطفال رقم ١ في قوائم الأمازون اسمه: Go the fuck to sleep وهو كتاب يصنف أنه Children book for adults والكتاب عبارة عن قصائد قصيرة كتبها أب كان يعاني من ابنته الصغيرة ذات العامين حتى تنام...القصائد يقرأها الكبار ويغنوها لأطفالهم قبل النوم إذ أن كل الأطفال الصغار يعذبون أمهاتهم- وفي العالم الغربي آبائهم أيضاً- حتى يناموا وأذكر أنني كنت أقول لأبي : لماذا تبكي سديل حين تريد أن تنام؟الأمر لا يحتاج منها إلا أن تغلق عينيها وتسترخي وتنام، لماذا كل هذا العذاب؟ وكان أبي يرد علي: إنها حتى لا تعرف كيف تنام وتحتاج أمها في ذلك...
هل موضة الكتب الجديدة اختيار شتيمة لتكون عنوان الكتاب ثم يكفي وضع دائرة بيضاء على الحروف المسكينة التي شاء قدرها أن تكون بهذا الترتيب وذلك فقط لإرضاء نزعتنا الأخلاقية أمام أطفالنا ؟ عموماً..الكتاب سيترجم إلى ٢٠ لغة ، وعنوان الكتاب كما أورده موقع العربية بالعربي: اذهبي للنوم عليك اللعنة!!!!!
هل تتوقعون أن نجد هذا الكتاب في مكتباتنا العربية قريباً؟ سننتظر ونرى..!
.
.
هل تتوقعون أن نجد هذا الكتاب في مكتباتنا العربية قريباً؟ سننتظر ونرى..!
.
.
كم شعرت البارحة وأنا مستيقظة لا أستطيع أن أنام بحاجتي لقراءة الكتاب:-)
اه ياماورد ... بالنسبة لي بقي من الوقت 20 يوما بالتمام والكمال واغادر إلى جدة الصفراء كأحسن وصف يمكن استخدامه مقابل ليدز الخضراء...
ردحذفمنذ أيام والكتابة لكي تراودني وتسحبني بقوة .. ماذا لو كنت هنا وحدي ؟ هل ستكون التجربة بهذا الطعم ؟؟
حسنا قبل أكثر من عامين وأثناء بحثي عن جامعة هنا في بريطانيا لم أكن أعرف ليدز إطلاقا ،، كنت أبحث عن جامعة في برمنجهام أو نوتنجهام أو أي هام آخر ،، حتى أقترحتي يومها أن أراسل جامعة ليدز وشعرت وكأنه اختراع عظيم لماذا لا نكون في ذات المكان ...
بالفعل ماذا لو كنت وحدي هنا هل كانت التجربة ستكون خضراء مزهرة وردية وشفافة وحميمة ودافئة وجميلة ... جزء من جمال وروعة التجربة أننا أقتسمناها معا ،، عندما تغيبي عن ليدز أو يكون لديك زوار وأكون وحدي أشعر بالغربة الحقيقية وأكون وحدي وأشتاقك جدااااااااا ...
أحببت ليدز معك كأكثر التجارب روعة في حياتي ...
ما رأيك لو نتفق .. بعد 4 سنوات نذهب في اتصال علمي لمدة عام واحد في ولاية أمريكية تختاريها ونجرب الحياة الأمريكية ونرى هل هي أكثر جمالا من الحياة البريطانية ...
يقولون عنك يا جدة انك صفراء ؟؟؟ فانحنى شفتاي الى الاسفل واصبحت اشبه الساد فيس كما يقولون اطفالي ولم اعد اقدر على جمع الحروف لانني حزنت
ردحذففي وقت لاحق يا ما ورد اكمل لك التعليق ولكنني الان امسك بقلم ازرق لاقارن بين لونه ولون جده وارى هل هي صفراء ام زرقاء
أجل يا أماني...بعد أربع سنوات إن شاء الله..
ردحذفألا تذكرين ما قلته لك ذلك اليوم: إن أردت تجربة جديدة فغير عنوانك...!!
ذلك يدفع بالدماء الجديدة في العروق ويحمل الروح إلى مدارات أخرى..
.
.
أما بالنسبة لتجربة العامين الخضراء فحقاً لم أكن أعلم كيف ستكون من دونك وحمداً لله أن فكرة "هام" الغبية لم تتحقق..!
شكككككراً لك ..وشكككككراً عليك..:-)
يا حرية..
ردحذفجدة زرقاء بجوار البحر وعند الشواطئ وعلى الكورنيش...
ماعدا ذلك فهي مزيج من الأصفر الباهت والمعدني اللامع..
تصدقين .. حتى صديقتي البريطانية حين طلبت أن ترى صوراً لجدة وأريتها إياها بكل فخر كان هذا أول تعليق لها وهي لم تسافر لأبعد من حدود بريطانيا...لكنها الطبيعة التي تصبغ المدن بألوانها ...
.
.
لا تحزني جدة ليست صفراء الإبتسامة ولا صفراء الوجه وإن كان لونها أصفر..بل هي زرقاء عميقة خدودها مشربة بحمرة بحرها الأحمر..:-)