- لا زلت مرة أخرى في هذا الحي المجاور..
ضيفوني يا جماعة.. ضيفوني ببروزاك أو سيبرالكس ..
يا سكان الحي، ألا يوجد منكم أحد يقوم بالواجب؟
- كانت رحلة الساحل الشمالي رحلة تجربة أداء..
كان أدائي فيها سيئا أثبت فشلي ، بغض النظر عن المفاجأة التي رتبتها لفهد، وعن روعة المكان والأجواء، والكثير من الزرقة التي عشت فيها لمدة يومين، لكني كنت أثقل من كيس بطاطس حتى أنه لا أحد يود أن يأخذ من هذا الكيس أي بطاطس حتى يخف،يبدو أنه لا أحد يريد أكل بطاطس مقلية، ولا حتى بالكاتشب ولا بالشطة..
كنت أود أن أجربني في هذه الرحلة وأقيم مدى قدرتي على السفر والهروب والضياع في المدن التي أحبها..
لكني فشلت فشلا ذريعاً، كنت حملا و عبئا على فهد رغم أنه نفى ذلك وأنكره بشدة، لا يمكن لي مشاركته التسكع أمام الغرفة أو حتى التفكير في أي وجهة تبعد عن الغرفة عدة أمتار..أعرف أن أخلاقه تمنعه من أن يصرح بذلك..ولكن ما ذنبه حين سُحب منا بساط كل ما تعودنا فعله في رحلاتنا حول العالم..؟
أظنها كانت عشرة سنين ذهبية سافرنا فيها كثيرا حتى أنني الآن أعرف الفرق الذي بدأ ربما بسبب كورونا ولكنه حتما الآن باقي بسبب قدمي..يا الله، أنا التي كنت أرتب برامج الرحلات وحين أجد فسحة للهروب للاستمتاع بأي شيء وحدي كنت أقوم به دون حتى أن أخبر أحدا..
الآن..الوضع تغير ١٨٠ درجة..
لو قرر فهد أن يجد بديلا لي في السفر معه- والتسكع على أرصفة العالم الذي كنا نجيده جدا- فلن ألومه، سأزعل قليلا وأبكي- كما أفعل الآن أثناء هذه الكتابة- ولكنني حتما لا أود أن أكون المرأة العبء ..كيس البطاطا الثقيل
مالذي حدث في قائمة أحلامي التي كتبتها لأصل لها قبل الأربعين؟ وصلت الأربعين وتجاوزتها ولم أحقق كل قائمتي، ما ذنبي وذنب قائمتي أنني أصبت بالإم إس حين بلغت الأربعين؟
ما أذكره من قائمة أحلامي والذي علي أن أحذفه:
- رحلة مع اليونيسيف لأي مكان في العالم حين أقترب من الخمسين وأكون تلك المرأة الشغوفة بالأطفال والتي تقرأ لهم القصص في المخيمات وأفريقيا وأماكن أخرى حول العالم…تم الإلغاء رغم أنها كتبت لقبل الوصول للخمسين وذلك نظراً لأن من يحتاج مساعدة دائمة لا يمكنه المساعدة
- رحلة مع ناشيونال جيوغرافك لإنقاذ الحيتان في عدد من محيطات العالم، هل هناك أجمل من البحر والكثير من الزرقة والحيتان بحجمها الهائل؟ تم الإلغاء والاكتفاء برحلة الكروز التي تمت في بحر الشمال وبحر البلطيق قبل عدة سنوات.
رحلة للسويد لزيارة دار المنى وكل ما يخص أدب الأطفال، لقطف التفاح من الشجر على الطريق كما كنت أفعل ذات طفولة ولرؤية الشفق القطبي..تم الإلغاء، فأي لياقة لا أملكها تحتاجها رحلة كهذه؟
رحلة لمعارض الكتب: خاصة فرانكفورت ولندن وبولونيا، فرحلاتي لها تبدو وكأنها من الزمن الغابر، ، ولا أود الذهاب كزائرة عادية، ولكن كل الاحتمالات التي أفكر فيها مرفوضة، فلا شيء يحتاج قدمين سليمتين ما تستهبل ولا تضعف كمعارض الكتب..وأنا حتى لم أحظ هذه السنة بدعوة كمتحدث في معرض المدينة..تم الإلغاء فعلى ما يبدو أن الجهات الرسمية عرفت أنني صحيا غير لائقة لهذا النوع من الأنشطة لذا تم إلغائى أصلا من قوائمهم..
الآن، هل هناك بدائل أو خيارات أخرى؟
لا أستطيع التفكير في أمر لا يحتاج ساقين ليستا معطوبتين..
-أنت..من أنت؟
لا تقترب..أنا -كما تعرف- لست أنا..
أو ربما لا تعرف، فما أدراك بي كيف كنت ومن أنا أصلا؟
أنت لطيف..وبوسعنا أن نكون أصدقاء، لكني أخاف، وهذا الخوف والله هو أمر جديد علي، فلطالما كنت جريئة مقدامة في كل شيء..الآن من يصادقني عليه أن يسمع ويقرأ ويعيش معي تحلطمي الدائم من كل ما حولي..وأنا أعرف أن هذا أمر ممل ومقرف..
لذا أهرب..أهرب مني قبل أن أحوطك بالملل فلا شيء يرجى من هذا القرب..
- لا زلت أحتفظ بذلك الشغف عند إصدار كتاب جديد..
كل هذا تأجل وتباطأ..ومرة أخرى، أهو بسبب كورونا أم لأني صرت بطيئة أصلا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق