الخميس، 26 مارس 2009

بوح مبعثر على دفء دفتر..(7)




البارحة كانت زفة ابنتي في الحفلة المدرسية لأنها أتمت حفظ نصف كتاب الله..

منذ أسبوع ونحن لا نتحدث إلا عن لون روب التخرج، والحذاء..ومسكة الورد، وتسريحة الشعر..

ومنذ أكثر من أسبوعين قامت بدعوة من تحب من العائلة والصديقات لحضور الحفل، اشترت لهن التذاكر، ورتبت لهن أماكن الجلوس..


كنت أرقبها بطرف خفي وأنا أتذكر كتابي ذلك الذي كتبت فيه عنها ورصدت تلك الأيام قبل أن تحدث!!!

هل كنت أتنبأ؟

أم أن الكاتب عليه أن يكون حذراً لأن ما يكتبه على الورق سيفاجئه بين ثنايا أيامه المستقبلية..


قبل يومين حين جربت روب التخرج نظرت إليها وأخذت عيني تتشكل كسحابة..

قال لي برجاء: ماما أرجوك ليس الآن.. وفري البكاء ليوم الحفلة فقط!!


والبارحة كنت ما رود البكّاية...

اختلطت علي مشاعري وأنا أراها تخطو على الدرج مع صديقاتها وسط هتاف الحضور، وهي تحمل وردة بيضاء في يدها وتنظر للكل بنظرة واثقة ومبتسمة احتفظت بها حتى وهي تلقي كلمتها على خشبة المسرح..


كانت سعيدة جداً، واستطاعت أن تنقل عدوى تلك السعادة لكل من حولها من الصديقات والعائلة..


أقول في نفسي: واثقة أنا يا صاحبة العيون اللماعة أنك ستعرفين كيف تشقين عباب الحياة باحتراف ، وتحصلين على ما تريدين..!


أتأمل الحضور حولي: كل الأمهات هنا..كل الملائكة هنا!

كانت قلوبهن ذات أجنحة ترفرف في المكان فتضفي سكينة ورهبة زاد منها عظمة الإنجاز وسبب هذا الإحتفال : حفظ نصف كلام الله..


أجل تلك الفتيات الصغيرات ذات ال12 سنة ، يحفظن نصف كلام الله في قلوبهن، فهل ثمة كلمات أبقى لا تنفد أكثر من كلمات ربي؟


استمتعت بالحفلة جداً ، وتذكرت ما فات، تذكرت كم كنت أحب المسرح والتمثيل وأجواء الحفلات ..!

لكم كبرت يا مارود!

أثناء ذلك التفكير سمعت من يهتف بإسمي فالتفت ورأيت معلمة من معلماتي اللواتي درسنني أيام الثانوية..

احتضنتها ، فقد كنت أحبها وهي تحبني جداً حتى أنها أسمت إحدى بناتها بإسمي..

لم تتغير كثيراً بكل روحها الحلوة وضحكتها المجلجلة، قالت لي:ماذا تفعلين هنا، لا تقولي أن ابنتك من ضمن الخريجات..

قلت لها : بلى..أتصدقين؟

يااااااه..شعرت أننا لم نكبر، بل عدت طالبة كأيام الثانوية تقف مع معلمتها..

كيف ذاك؟

وما بين تلك الأيام والآن سنوات كثيرة جعلت لدي فتاة تتخرج من الإبتدائية؟؟!!

.

.

كان يوماً جميلاً لا يسقط من الذاكرة!!







هناك 4 تعليقات:

  1. يا الله !
    المشاعر .. المكان .. التفاصيل .. ابنتك .. أنتِ ..

    و قبلها كتابُ الله نقشٌ على قلب/على فِكرٍ ..
    و ثقة .. ثمّ فرحٌ يرقص !!

    يا الله .. أروى يا أروى .. قرأتكِ .. قرأتُها .. ابتسمتْ .. اتسعتْ ابتسامتي سطراً سطراً ..
    سكنتْني معكِ نشوةٌ باكية و ربي ..

    أتذكرُ طالباتي يحفظن كتابَ الله أيضاً و أبتسم لكلّ انتصارٍ صغير ، و أبكي لدى كلّ انتصارٍ كبير ..

    يوووووه يا أروى ( تعالي ، هاكِ عناقُ مباركة ) ..

    و الله إنّي لجَذِلَة !!

    ( نبض )

    ردحذف
  2. مبارك لكِ ولها ..
    وليهنك تاج الآخرة وأباها ..

    ردحذف
  3. مرحبا رقية...

    أو..نبض يبعث الحياة أينما كان..

    يا سلام..شلال من الدفء ينسكب في قلبي وعصافير صغيرة تخرج من بين كلماتك وتزقزق محلقة في الروح..

    الإنتصارات الكبيرة تفجر الدموع،،أليس كذلك؟؟!!
    الغريب أننا نصل لمرحلة لا تبكينا انتصاراتنا بقدر ما تفعل انتصارات ابنائنا، تبكينا هزائمنا أماهزائم أبنائنا تبعث فينا القوة لمساعدتهم على المواجهة..

    شكراً لأنك هنا..:)

    ردحذف
  4. فوز..
    أجل،ننتظر التاج ونتخيل شكله معاً..:)

    أهو من الذهب أم من الألماس؟ لعله من النور أم من حروف القرآن..

    سنرى في ذلك اليوم..

    وسأذكر وقتها مباركتك لي..

    صباحك ورد,,:)

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...