المدن كالنساء..
لست أذكر من قال هذه العبارة..
لكن هذا صحيح، لا أعرف مدينة كالرجال..أو على الأقل لم أشعر بذلك قبلاً..
دبي تبدو امرأة أنيقة لا تلبس إلا أغلى الماركات ، رائحتها مزيج بين العود العربي والعطر الفرنسي،،مجوهراتها ثمينة، وشعرها ومكياجها قام به أفضل المصففين في العالم..
أجل هي جميلة كنجمة..
لكني لا أعرف أبداً أن أتلمس جمالها الطبيعي..
هي لا تعبأ بأحد على وجه التحديد..بل تقدم تراحيبها لكل الضيوف..
أنت هنا..لا تشعر أن بإمكانك إقامة علاقة خاصة معها
هي ليست مدينة للحب..
.
جدة مدينة تجيد الإغراء..بيروت مدينة تجيد الحب..اسطنبول مدينة تجيد التاريخ..ليدز مدينة تجيد الطفولة..
.
.
في الفندق.. أستلقي علي سريري أراقب أطول برج في العالم من نافذة غرفتي..
الناس من كل العالم يقفون،،يتصورون..ويتأملون وكأنهم في طقس تعبدي..
أنظر إلي القمة الشاهقة وأقول للبرج المتلألئ ليلاً ونهاراً: أكنت تعلم أنك ستكون الأعلى والأثمن والأغلى والأشهر والأحدث؟
عادة ما تهب علي نسمة شوق لشيء معين أو إحساس مضى فأشعر أن هذه الهبة تلوي عنق قلبي..
أين هو الشوق أصلاً؟
في القلب؟ في العقل؟أم في الروح؟
.
.
حتى في الشوق..صار نادراً أن أشتاق "لأحد"..الأسهل أن تشتاق للأشياء..
هي أسهل وصولاً وأكثر وفاء..
والأغرب أنني أشتاق أيضاً للأشياء التي لم تحدث..
دعنا نرى..
أشتاق خطي القديم..لم أعد أكتب بخط اليد..وإن فعلت يفجعني مدى السوء الذي وصل إليه خطي..
خطوط اليد هي خطوط القدر..هي شيء خاص مغري ..كرائحة العطر وصوت "أهلا " في الهاتف..ونظرة العين الساهية..
خطي كان أجمل..ولعل حظوظ حياتي كانت أجمل..
أشتاق خطي وقدري القديم..
.
.
أشتاق لقصتي الجديدة
أشتاق لبطلتها.. لنزقها, لهربها مني على الورق..لمشاكستها الشديدة لرسامتها..
وللابتسامة التي كانت ترسمها على وجهي وأنا أكتبها..
.
.
أشتاق لبيتي: ذلك الذي لم أسكن فيه بعد وأنتظر من الشركة أن تنهيه..
كلما ذهبت للتفرج على بيوت أخرى..قد تكون أحياناً أجمل..وأحياناً أرخص..وأحياناً أقرب..
يعصف بي الشوق لذلك البيت مجدداً فأرفض كل الخيارات ..وأشعر بشيء كالوفاء..
.
.
أشتاق أيامي القديمة..
حين كنت مبتسمة طوال الوقت..حين كنت بسيطة..ومتألقة..ومتحمسة..
حين كنت أقرب إلى الله..وأكثر بعداً عن نفسي..
حين كنت منطلقة في الحياة..أقدر كل الأشياء دون أن أنظر كثيراً إلى عمق عمقها..
.
.
.
أشتاق لك..
تعلميننا الصبر أيتها الحياة..
تعلميننا أن نشرب أمنياتنا في كؤوس فضية وخيباتنا في كؤوس ذهبية..
تتفننين في إشعارنا بالألم كي..نتعلم كما تقولين..
أقسم أنني تعلمت الدرس..
فقدمي لي كأساً بلورياً وذوبي فيه شهادة نجاحي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق