السبت، 26 مارس 2011

ح..ل..م..(١٤)

- ما بك يا ماورد؟
- لا شيء..!!
- لا تتحاذقي علي..كل ذلك الصمت ، وتلك الحيرة ! هيا أخبريني..نحن وحدنا الآن..
- لا أدري..!
- أهي من جديد تلك النافذة التي تخافينها وتكرهينها؟




- أظنها هي..أخبرتك أنني مللت منها حين تُفتح وأتوجس حتى لو تواربت فقط..!
- هي الحياة يا عزيزتي..دائما هناك نافذة مزعجة، وحين تهب رياح عاصفة قد تُفتح أو على الأقل قد يتسرب منها هواء بارد مزعج، لكن بجوار النافذة هناك باب نحب فتحه دوماً..أليس كذلك؟
- ألا يكون الباب فقط دون النافذة؟
- لا يكون!!! لا يوجد بيت بدون نوافذ تطل على عوالم خارجية قد لا تعجبنا..المهم ألا يكسر أحد نوافذنا وتظل عصية على الإغلاق..
- نافذتي مشروخة .. تعرفين أن هناك من تسلل ورماها بالأحجار في وسط الليل، أيقظني من حلمي، أخافني، وجعلني أهرب بعيداً، إلى أبعد نقطة من قلبي..ذلك الشرخ في زجاج نافذتي لن يُمحى أبداً...!
- ولو يا ماورد..ما زال لنافذتك مزلاج، بل بوسعك أيضاً أن تغطيها بستائر أنيقة..
- المضحك هذه المرة أن من خلف النافذة من ينادي علي بكل مودة وإصرار كي أشاركه حديثا وكوب قهوة..وأنا أرد عليه بتردد مختبئة خلف ستائري..
- أهي أزمة ثقة إذاً يا ماورد؟
- لعلها كذلك
- حسناً..لا بأس أن تتحدثي من خلف ستائرك.
- وماذا لو كان الأمر برمته مجرد حيلة للإيقاع بي من جديد..لن أتحمل وقتها .. سأبكي بكاء لا قبل لي عليه!
- لن يكون الأمر كذلك..ربما هذه المرة تكسرين حاجز عدم الثقة الذي تعيشين فيه منذ أكثر من عامين، ربما هذه المرة تنتهي حكاية النوافذ هذه من حياتك..وتبقى مجرد نافذة تفتحينها وتغلقينها متى أردت!!
- وماذا لو لم أستطع أن أصنع لمن يناديني كوب قهوة لائق؟
- أتسخرين مني؟ بوسعك دائما أن تصنعي كوب قهوة وشاي بل عصير كوكتيل لذيذ..دوماً بإمكانك أن تقدمي لضيوفك ما يليق بك وبهم..
- ماذا إن جاء صوت من خلفهم ليخبرهم أن زجاج نافذتها مشروخ، وأن كوب قهوتها لا يستحق عناء الإنتظار؟
- ألم أقل أنها أزمة ثقة يا ماورد؟ الأمور لا تسير بهذه الطريقة..النجاحات لا تكتب بهذا التوجس..السير قُدماً لا يكون بهذا التردد..والحياة ليست ضدنا..
هيا دعيك من كل هذا..أقدمي،،الأمر لا يتعدى كوب قهوة فقط..كوب قهوة!!! وأنت خير من يصنعها، فإن كانت مُرّة عليهم فهذا ليس عيباً فيك،،إنه فقط طعمك اللاذع لم يرق لهم.. 
تعرفين أنك هنا في بيت ماورد تجيدين صنع القهوة وصبها وشربها..ابدئي يا عزيزتي منذ الغد فيما تجيدينه وأنا هنا بجوارك..لعلك تحتاجين كتفاً أو قلباً أو ربما..أكواباً..


حلم اليوم:
أن أصنع قهوة لذيذة، أن أفتح النافذة، وأن أقدم قهوتي لمن يقفون خلفها ومعها ابتسامة!!!

هناك تعليقان (2):

  1. أما آن للحلم أن يتحقق... أقف خلف النافذة منذ زمن، انتظر واترقب... الا استحق كوب قهوة!
    طعم القهوة غير مهم، المهم مع من نحتسيها.

    ردحذف
  2. ادخل ولك قهوة ..ولذيييييذة ومعها كعكة صغيرة بالشوكولاتة

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...