كل يوم لدينا كلاس يوجا، ليس جزئي المفضل في اليوم على أي حال على الرغم من أن آنتي المدربة الأسبانية الجميلة والمتحمسة جدا تجعل من الأمر ممارسة لطيفة ومهمة وتعد دوما أننا سنشعر بالكثير من التغيير والراحة والتناغم مع أجسادنا ومشاعرنا…
لدي مشكلة في اليوجا لأنها تشعرني كم أنا ضعيفة ليس بوسعي أن أتحكم في قدمي اليمنى، وبسبب ذلك لا يمكنني التوازن ولا الانغماس والشعور كأني فراشة أو موجة أو نسمة طائرة كما تقول..
في كلاس الصباح كان يبدو على التعب وعدم القدرة على التحكم، أظن أنني كنت مستاءة لذا بعد أن انتهى الكلاس استوقفتني، أمسكت بيدي وقالت: لا بأس أروى، ليس هناك ما يحتاج أن تقلقي بشأنه، قلت لها: أنا أحاول تحسين علاقتي مع جسدي التي ساءت كثيرا..قالت لي: لا..لا تفكري بهذه الطريقة ولا تغضبي منه إن لم يستطع القيام بحركة ما..فقط تقبليه وتأكدي أنه لو كان يستطيع القيام بما تريدين لما تأخر..تحدثت معها عما حصل البارحة (وربما أحكي عنه لاحقاً) كنت متأثرة وكدت أن أبكي، لكنها ضغطت على يدي أكثر ووعدتني أن الأمور بخير وليس كما أتخيل..
في كلاس المساء قالت لنا آنتي أنه سيكون كلاسا مختلفا وأنه سيصلنا بدواخلنا ويخرج ما انحبس فيها، لم أعر كلامها أي اهتمام، فأنا أعرف مدربي اليوجا وربما هرطقاتهم التي لا يشعرها بها الكثيرون كما يقولون..
الكلاس كان ثقيلا علي، كان يعتمد على التوازن كثيرا وعلى ليونة حركات اليدين والقدمين الأمر الذي ما عدت أنجح فيه كثيرا..
وبعد أن انتهى الكلاس جلسنا جلسة إنهاء الكلاس فقالت كيف شعرتم بالكلاس؟ قالت ميلين وهي فرنسية يهودية أم وجدة لها شخصية ثرثارة ومضحكة جدا وتتصرف كأم للكل بحكم أنها الأكبر سناً: لقد تذكرت أمي المتوفاة...ثم شرعت في البكاء..
قلت : هجمت علي مشاعر متلخبطة، لها علاقة بقصة حب..أظنها توشك أن تصير قديمة..أشعر أنني أود أن أكتب رسالة الآن..
قالت المدربة والمجموعة لميلين: لا بأ أن تبكي يا ميلين ، وأنت يا أروى اكتبي الرسالة وأرسليها..
قلت لا..وأنا غير متأكدة مني..وقتها مرة ثانية :لا لن أفعلها..
ثم قام مايكل الذي كان صامتا طوال الوقت وقال: حضن جماعي..هيا..
وتجمعنا نحن السبعة وكان هذا الحضن الجماعي، الذي بكت فيه ميلين والذي "انفعص" قلبي فيه…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق