
لست أدري أين أختبئ..!
دخلت إلى أقرب دولاب..ورغم أن أقدامي ظاهرة إلا أنها الطريقة الوحيدة التي أخفي فيها كل الإحمرار الذي أصبت به هنا حال دخولي ..
وجدت رقية والفتاة السر...وكثير من هدايا..ومن حب..ومن ورد..ومن أمنيات..وأشياء أخرى تركتها رفاه منذ الصباح في جوالي..
وجهي ..وجهي ما زال أحمر..!
رقية..ألا تتعجبين من قدرة هذا القلم وتلك التفاصيل الصغيرة على ربط أرواح لم تتقابل يوماً؟
مجرد حروف تتشكل فتصبح حماماً زاجلاً يوصل رسائلنا ، مشاعرنا تفاصيل يومنا بكل هذه الحميمية!!
أليس في ذلك وعد كاف بأننا مها رحلنا لن نرحل..وبأن المسافات الحقيقية لا تعني شيئاً في فضاء العالم الإفتراضي..؟!
الغريب أنني هربت إلى هذا الفضاء كي أكتب كما أشتهي وأثرثر عن كل الأشياء المهمة والسخيفة في حياتي..تلك الأشياء التي لا أبوح بها عادة لأنها في نظري لا تهم أحداً..
..
..
لكني تعلمت في بيت ماورد شيئاً مهماً..
تعلمت أن المشاركة جميلة، دافئة، تعلمت أن بوسعنا أن نبني قصوراً شاهقة في قلوب بعضنا بالتفاتاتنا الودودة والمبهجة لتلك التفاصيل التي كنا نظن أنها لا تهم أحداً..!!
..
شكراً رقية على كل أمنياتك الضخمة المتسعة بحجم قلبك...شكرا لأنك سيدة التفاصيل والقصور الشاهقة..
أحبك..
وبدون غياب..!
وأنت يا فتاة السر..
هل أيقظك دخولي من غفوتك؟
أردت فقط أن أقول:
أجل رأيتْ..
والله رأيتْ..وشعرتْ..و...خجلتْ..!
وتسألينني بعد كل هذا المهرجان أي هدية أريد؟
هل بقي هدية لم تحضريها أو لون لم تتركي آثار أقدامك مطبوعة به؟
هذه حفلة عيد ميلاد كبيرة أكبر من أي حفلة في حياتي..
انتظروا يا رفاق..لا تذهبوا..
تعالي يا رفاه..
أمي أرسلت لنا قهوة لوز جداوية لذيذة...
سأملأ بها الفناجين ..بالبياض والحب وبكثير من الإمتنان..
.
.
يوووه..
والله تهرب مني الكلمات..
ما زال وجهي أحمراً!!!!!!!!!!!
يااااااه
ردحذفخَجِلَةٌ ياأروى..
خذي..خذي هذاقماشٌ أبيض
أسدليهِ على طريقُكِ
ثمّ أنفثي تورًُّد الخدين في عُمقِ عُمقِ البياض
فها هنا تُربةٌ نقيةٌ وماءٌ عذبٌ يسمحُ للزهرِ أن ينمو
:)
خدود محمرّة..زهور نامية.. ماء عذب.. وقماش أبيض...!
ردحذفهذه خلطة فتاة السر..
.
.تشكل لوحة بديعة:)
تخيلي معي :
ردحذفأقفُ على عتبةِ بابِ منزلك .. أقف معمورةً بـ(نظرةٍ حبّ و روحٍ أليفة) ..
أقفُ حقيقةً ملموسةً لا خلفَ شبكةٍ تغتالُ تعبيرَ العينِ على مسرحِ مشهدٍ حميم !!
أنظرُ جيداً إلى عينيكِ .. أدمعُ .. أبتسمُ كما صديقةٍ أليفةٍ قدييييييمة .. أعطيكِ وردةً يا أروى .. أضمّكِ ..
ثمّ أسألكِ أخرى : صدقاً ، هل ستغادرين إلى بعيد ؟! ..
تُومئين برأسكِ أنْ ( نعم يا رقيّـة ، نعم أغادر ) ..
يعاودني قلق ! ، أقرأُ عليكِ الآيات ، أوشّيكِ بالخيرِ والأورادِ لأطمئن عليكِ و على أطفالكِ هناك في دار الفجأةِ والعالمين ..
أضمّكِ أخرى ، أشدّكِ إلى قلبي ، أشمّ رائحتك يا أروايَ .. أنظركِ .. أرسمُ عينكِ في جوفي ..
أسلَّلُ يدي من يدكِ ، أبتعدُ يا صديقة ، ثمّ أتركُ على عتبةِ الباب الأخيرِ الكبيرِ دعوةً ضخمةً صالحةً و شيئاً مسكوناً بالفرح ليتلبّسكِ _ دون أن تعلمي _ حينَ تجتازينه بعجلةٍ راحلةً إلى المطارِ يا أرواي ..
أجرجرُ قلبي خلفي ..
وأبتهلُ الله ليرعاكِ ..
أبتهلُ الله جيداً ليرعاكِ يا صديقة ..
،،،
تخيلي المشهد !
لقد حصل ..
في قلبي حصل ..
فقط لأنّكِ تشبهين الخيرَ و الأصدقاء !
،،،
ثمّ عديني ..
قبل أن تغادري إلى هناك بيومٍ أو يومين .. أن تنشري الورد في قلوبنا هنا لنرعاكِ بالدعاء حتى (تصلي/تستقرّي) بسلام ..
هاه .. عِدِينِي أُخرى .. :(
و نامي مساءً بسكينة يا صبيّة .. توسدي قلوبنا أنا والمشاغبة الصغيرة أعلاه وأيضاً توسدي قلب رفاه !
سأشي بها تلك الفتاةُ السرّ التي لا تنفك تنشر الحبّ بين العالمين ..
في عينِ الله ..
في عينِ الله يا قلب ..
( أحبّكم جيداً )
جيداً جداً ..
ياااااه..
ردحذفيا للمشهد يا رقية..!
أنت ملاك..
لا ينفك ينحفر في قلبي هذا المشهد كذكرى حميمة..لم تحدث بعد..
الجمعة الماضية حادثتني صديقتي الحمامة ..
وفي وسط الحديث تهدج صوتها وقالت : ماورد..لا يعجبني ما تفعلينه! لا يعجبني رحيلك..
صمتّ للحظة ثم قلت لها: إسمعي يا حمامة..ما يزال هناك وقت حتى يترتب رحيلي ذاك إن شاء الرحمن..وحتى ذلك الوقت لا تتحدثي وكأنني راحلة..قبل رحيلي بيوم أو يومين سنقيم حفلة وداع..وسنحزن..وسنبكي..وسنتبادل الدعوات والأمنيات..أعدك بذلك..
وها أنا ذا أعدك بذلك أيضاً يا رقية الملاك..
سنقيم حفلة أصدقاء باذخة:)
وقتها سنعبئ في قلوبنا المزيد من الذكريات العذبة والمجنحة:)
أقف أترقب هذا الحفل من فجوة الباب خجلاً، ما كل هذه المشاعر الجياشة، ما كل هذا لود والحب، هل لي أن أدخل وأشارك في الحفل؟ أقف خلف الباب كعروس ترقب فتى أحلامها الذي جاء يخطبها. أشعر بأني غريب... وصلت متأخراً... لا أعرف أحداً.
ردحذف