الأحد، 12 يونيو 2011

Leeds..3

الإنسداح على السرير...
هذا ما أفعله هذه الأيام..إنها من نوع تلك الأيام التي تنعدم فيها الجاذبية وأجد نفسي طافية على السطح..طافية فقط دون أن يصيبني حتى البلل، وأنا أحب السباحة مع التيار وعكسه، التظاهر بالغرق، والغوص في الأعماق..والانتشاء بالشمس الحارقة والرمل الأبيض وملوحة المياه..

..
..
لحظة سأحضر قهوة، وأبدل بيجامتي فالساعة الآن تقريباً ١ الظهر..
..
..
جيت..
على ذكر السباحة والتيار والغرق، وحشششششني البحر، أشتاق لرائحة رطوبته، ولصوت أمواجه ولياليه الغافية في حضن سماء صافية..
ربما لأن الجو هنا أحياناً يكون مشمساً وجميلاً ولا ينقصه إلا خلفية لبحر أحمر أزرق، ربما لكمية ملابس السباحة الجميلة والمعروضة في الأسواق والتي تُسرّب من بين ألوانها المبهجة صوت الأمواج ورائحة البحر..ربما لأن عامين من الغياب احتفظا بأغاني البحر وعبثه وملمسه في ذاكرتي كفاكهة صيف طازجة تنبت في كل الفصول وتنشيني برائحتها..
ربما لأنني امرأة بحرية وكفى،،!!!! 


..
..
كلامي اليوم تافه وسخيف،،لا شيئ مهم..!
..
..
لحظة ، سأبحث عن موسيقى كخلفية وأحتسي رشفة من قهوتي..
..
..
أسمع "نحن والقمر جيران" وهي أغنية لا تتناسب وحالة الصباح المستمرة التي تمتد حتى الساعة العاشرة من مساء كل يوم، دوماً نشتاق الأشياء عندما نفقدها،،وأنا وياللعجب أشتاق أيضاً للليل..!
لن أتحدث عن كمية الأشياء التي سأتركها خلفي في ليدز وسأشتاق لها منذ أول يوم تطأ فيه قدماي جدة..لن أتحدث عن ذلك الآن لأني عاهدت نفسي أن أؤجل الكتابة عن ذلك ما استطعت..
..
..
صديقتي أماني في لندن مع عائلتها ووالدتها وفجأة بعثت لي على البي بي تقول: لا تصدقين المظاهرة التي مرت بجوارنا اليوم في لندن مع أمي والأولاد..وكانت تضع وجهاً فزعاً يغطي عينيه..
ثم بعثت لي بصورة..
حقيقة لم أصدق!!!!
أخذت أبحث في النت عن مظاهرة لندن والتي كانت البارحة وصعقت..!
ألف رجل وامرأة يركبون الدراجات ويتجولون حول لندن، لكن المختلف أنهم عررررررراة..تماماً تماماً عراة، بلا أي قطعة قماش تستر أي شيء..
الهدف من هذه المظاهرة العجيبة تشجيع قيادة الدراجات بدلاً من السيارات للحفاظ على البيئة "خضراء"..ولا زلت لا أفهم فكرة العري وارتباطها بالموضوع، فالصور كانت مقرفة وتعبر عن بيئة خضراء بدائية همجية خالية من أي عنصر من عناصر الحضارة..!!!! 
قبلها بشهر حضرت أنا وأبنائي ووالداي مسرحية موسيقية في مانشستر بعنوان Mamma Mia ، أغاني المسرحية كانت جميلة ولكن موضوعها والذي يتركز في دعوة فتاة- تريد أن تتزوج- لثلاث رجال تعرف من مذكرات أمها أن أحدهم يمكن أن يكون أبوها، وحتى نهاية القصة لم تعرف الفتاة من منهم أبوها ولكن النهاية السعيدة حين صرحت الفتاة في لحظة تنويرية: لا يهمني يا أمي عدد الرجال اللذين نمتي معهم ، أنا أحبك وهذا يكفي..!
وطبعاً كنت أجلس في المسرح ما بين والداي وأبنائي وأنا أشعر بحرج شديد من تفاصيل الموضوع الذي يتم تداوله علانية أمام الكل ، لكنه على كل حال أهون من رؤية رجال ونساء عراة بالآلاف في وضح الشمس..!
.
.
.
نعود إلي..ماذا أيضاً ؟ لماذا أنا منسدحة؟
لأنني أنتظر فقط ولا أعرف ماذا أفعل في حالة الإنتظار..
أنتظر معلومات تردني من جامعة الملك عبد العزيز حتى أبدأ في كتابة الريبورت أو البحث الذي أريد أن أعمل عليه، لكن الحصول على معلومات من الجامعة أصعب من الصعب، وحتى حين أحادث شخصاً مسئولاً يتحمس لكنه يبدو مشغولاً ولا شيء يدفعه لتقديم المعلومات بالسرعة التي أريدها.
أنتظر رد إحدى دور النشر الإنجليزية بخصوص شيء أود نشره ، الإنجليز يومهم بسنة فلديهم الكثير ليردوا عليهم مثلي تماماً..
أنتظر أن ينتهي رسم رومي واستخراج تصاريح النشر، العمل في هذه المرحلة بطيء لأن علي أن أعطي الرسامة الوقت الذي تحتاجه والذي اتفقنا عليه مسبقاً..
أنتظر الأسبوع ما بعد المقبل لأن لدي كورس ومسرحية وحفلة موسيقية..
أنتظر الشهر المقبل كي أشتري ما أحتاجه من كتب التخصص قبل عودتي..
أنتظر مرور الوقت ، كي أبدأ بلم أغراضي وأرتب للشحن، كي أذهب للندن لإنهاء كل أوراق المدارس الرسمية، كي أنهي كل مشترياتي، كي أذهب لزيارة أدنبرة كمحطة بريطانية أخيرة قبل عودتي...
.
.
الإنتظار ممل..
.
لم أنه قهوتي وما زلت منسدحة.....!!!!

