السبت، 20 مايو 2023

ولو ..العفو

 الآن هو يوم السبت الساعة السابعة مساء، وآخر مرة خرجت من البيت يوم الخميس وعدت للبيت في هذا الوقت تقريبا 

 ووحيدة..

لا أحد في البيت: أنا وماري وريتشل

سديل: في الخبر-أسيل: في نيورك-فهد وسارية: المدينة..

عادة لا يهم. أستطيع دوما أن أجد ما أفعله ولا أشعر بمرور الوقت..هذه المرة فعلياً أنا كيس بطاطس عالكنبة..

لو كنت في وقت آخر لكنت طبعاً خرجت بسيارتي ذهبت للسينما وحدي وللغداء، أو استجبت لدعوة ريما أن أزورها في كاوست..

لكن..لا أريد أن أفكر في الجهد الذي سأبذله للخروج ..تبا قدماي، لا هي قدمي اليمين تخذلني كثيرا وتجعل ممارسة أي نشاط بالنسبة لي عذاباً أفضل تجاوزه..


يوم الخميس مررت بموقف غريب..

كان لدي مشاركة في أحد الفنادق إذ كنت ضمن المتحدثين في نشاط يخص الوزارة..

أنا أعرف أن هناء ومصطفى وآخرون قائمون على هذه الفعالية..

حين وصلت كلمت هناء وقلت لها أنني وصلت..

هناء لا أخجل منها، أمسكت بذراعها ودخلت للصالة وقدمت ما يجب علي تقديمه، بعد ذلك تفرق الموجودين لمواعيد أخرى في نفس البرنامج وبقينا أنا ومصطفى فقط..

تحدثنا قليلا ثم قلت له: طيب سأذهب الآن، سيارتي برا..ثم سألت : أين هناء؟

قال مصطفى: هناء لديها ارتباط مع أحد المجموعات..وكأنه قرأ ما يدور في ذهني، وحقاً كنت لا أقوى على رفع قدمي وأخذ خطوة رغم أن الباب والسيارة قريبة..

نظر إلي مصطفى بنظرة عميقة ومد لي يده وقال: يمكنك أن تتكئي علي…

طبعاً أحرجت جدا ، ولعنت قدمي وهذا المرض اللعين..

مد يده ثانية فقلت له: لا أظنك تود أن يرانا أحد وذراعي في ذراعك لشيء لن يفهموه..

قال: دعك من هذا وهي لنخرج…

وضعت ذراعي حول ذراعه ومشيت بثقل مستفز ، أوصلني حتى السيارة، تأكد أنني دخلت وأغلق الباب..وأنا تتجمع الدموع في عيني خجلا وشعورا بالدونية والحاجة والعجز ..

دعك يا ماورد من مني..وانظري إلى مصطفى، ذلك الصديق اللطيف الذي جمعت الحياة بيننا وبين عوائلنا وأصدقائنا..فتشاركنا أشيائنا الجميلة الأثيرة في الحياة..

حين عدت للبيت رسلت لمصطفى ماسج: "شكراً مصطفى..كنت محرجة بس انبسطت إني شفتك اليوم..إحساس بالانتماء"..

فرد علي:

ولو العفو..أعرف إنك محرجة ومو عارف أقلك إني عشان أتعكز عليك لازم تتعكزي علي".."



لا زلت لا أعرف كيف أخرج من شعوري بالعار وكأنني ارتكبت خطيئة وأخجل أن يراني أي أحد..

أشعر أن هذا الإحساس المدمر ينطبع ويظهر على عيني..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...