
نافذة إطارها أبيض
كبيرة بحجم الجدار..
ما إن نظرت منها حتى فتنني المنظر..
بحر أزرق سماوي في بدايته ، تركواز في وسطه ، كحلي متلاطم في أفقه البعيد..
ورماله بيضاء ناعمة جداً، كلما داعبها الموج أرجعها ملساء بكراً..
قلت في نفسي..سأخرج من النافذة..فقط أشتهي أن أمشي على الشاطئ..
لكني أحجمت، وجدت أن النافذة عالية ، قد تكون فكرة النزول منها سهلة ولكن من الصعب الصعود إليها
خاصة أن قدماي ستكونان مبللتان ملطختان بالتراب..
ماذا إن خرجت من هنا..وعدت من باب المنزل في الجهة المقابلة؟
أيضاً لا تبدو فكرة آمنة، فسأخرج بدون عباءة ولا غطاء..ولا أضمن الطريق إلى باب المنزل ..
قلت في نفسي..لا بأس سأعيد ترتيب غرفتي الفوضوية ريثما نتجمع بعد قليل مع العائلة ونخرج كلنا سوياً..
أثناء ذلك سرى إحساس بالإمتنان في داخلي لأمي..هي من رتبت حضورنا إلى هذا المكان الجميل..
في وسط ذلك جاءني هاتف من عملي فكذبت وقلت أنني لن أستطيع الحضور اليوم لأنني سأضطر للذهاب إلى مدرسة ابنتي..ثم بعد وهلة أدركت أن اليوم هو الجمعة..ومن حقي أن لا أذهب للعمل أصلاً..
.
.
كان ذلك حلماً..استيقظت منه والنافذة ما زالت مفتوحة..
رائحة البحر واللون الأزرق لا يزالان يعبقان في إحساسي..
.
.
هل أنا مغرمة بتفسير الأحلام؟
أم أنها أحلامي تأتي كإشارات ؟
*النافذة..
شيء أحبه..حلم أنتظره..
خاصة أنني مقبلة على إغلاق تلك النافذة وهوائها الحار المزعج للأبد..
لعلني أحتاج إلى فتح واحدة أخرى في حياتي تطل على ما أحب..
*الغرفة التي أحتاج ترتيبها ريثما أخرج للعالم..أهي حياتي التي تحتاج إلى بعض القرارات والترتيبات لإعادة صياغتها كما أريد..؟
*أمي.. هي من أحضرتنا هنا..
لعلها دعواتها الصادقة..رضاها ومباركتها لنا في كل خطوة من حياتنا..
* عملي..
هل بدأت أعطيه أكثر من حقه؟
وأفرد له مساحة لا يستحقها ليسطو بوقاحة حتى على يوم عطلتي؟
امممم....
حقيقة ما زلت أستشعر إحساس النافذة..:)