ربااه..
أنا أشعر بقدمي..
بالطبع تشعرين بقدمك ..ألم تقولي قبلا أنك تشعرين بقدمك أكثر من اللازم؟
حسناً، بالطبع..ولكنه هذه المرة شعور مختلف..
لا أدري كيف أصفه..ولست متأكدة إن كان حقيقيا..أو كان يهيء لي..
حسنا سأحاول وصف ما أشعر به..ربما تكون هذه المذكرات مرجعا طبيا لطبيب ما يحاول أن يجد حلا لطرد هذا الزائر الثقيل غير المرغوب فيه..
منذ بدأت آخذ الدواء قبل ٣ أيام وأنا متعبة جدا، لا أقوى على الانتقال من الصالة لغرفة النوم والعكس..البارحة بكيت لفهد فجأة وهو يعد حقيبته ويستعد للسفر..قلت له :خلاص ما حاتحمل أكثر، أكره هذا التعب المستمر..
قال لي: لا تشعريني بالقلق..هل ألغي السفر؟
قلت له: بالطبع لا..أنت لا تشعرني بالعجز أكثر..
أستيقظ، أتناول الدواء ، بعد نصف ساعة أشرب قهوتي وأتناول إفطار خفيفا، وبعدها- وأنا لا زلت على السرير- أشعر بارتخاء في جسدي.. أتوسد المخدة وأعود للنوم تقريبا لنصف ساعة..
وبعدها استيقظ..
إنهما ساقاي..
أنا أملك ساقين..!!
إنهما ساقي..رفيقتاي القديمتين..
أشعر فيهما بخفة وبشيء من تنميل وإحساس كأن تيارا يسري فيهما..
لا يدوم ذلك طويلا،لأنني بعدها بقليل أعود لتعبي-الذي فكرت معه أن أذهب للطبيبة قبل انتهاء العشرة أيام وأقول لها: يكفي..لا أريد هذا الدواء..
لكني قلت في نفسي: إنها عشرة أيام ستمر وأنت أصلا لا تذهبين إلى أي مكان فما الفارق؟
أنا أكتب والآيباد على حضني وأنا الآن أشعر بساقاي جداً، هنا فرق بين الشعور بالساقين كعضو إضافي ثقيل غير مرغوب فيه من جسدك وكل حركاته اللا إرادية صارت إرادية حتى أن رفع قدمي عن الأرض لخطوة أخرى تتطلب مني مجهوداً : إرسال أمر إلى عقلي، لمخاطبة قدمي لتنفيذ الأمر، ياللبروسس الطويل..!
وبين أن أشعر بساقاي..لكني أشعر بهما متعبتان تخبراني أنهما لا تستطيعان قيام ما أود القيام به، ولكنهما هنا في الجوار على أية حال..
في الحالة الأولى عملية مخاطبة قدمي بشكل واع تجعل من الأمر اللا إرداي إراديا جدا وصعب التنفيذ رغم أنني أريد جدا أن ينفذ هذا الأمر البسيط من عقلي ولكنه كمن يجد المكاتب فاضية ولا يوجد موظفين أيام المنشآت الحكومية زمان وقت صلاة الظهر والدنيا حر وزحمة مراجعين خانقة.
في الحالة الثانية أشعر بساقاي تتوسلان لي : أنا لا زلت هنا، لكني أملك شوشرة في نظام الاتصال ولا أسمعك بوضوح..
كل هذا ليس معناه أن المشي صار أسهل، لا ولكنه تغير فقط في إحساسي ووعيي بقدمي..
أتخيل طبيبتي تقرأ هذا الكلام وتقول: هرطقة مريضة صدف أنها كاتبة..
بل أتخيل أطباء آخرين ممن قابلتهم يبتسمون ابتسامة جانبية يقولون: يا عزيزتي..هذه كلها أمور تهيء لك، ولا يوجد في الطب العصبي شيء كهذا…
طيب، أناهنا في ماورد أكتب منذ أكثر من ١٥ سنة، أكتب ما أريد دون أن يحاكمني أحد..
لسه باقي من ال١٠ أيام ٧ أيام،،،سنرى ما يحدث فيها..
سأبقيك على اطلاع،،لكن لا تتحمسي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق