الأربعاء، 18 فبراير 2015

من جديد-7-

- أخاف أن أنسى
أخاف أن يهرب من ذاكرتي ذلك البرد الذي كان يجعلني أقشعر بلذة شاعرة بالامتنان لقفازاتي الصوف وحذائي الشتوي وللدخان الشفاف الذي يسبق حروفي ويشاكسها من البرد حين أتحدث..
أخاف أن لا أشعر بالحنين مجدداً للأرصفة وأشجارها ومشاويرها الطويلة..وحديثي وأسراري التي أودعتها عندها أمانة..
أخاف أن أنسى طعم السكونز بالمربى وسخونة قهوة الصباح ومنظر الثلج من النافذة وهو يتساقط كالسكر المرشوش..
أخاف أن أكف عن تذكر قضاء الصباح في مشاوير القطارات والمساء أمام ستائر المسرح والصيف في مزرعة توت والشتاء أمام المدفئة والخريف في جولات متحفية والربيع أمام نهر التايمز !

أخاف أن يتصحّر قلبي ويجف وتموت شجرة الربيع والبوح والحب التي زرعتها ليدز في قلبي..

- أحاول أن أتعايش مع فكرة أن القصص قد تنتهي ، وقد تكون نهاياتها غير سعيدة، ألست كبيرة بما يكفي؟ ألست أحاسب سندريلا وبياض الثلج والأميرة التي أوجعها ظهرها من حبة فول؟ ألست أتحدث معهم بمنتهى الحدة وكأنني أكثر حكمة محاولة أن أخبرهم أن القصص لا تنتهي كقصصهم؟ لا يوجد أمير ولا حب من أول نظرة ولا قلب نائم في أحضان الوله للأبد، إذن لماذا أتلفت بجزع مكسورة القلب والخاطر وكأن شيئا غريباً حدث؟ ربما خالفت النهاية توقعاتي ..وأنا المعروفة -كما تقول صديقتي- بأنني أهوى وضع السيناريوهات كما أشتهي..فكيف تمضي قصة بخلاف توقعاتي وما رسمته لها من نهاية؟ لا بأس..الحياة خيبات متتالية وكلما كبرنا كلما كبرت معنا هزائمنا..! إذن ..هل كان القدر يلعب معي ويخلط ما بين قصصي التي أختلقها في عقلي وبين القصص الحقيقية؟ هل كان حقيقياً كل ما عشته؟ أم أنه محض خيال وكتابة؟ هل أنت حقيقي؟ هل أنا حقيقية؟

- اليوم تسائلت : أهذه هي حياتي ( فقط) حقاً؟ عمل في الصباح في الوكالة وملاحقة لطلبات البيت والأولاد والحياة باقي اليوم، جدول دقيق مقسم على ساعات اليوم.. تفكير مستمر وعمل مستمر.... أين هي الحياة؟ أين هي؟

-أحتاج حجراً يُلقى في بحيرتي الراكدة ..حتى الأحجار التي تلقى لا تتعدى سطح البحيرة..لم يعد شيء ينفذ للعمق ..

هناك تعليقان (2):

  1. رائعة لدرجة ازعجتني .. "حتى الاحجار التي تلقى لا تتعدى سطح البحيرة.. لم يعد شيء ينفذ للعمق " أنها الحقيقة بكل قسوتها...

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...