الاثنين، 25 أكتوبر 2010

وهج..(١٨)

صديقتي "ما"

أكتب الآن وأنا على ثقة بأنك ستقرأين كلماتي..ثم تغلقين الإيميل وتقومين لإكمال باقي أعمالك..
هذا ما تفعله الغربة..
إنها ليست بعداً جغرافياً ..وإلا ماذا تفعله أجهزة التواصل التي سهلت كل شيء..السكايب والجوالات والإيميلات والبيبيهات....؟
إلا أن البعد يبقى هو البعد..
.
.
أحيانا أتمنى لو كانت الحياة مثل أيام زمان..بدون كل هذه السهولة في التواصل، وقتها لن نشعر إلا برغبتنا في العودة إلى أحبائنا اللذين نحن على ثقة أنهم ينتظروننا.. 
.
.
هذه الأجهزة اللعينة زعزعت هذه الثقة وجعلتنا نفكر أكثر في خارطة علاقاتنا وإلى أي مدى طالها الثلج والبرد..
.
.
أوه يا صديقتي ..قالوها قديماً: البعيد عن العين بعيد عن القلب..
 ولا تحاولي أبداً أن تثبتي عكس ذلك..وألا ما معنى أن أن أتصل فلا تردين وأقول سترد المكالمة فيما بعد فلا تفعلين؟..ما معنى أن أرسل لك إيميلات عدة ولا أتلقى ردا عليها..
إيميلات من ذلك النوع الخاص المتخم بالشوق والحميمية..
.
.
ويبدأ رأسي يدور حين يمر اليوم الأول ولم أتلق منك ردا:
ربما لم تفتح إيميلها بعد..

اليوم الثاني:
ربما  إيميلها خربان

اليوم الثالث:
ربما قرأت رسالتي ولم تعرف بم ترد

اليوم الرابع:
ربما هي غاضبة مني من شيء ما ..أنا لا أعرفه

اليوم الخامس:
ربما صارت كتاباتي ككتابة المراهقين الغبية

اليوم السادس:
ربما فقدت ألقي أمامها وصرت أبدو كشحاذة مشاعر منكسرة..

اليوم السابع:
يا ألهي..مر أسبوع..وقلبي يؤلمني

!!!!!

هذا الإيميل بدأت في كتابته لأحداهن..ثم وأنا أكتب أخذت أتمثل أشخاصا كثيرين يقعون داخل أو ربما مؤخرا- خارج خارطة علاقاتي الفارغة المترامية الأطراف المصابة بشتاء قارس وثلج لا يسيح.. فغيرت الإسم إلى "ما"..
ثم قررت أن لا أرسل الإيميل وأن أنقل ما كتبته هنا في بيت ما ورد..وأعود لعادتي القديمة في كتابة رسائل غير مرسلة..

لا تحاول أن تخبئ يا بيتي هذه الرسائل تحت العتبة والمخدات..فلا يوجد أحد ممن أعنيهن هنا يتوقفن ليشربن قهوة في شرفتك رغم أن أبوابك مشرعة دائما في طريقهن!!!






ArWa.D.K

صديقي "ما"...

أو ربما حبيبي..

لا لا ..تبدو كلمة بايخة وأنا لا أستخدهما أبدا فما دلالة استخدامها هنا أذن..
لنقل فقط"ما"..
لم أكتب في الإيميل وأنقل ما كتبت هنا..فأنا منذ البداية قررت أن تكون رسالة غير مرسلة.. حتى أستطيع قول ما أريد..
ببساطة..
لم لا تشتاق إلي؟
هل يبدو هذا سؤالاً أصلا؟
لم حين تتحدث إلي في الهاتف تكلمني وأنت ترسل إيميلاتك في العمل ولا تركز أبدا فيما أقول؟
لم تحاول أن تقنعني أن الإتصال اليومي غير وارد..وإلا-في نظرك- ما معنى البعد والسفر والتغرب إن لم نحترم قوانين هذه المفردات كما وجدت منذ سنوات بعيدة وإن أصبح التواصل أسهل؟
لم حذفتني من البيبي وقد أخبرتك أن مجرد وجود إسمك في قائمتي يشعرني بدغدغة دافئة حتى لو لم أكتب لك كلمة؟
لم لا تحاول أن تفهم شوقاً يعصف بي كل لحظة فأود أن تشاركني أغنية..وعوضاً عن ذلك حين أرسلها لك تتهم ذائقتي بأنها فاسدة لا ترقى إلى ذائقتك.. ؟
لم تتحاذق علي كلما كتبت نصاً وتقول لي : هل أقرأه كعمل فني أم كفضفضة ..وأنت تعرف أنني لا آبه بالفرق بينهما..؟
.
.
هل انتهيت؟
.
.
لا ..لا زلت مشحونة..
حتى هذه الرسائل يا بيتي لا تخبئها..لا أحد يأبه!!!




تنويه:
أثناء كتابتي لما هو أعلاه وردتني ماسج على جوالي من صديقة لا أعدها قريبة كثيرة تخبرني كم اشتاقت لي ... أعاد ذلك ابتسامة ضائعة في يومي ..لكنه أيضا لفت نظري إلى أن خارطة علاقاتي تتغير حقا..


تنويه آخر:
خلاص،،لن أتحدث مع أحد..عني! .. وسأحاول أن أستلف بطانية من الجيران لأحكم تغطية ذلك الجزء المكشوف من قلبي والذي لا يريد أن يصمت.. لكني يا بيتي ربما أصاب عوضاً عن ذلك بنزيف كتابي...فكن مستعداً لتضميدي!

هناك 6 تعليقات:

  1. موجعة يا أروى ..
    موجعة حد البكاء والله ..
    لأنها مستني .. نفس ذاك الألم .. نفس ذاك الاحساس ..
    اشعرتي ايضا كم أنا غبية لإرسالي تلك الرسائل .. ؟
    اصبحت بعدها اسأل ذاتي .. ما ذنبي .. ؟ أن امتلأ قلبي بتلك الصديقة .. ؟
    هل هو شعور الغربة يا أروى ما يجعلنا نرغب بدفء المشاعر .. ؟ او قصر النهار وطول الليل .. الذي اصبح يومي كله يسبح بالظلام .. ؟
    لم هي المشاعر باردة هكذا يا أروى .. كشتاءات كندا القاتلة .. ؟
    قرأت لك "على الأرجوحة تتناثر الأسرار" ومازلت اقرأك هناك مرارا وتكرارا ..
    وفي كل قراءة .. اكتشف لك معنى جديد .. أكثر عمقا من سابقته ..
    وفي كل قراءة .. اشعر انني اقرأك ولأول مرة ..
    باذخة انتِ في وصف المعني ..
    رائعة في وصف تلك التفاصيل النفسية التي تكون حبيسة بين حنايا الروح ..
    وهنا اقرأك مجددا .. شكرا لهدى فلمبان التي اعطتني عنوان منزلك هذا ..
    اقبليني ضيفة هنا .. ولا أمانع ابدا أن اكون مجرد لوحة معلقة في تلك الزاوية .. التي لا يمكنك رؤيتها .. فقط دعيني استقي من كلماتك ..
    فهي تروي عطشا .. وتسقى روحا متعبة ..
    بحجم أوسع الاشياء .. اشكرك يا جميلة ..

    ردحذف
  2. لا لن تكوني لوحة يا حنان..
    ألم يخبرك أحد بطقوس هذا المكان:
    ألم يخبرك أحد أن بإمكانك الدخول حافية..
    وأن ثمة رف للقهوة والشاي المنعنع وقهوة اللوز تتناولين منه ما تريدين..
    أمامك وسائد ملونة محشوة بالورد ..وعلى اليمين هناك شرفة تطل على بحر بلا إسم..وفي الخزانة التي أمامك قوارير زجاجية معشقة..وورق أبيض وأقلام رصاص مبرية جيداً..كي تكتبي رسالة غير مرسلة ثم تضعيها في إحدى تلك القوارير وترميها في البحر عل بحارا تائها يلتقطها..
    في الخزانة الصغيرة هناك بللورة زجاجية تأخذك إلى حيث تشائين من ذاكرتك السعيدة وضمادات بوسعها أت توقف أي نزيف فجائي في الروح أو القلب ..
    .
    .
    أحب كتابي الوردي المربع الذي ساق خطواتك لذا البيت،،وأحب هدى التي أعطتك مفتاح الباب..
    .
    .مرحبا بك وبها...

    ردحذف
  3. وكم اشتاق لقهوة اللوز .. تلك التي تشعرني بدفء حضن "ستي" .. في أجواء جدة المخنوقة ببخار البحر ..
    اتعلمين سرا .. كتابك الوردي المربع احتضنه كل ليلة .. احكي فيه لنفسي اسراري مع والدتي .. اعيد معها شريط ذكريات الطفولة .. وما اروعه من احساس ..
    واحيانا كثيرة فقط لأدرس كلماتك من جديد .. اغوص في عمق المعاني .. علها يا أروى تعيدني لصدق مشاعر الماضي الحانية .. كما كنا في براءة الطفولة ..
    كم كنت رائعة هناك وانتي تكتبين الأحرف .. ماشاء الله ..
    اتعلمين يا أروى .. فكرة جميلة جدا أن اكتب رسائلي له في تلك القوارير المعتقة وأرميها في البحر .. هكذا سأكتب واكتب .. وسأرسلها .. ولن تصل له ابدا ..
    سرا اخر قبل ان اغادر لاحبس نفسي داخل قوقعة المذاكرة ..
    سعيدة بكلماتك اليوم .. جعلتني اشعر باحساس طفلة الصف الأول الابتدائي .. تلك التي كافأتها معلمتها بنجمة الابداع .. كلماتك لي كمااحساس تلك النجمة ..
    وصدقت هدى .. لا أحد يكبر على احساس تلك النجمة ..
    كوني دوما بخير يا نقية ..

    ردحذف
  4. اه ياماورد اليوم شعرت بالحنين الجارف ذاك الشعور الذي يتضخم مع البرد وليالي الشتاء الطويلة وكلمات فيروز ، ويصبح مارد كبير يدفعك لفعل الحماقات أحيانا ، وشرعت في البحث عن العنوان لأكتب رسالة من كلمة واحدة ،،اشتقتكم،، وفي اللحظة الأخيرة توقفت ، وبدل من كتابتها عاودت القراءة في مراجعي وقلت ربما نسوا حتى أسمي ...
    كم أكره هذه المقولة (البعيد عن العين بعيد عن القلب ) ولا أومن بها مطلقا ...

    ردحذف
  5. حنان...
    كم أشتاق لهذه النجمة..!!
    كم لها وهج خاص..
    ..أما أن يكون لدي نجوم أمنحها وأنا لا أدري..فهذه خدعة مضحكة:)
    ..كوني بخير وعيد..

    ردحذف
  6. لم ينسوا اسمك يا عزيزتي..!!
    لأنه ليس اسماً عابراً "مروا" به في يوم ما..
    إنه أكثر من ذلك..
    إنه مجموع"أمنيات" عذبة سيظلون يتطلعون إليها مدى الحياة..ويدعون الله أن يحققها لهم
    :)

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...