لا أدري أي صدفة ساقتني إلى ذلك الإيميل القديم جدا…
وجدت رسالة قديمة من سلسلة رسائل كانت في وقتها إلى صديق قديم رافقني في رحلة تغييراتي التي مررت بها، كان ذلك عان 2013 ..لو أن أحدا بحث في إيميلاتي ومدوناتي وكتاباتي سيجد مادة روائية تستحق ، هي فقط تحتاج بعض ترتيب.
قلت في: 15/إبريل/2013
نعود لتأثير المكالمة..
ذلك معناه أن ألف خلية عصبية تفجرت في عقلي..
ذلك معناه كم من الأسئلة الوجودية التي تجتاحني..
لماذا تبدو حياتنا بهذا التعقيد؟
لماذا نعيش تحت تأثير عرف اجتماعي وسياق ديني ونمط أخلاقي يحدد مالذي نفعله وكيف نفعله؟
ماذا لو كنا نحن فقط.."بيور إنسان" "إنسان طازج" "إنسان بلا نكهات صناعية وصبغات وألوان"
لو كنا مجرد خلايا أولية..أو فكرة..أو موجات في الأثير..أو حزمة ضوء..
هل كنا سنلتقي وقتها بلا تعقيد؟
قلت أنت شيئاً أخذت أفكر فيه..
فيما مضى لم يكن الوضع هادئاً لكنه كان واضحاً..
الآن برغم وضوحه نجده معقداً
تعرف..
كنت فيما مضى أحكّم ضميري الديني كثيراً..
العقل الجمعي الديني يقول أن أي علاقة مع رجل مهما كان نوعها هي حرام..كنت بلا تساؤل أو شك أتعامل مع هذا الموضوع بوضوح..
وإن كان متعباً لكنه كان واضحاً..كنت أطلب من الله أن ألتقيك في الجنة..كنت أظن أن الشيطان يغويني وأن الله يختبرني وأنني لابد أن أنجح في الاختبار..
كل شيء قالوا عنه حرام أعتبره كذلك..سماع الأغاني، مصافحة الرجال، نتف الحواجب، وغيرها من الممارسات
الظاهر أن ضميري الديني مات..لكن لعل تعليلي الأخلاقي والإنساني استيقظ كمارد وهو يتدخل دوماً فيجعل المواضيع أصعب..
لست أتحدث عن فكرة علاقتنا فقط..بل عن كل شيء في الحياة..
هو موضوع كنت أود الحديث معك فيه منذ فترة، لأنه يشغل بالي كثيراًو يخيفني أحياناً، ويجعلني أفتقد تلك العلاقة الهادئة الآمنة الجميلة الساكنة مع الله.
لماذا يريد الله أن يختبرني وهو يعرف نتيجتي مسبقاً؟
لماذا خلقني الله وخلقك وأوجد كيمياء بيننا ثم يقول لي قاومي؟
لماذا خلق الله لي شعري وجسدي وخلق الرجل مفتوناً بي على الدوام وحملني أنا مسؤلية افتتانه وأمرني بالحجاب؟
لماذا إن أردت إيمانك قوياً صادقاً صامداً فعليك أن تسكت صوت عقلك الذي يحتاج إجابات لأسئلة أساسية؟
هل الدين هو الذي أدى إلى تأسيس فكرة "الآخر" الذي لا يدين بديني والذي يجب أن أعتبره آخر وأتصرف معه ومع اختلافه أنني الأفضل؟
لماذا اصطفى الله إبراهيم عليه السلام؟ لأنه أمة؟ طيب هو الذي جعله أمة وإماما..فلم استحق الإصطفاء؟
أسئلة من هذا النوع تبزغ في عقلي مع كل ما يقع بين يدي من تراثنا الديني بل مع كل آية قرآن أقرأها...
نعود إلينا..
الحكم دينياً على ما أفعل كان الأسهل..
حرام أو حلال..
الحكم أخلاقياً وإنسانياً أصعب..حيث تتداخل المفاهيم وتتعدد التعليلات ووجهات النظر..
بإمكاني دوماً أن أجعل الديلما الأخلاقية أصعب ..
ماذا لو عرفت أن زوجتك تصادق رجلاً..ماذا لو عرفت أن لزوجي صديقة؟
وأصعب:
هل كان لنا يد فيما سارت به الدنيا؟
وأصعب:
ماذا لو أن كل الأطراف سعداء؟
وأصعب:
هل السعادة في الوضوح والثبات على مبدأ أم السعادة في أن يحصل كل طرف على ما يريده؟
هل نريد أن نكون سعداء حقاً..أم ماذا نريد في الحياة؟
تكره أسئلتي الكثيرة وتكره أن أتحول لأروى هولمز
.
.
طيب للهرب من كل ذلك..لنعقد صفقة مع الحياة..
تعطينا ما تجود به علينا ونمثل أمامها أننا سعداء..
يعني نستهبل على بعض..إحنا والحياة
ونعيش عادي..
حين نتقابل مقابلة مدبرة نقول كانت صدفة..!
لو وقعت في حبك من جديد تصبح تجربة..
ومهما تواصلنا فنحن أصدقاء لسنا معنيين بتبرير أو تسمية أي شيء..
حين قرأت الرد لم يكن بحجم الأسئلة ، ولكني كنت محتاجة أن أطلق اسئلتي ولست بحاجة إلى أي إجابات…
ربما…سأستحدث شيئا جديدا فيك يا ماورد..
ربما سلسلة "صفحة من رسالة"
لن أورد أي أسماء..
ولكني استمتعت بالقراءة العشوائية اليوم، استمتعت بالخروج من دائرتي التي تبدو ضيقة ومحكمة جدا وخانقة هذه الآيام..
وبما أنه ليس لدي عنوان أبعث له بأي رسالة "أحتاج " أن أكتبها..لأقرأ بعضا من رسائلي وردود الآخرين عليها..
فكما كنت أقول دوما..
كتابة الرسائل عمل نبيل ، وقرائتها أكثر نبلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق