الثلاثاء، 22 مارس 2011

ح..ل..م..(١٣)

عزيزتي ما ورد...
استأذنك في أن أكتب عن الحنين...
الحنين الموجع ، العذب ، الدافئ ، الذي لم يأت بعد ولم يحن وقته بعد رغم أنني أسمع جلبته في قلبي..
كلما تغيرت الأجواء وبدأ فصل جديد..ينتهي فصل آخر في حياتي..
ماذا تقولين؟
لا أسمعك...
كتبت عن ذلك كثيراً هنا؟
أأنت متأكدة؟ 
هل كتبت عن الربيع حين يتفجر ورداً ودلالاً ورغبة لأن أشعة شمس مغوية داعبته؟
هل سمعتني مرة أتحدث عن ورد الدافيدل الأصفر..والسنو دروبس الأبيض..والشجر ذا الإكليل الوردي..؟
عن النحل المستدير وزقزقة العصافير  وأعشاشها أمام نافذتي؟
قلت كل ذلك العام الماضي؟
هل سبق وأن قلت أن الشتاء ولى إلى غير رجعة وأنني لا أعلم متى سأشهد ذلك الإحتفال الملائكي الأبيض المهيب مرة ثانية؟ هل قرأت ِيوماً ما كتبته عن ورق الخريف المقرمش النحاسي المعتق الذي سأفتقد ملمسه،،لونه ورائحته ؟
هل أسررت لك أن هذا ربيعي الثاني والأخير..؟ هل أخبرتك الأيام ..الليالي والصباحات أنني أرشوها كي لا تمر على عمري بسرعة وكي تمنحني فصولاً أخيرة ..لحظات أخيرة..ونهايات أخيرة لائقة؟
هل رأيت قواريري التي عبأتها ليدز من أجلي شجناً .. ألواناً..خطوات على الأرصفة.. وذكريات..
هل قالت لك متاحف لندن أنها اكتشفتني في ممراتها؟ متلصصة على التاريخ والثقافة ..منتشية بنظريات الفكر والفن والجمال؟
تعبت يا ماورد..
تعبت من الحنين الذي لم يأت بعد..
تعبت من كل ما تعرفينه..
ومن كل ما لا تريدين أن تسمعيه..
ومن كل ما سأكتب عنه كثيراً..وما سأبكي من أجله طويلاً
تعبت وأنا أتسائل..من يستحق ومن الأوفى؟ الأشياء والأماكن والشجر..أم ببساطة..البشر؟
تعبت...


 يا ما ورد...
.
.
أنا؟.... أنا لم أتعب بعد من دروب السفر..!




 حلم اليوم:
أنا أعيش واحداً بالفعل..!!

هناك 4 تعليقات:

  1. كلماتك ذكرتني بليلة سفري الأولى من جدة نحو المجهول ،، وكان المجهول الأروع ،،، إنها ليدز الجميلة أو ليدز الخضراء كما يحلو لي دوما أن أصفها ،، أظن بأني سأموت من بكائي يوم وداعك ياليدز ،، هل علينا أن نستعد من الان ونعبي أرواحنا بجمال ليدز ونعيش باقي العمر نقتات على ذكرياتنا الليدزية ...
    سيكون للحنين معنى ملون عندما يكون لليدز سنقتسم معناه وذكرياته هناك في جدة ...

    لنتفق اذن نؤجل شجننا لأيامنا الأخيرة ونحتفل أنت وأنا بيوم أخير نبكي فيه حد التعب وبعدها نودع مدينتنا الأجمل بابتسامة ووعد بزيارة ...

    ردحذف
  2. أجل أجل يا أماني...
    أنا لست شجنة أبداً..من قال أنني أشعر بالشجن؟..من قال أنني أسامر أشباه الحزن؟
    أنا أدخر قلبي لوداع لائق..
    .
    .
    أنا فقط متعبة من حنين لم يأت بعد..!

    ردحذف
  3. أكاد أقسم لك يا جارة بأن ليدز التي لم أزرها قط .. ستشتاقكِ أكثر !
    الأماكن .. الأوراق والشجر :) ..
    ببساطة :
    يحدث كثيراً أن نشتاق لأشياء لم تحدث بعد .!! 

    اربطي على قلبكِ قليلاً بعد .. وتنفسي ليدز جيداً لتلتصق بكِ رائحتها .. حتى تتأكدي يوماً أن العطر أوفى !
    كوني بخير =)

    ردحذف
  4. أعدك يا دلال أن أرجئ كل شيء إلى حين كما وعدت أماني من قبل..
    إنه فقط تفجّرُ الربيع ..استفز كل الحنين المخبئ والمؤجل..!!!
    .
    .
    ليدز قطّرت ماء وردها في أوردتي..!!

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...