السبت، 18 يونيو 2011

Leeds..4


  • يسألني: كيف تجدين الوقت لتكتبي؟ والأطفال؟ والحياة؟ والعمل؟

سكت..لم أجبه لأنني ببساطة لا أعرف الإجابة، لكني شعرت فجأة أنه ينتظر وأن علي أن أقدم جواباً ما ..
قلت بسخافة: الكتابة مزاج ولا علاقة لها بالوقت...
.
.
ألا أكون أحياناً خالية من كل شيء رغم ذلك أصاب بتحجر كتابي وعسر حروفي ويمر علي الوقت وأنا بمنتهى البلادة؟
ألا أكون أحياناً مشغولة حد أنني أحسب الدقائق في الساعة ورغم ذلك قد تلّح علي كلمات ما فأسرق دقائق من عمل آخر لإشباع شهوة الحرف؟
ألا تتدفق الكلمات في رأسي باللغة العربية الفصحى أحياناً وأنا نائمة أو أنا أمشي بقدمي في طريقي للجامعة وحين أستيقظ أو أعود للبيت وأفتح صفحة في الكمبيوتر أشعر أن أحدهم محى صفحة عقلي بالمحّاية فغدت بيضاء ناصعة بعد أن كانت تمتلئ بالخربشات...؟
ألا أجلس شهوراً تصل إلى قرابة العام أحياناً وأنا لا أكتب إلا ثرثرة لا تستحق ، ثم في خلال نصف ساعة أقرر بدون سابق تخطيط أن أكتب قصة لأظل أعمل عليها بعد ذلك لمدة شهور... ؟
.
.
ثم لماذا يسألني؟ هل كنت ماركيز مثلاً أو كتبت هاري بوتر؟
إنني لا أكتب، إنها ثرثرات فقط..
صدقني..الأمر لا يستحق عناء السؤال...!


  • البارحة كنت متحمسة جداً..

لا بل كنت متفجرة من الحماس...
ويا اللله...لا أدري متى آخر مرة شعرت بدفق الحماسة في عروقي لأمر ما..
منذ ٣ سنوات أو أكثر؟ حتى أني لا أذكر!!
المهم، منذ عدة أيام حادثت زوجي وقلت له : لن أجرب أن أعرض كتبي على دور نشر إنجليزية، المنافسة شديدة و الموضوع لا يستحق،،وربما أنا لا أستحق أيضاً..على أن أترك هذا الأمر وأن أفكر كيف أستغل الفرص حين تأتي بدلاً من استحداث فرص غير موجودة أصلاً..!
بعدها بعدة أيام قرأت مقالاً كتبته الدكتورة لمياء باعشن في جريدة الجزيرة عن يوسف المحيميد وفوزه بجائزة أبو القاسم الشابي وقبلها ترجمة كتبه ونشرها من قبل بنجوين الأمريكية ، قالت : بغض النظر عن قيمة الكتاب الأدبية، يوسف سوّق لكتبه جيداً وبذل مجهوداً قلما يبذله كاتب عربي في عالم يخلو من وكيل أعمال أو جهات استشارية...(بتصرّف)
أجل، أنا أؤيد هذا التوجه جداً ودائماً ما أتبناه خاصة عندما فوجئت بعالم صناعة الكتب هنا وكيف يعامل الكاتب ولماذا يحترف الكتابة كمهنة يتكسب منها طوال حياته، اشتريت كتاباً كنت قد سمعت عنه اسمه "Writers' & Artists' year book 2011" ، يقدم هذا الكتاب كل ما يحتاجه أن يعرفه الكاتب إذا قرر أن يدخل هذا العالم بدءاً من كيفية تقديم نفسك لدار نشر أو وكيل مروراً بنصائح مختلفة من عدة جهات معنية وانتهاءا بتجارب ناجحة لعدة أشخاص في هذا المجال، طبعاً وهناك قوائم لا تنتهي واحصائيات لدور النشر الإنجليزية وتخصصاتها ، الإذاعة، قنوات التقديم في التلفزيون، الوكلاء وأشياء أخرى كثيرة كثيرة.. تقول مؤلفة هاري بوتر من مقال لها في الكتاب أنها عرضت مخطوطها الأول على ١٤ دار نشر حتى رضيت أخيراً إحدى دور النشر أن تقبل بقراءته أصلاً...كثير من المعلومات الأخرى في الكتاب التي تدفعك أن تتصرف باحتراف إن قررت أن تدخل هذا العالم وأن تتقبل الفشل كعنصر أساسي في مسيرتك...وأن لا تظن للحظة أن الأمر سهل..
.
.
أنا أقف عند بوابة هذا العالم من زمان واكتشفت كم أحبه وكم أحب أن أسترق النظر إليه..لكني كنت أحتاج لدفقة حماسة..!


  • أشعر بالإستمتاع وأنا أراقب مراحل رسم رومي، هل جربتم كيف يمكن أن تكون الفكرة في رؤوسكم فقط ثم تتحول إلى كلمات ثم إلى كائن بعينين ضاحكتين وفستان وردي منفوش تتعارك مع أمها - أو مع كاتبتها - لارتدائه؟


تكاليف انتاج هذا الكتاب عالية جداً ، وأنا أعرف هذا إن قسته على سوقنا وحجم مبيعات كتب الأطفال لدينا، لكني قررت أن أخاطر...
صراحة، لم أقاوم مشاكسة هذه الفتاة الصغيرة لي على الورق..! واللحظة التي سأقبض عليها بين يدي وهي ملونة ضاحكة وجميلة ...!!! 
سأخبركم قليلاً عنها هنا:
اسمها ريم، وندللها رومي..ولدت في ليدز بريطانيا، ومنذ أن ولدت كان عمرها ثمان سنوات ، شعرها غير ناعم ولأنني أمها أراها جميلة ،اسمها لا يشبه اسم أختيها، ولكنها تشبههم قليلاً في شكلها كما أنها تشبه أختها الكبيرة في عنادها واصرارها على رأيها وتبدو مثل أختها الأخرى في كثرة أسئلتها وتحليلها لكل شيء..
أختها الكبيرة تتدخل في ملابسها وتسريحة شعرها وهي تتقبل هذا التدخل وأحياناً ترفضه، أما أسيل تعتني بها وتضحك منها أو معها أحياناً ،وتعلمها الإنجليزية.. 
سارية ينظر إليها مستغرباً وحانقاً..حتى عندما ولدت جاءت لتكون أكبر منه بسنة وهذا يغيظه جداً. 
أختيها أيضاً يغارون منها قليلاً لأن لديها غرفتها الخاصة التي تعلّق عليها لوحة مكتوب عليها اسمها وهما ما زالتا تتشاركان نفس الغرفة ..
لديها دمية مفضلة وأخت صغيرة سرّية، تحب الرسم وأكل الكعك قبل خبزه ومشاهدة صوري القديمة...
لها قدرة على إصابة من يجلس معها بحمّى الإبتسام..!!!!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...