هناك 4 تعليقات:

  1. وانا كل ومنذ قلاثة اذسابيع تحديدا تعلمت النسداح في بيت ماورد
    اقرأ القديم انتظر الحديث
    ولكن المهم انا في لنتظار ما ستفعله اروى في جده
    اي فئة عمرية ستنثر عليها ما ورد وكادي
    وعلى سيرة كادي
    اعرف ان على الارجوحة تتناثر الاسرار كتاب يخصني ولكننب بالامس جلست اقرألنفسي مساء بدون امي وخذها ياعيد واولادي ينظرون الي باستغراب و يقول احدهم لي هذي قصص صغار ياماما

    المهم حتى انا في انتظار جديدك دائما

    ردحذف
  2. حرية المجهولة...الانسداح ممتع حين نشعر بالحميمية وبأن المكان يحضننا ويبقينا معه لأطول فترة ممكنة...أصلا بيت ما ورد جعل للانسداح واسألي المارين من هنا والعابرين ..الراحلين والقادمين...فابقي ما شئت يا عزيزتي وشخبطي على الجدران كيفما تشائين.....

    ردحذف
  3. تقولين أيضاً أنك كنت تقرأين خذها يا عيد ومساء بدون أمي،،وأن أطفالك تعجبوا من ذلك...تعالي أقاربي أريد أن أخبرك بسر: قصص الأطفال ليست للأطفال فقط....
    كتبت بطاقة للعيد ذات مرة وقلت له : خذها يا عيد ولكنه عاملني كما يعامل مجتمعنا الأطفال ، أشاح بوجهه للجهة الأخرى وقال لي: مرة أخرى يا عزيزتي فأنا مشغول الآن وأنت كبرت ...!
    جمعت فاطمة الحالمة أحلامها في كيس تخرج منه حلما في كل مرة...وحين أخبرتها أنها كاذبة وأن كيس أحلامي مثقوب تتسرب منه أحلامي قبل أن أصنع منها قصة..ابتسمت وقالت خبئي كيسك تحت الوسادة ولا تسمحي لأحد أن يعبث به...
    حين قطفت أسيل النجوم وجمعتها في سلة ،، كنت أريد أن أقلدها لكن نجومي كانت بعيدة جداً وكنت أقصر من أن أطالها فاصطدت بدلا عنها قمرا لا يزال حتى الآن حبيس شباكي لكنه متحجر منطفئ .. أسيل قالت لي: اتركي الأشياء بعيدة تتألق ، هي هكذا أجمل....
    أترين ؟ ألا زلت تظنين أنها قصص للأطفال ؟
     

    ردحذف
  4. لا أعلم ما أقول..
    فمروري ببيتك يشعرني بالكثير..

    أشكرك ماورد
    لتحريك مشاعري..

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...