- صديقتي الجميلة...
حين يأخذ الله منا شيء ما بيد..إرادته الكريمة تعطينا شيئا أثمن باليد الأخرى..
فهل ترين ما أقصد؟ هل ترين كيف منّ الله بك علي..؟
قولي لي بالله:
من كان سيمسح دمعاً تساقط بغزارة اليوم إلا كوب قهوة معك وحديث و"مساج" تشاركناه معاً..
من كان سيقاسمني سيجارة مشاغبة ويمشي معي في أرصفة طويلة ويحمسني على شراء "البوت" الذي أعجبني لأنني كما تقولين "أستحق"؟
من كان سيذكرني كلما نسيت أن الحياة جميلة تستحق أن نقدرها ونحياها ولا نتعب أنفسنا بما ليس في يدنا؟
من كان سيختبئ معي في حضن ليل ليدز الساجي المفتون بالحكايات السرية والمليئ بالخطط المهمة والتافهة أيضاً..؟
من كان سيهديني أغنية "يا دموعه" وأهديها بدوري الكثير من الورود الفيروزية الصباحية؟
..
..
تطول القائمة يا صديقتي..
تطول..
فإذا ذهبنا لشراء قارورة لأضع في داخلها حزني المرفه سأشتري قارورة أخرى أضع فيها كماً من التفاصيل والذكريات لا يعلم بها سوانا..لكني لن أرميها في البحر...بل سأحتفظ بها كتعويذة أحتاجها دوما حين يهجم علي حزن مباغت كما اليوم..
- علي سيرة القارورة: أعجبتني الفكرة ..سأكتب رسالتي الدامعة وأدسها في قارورة نشتريها من محل الفنون بالسنتر..لكن السؤال: هل أرمي القارورة في بحر جدة الأحمر وهو الأدرى بجرحي والأكثر تكبراً عليه؟..أم ألقيها في بحر الشمال هنا في بريطانيا إذا ذهبت إلى "نيو كاسل" أو "ليفربول" أو حتى "وتبي"..وأنا على ثقة أنه لا يوجد أحد هنا ستقع بين يديه قارورتي ويكون بإمكانه فك رموز لغتي العربية المدللة المليئة بالدموع والفواصل وعلامات الإستفهام المتعجبة!!!
- اليوم هو أطول يوم في السنة..٢٥ ساعة بدلا من أربع وعشرين..وقبل قليل فقط تحول الدوام الصيفي إلى شتوي فزادت ساعة في اليوم؟
أين أحسبها تلك الساعة؟ أيمكن أن أحشوها بدمع اليوم وحزنه؟ ولأنه لا يوجد يوم طوله ٢٥ ساعة..فلابد أن تمحى ساعة منه ولتكن تلك الساعة...!!!!
- بدأت بحبة شوكولاتة اليوم..على أمل أن تذوب في قلبي فأسشتعر حلاها وبهجتها...
لك أيضاً يا صديقتي حبة شوكولا مني خبأتها تحت وسادتك الليلة..مع كثير من حب وامتنان ووافر صداقة !!!
- تقولين يا صديقتي أن الأشجار المثمرة هي التي ترمى .. ذكرني ذلك بما قاله الدكتور مارك في الأسبوع الماضي..كان يطلب منا أن لا نلتفت للثمر ثم نصفه بل أن نركز على الشجرة..عروقها وأصولها وجذورها..كان يعني بذلك أن لا نتناول النتائج بل علينا أن نعود لتحليل مسبباتها .. هي منهجية تفكير تحليلية "أصيلة" تركز على الجوهركان مارك يطلب منا أن نطبقها كي "نفهم" أفضل ونقحم أنفسنا في القضايا بشكل أعمق.
شكرا يا صديقتي لأنك لم تأبهي بالثمار ..حتى بعد أن أصبحت شجرتي خريفية بلا ورق ولا تفاح ..لا زلت تربتين على الجذع في حنان بالغ وثقة أن ثمة زهر وثمر ستجود بهما الشجرة في الربيع...
.
.
كل ما في الأمر أن الربيع تأخر بعض الشيء...
صباح الورد ياماورد ....
ردحذفأسعدتني كلماتك المتفائلة هذا الصباح ،،، شعرت بأن هدية العيد وصلتني قبل موعد العيد ...
أحببت كل كلمة وكل فاصلة ونقطة وضعتيها في الرسالة ...
ستكون القارورة هديتي لك هذا الأسبوع وعليك البحث عن شاطئ يسكنه عربي اللسان ليفك شفرات رسالتك ويفهمها ...
تصدقي بأني أحلم في رحلة لايطاليا نتقاسم تفاصيلها أنت وأنا ،، تُرى أي جنة سنحولها بوجودنا نحن الاثنتين فيها بكل تفاصيل الحياة الصغيرة التي صرنا خبراء في البحث عنها والاستمتاع بها ،، يجب أن أكون متواضعة وأقول ثلاث ليالي في لندن نقضيها وحدنا تكفي ...
ما زلت أنتظر القارورة..
ردحذفوما زلت أتطلع بشغف إلى رحلة إيطاليا..
دعينا بعد عدة أسابيع نذهب إلى لندن ك"بروفة" فقط..
ما رأيك؟:)
أولاً أنا كنت سأتاقسم معك كل ذلك إلا السيجارة.
ردحذفثانياً هل كتبت الرسالة وألقيتها في البحر؟ وجدت رسالة قبل مدة من الزمن والآن اشك أنها لك.
ثالثاً قولي لي هل ذهبتم إلى لندن أم لا؟