اليوم في عشائنا العائلي قامت خالتي بإحضار أشرطة فيديو مسجلة قديمة..
كان يجب أن تشبكها بالكاميرا حتى تعمل..
بعض الأشرطة لها أكثر من ١٥ سنة..
.
.
جلست العائلة تتفرج..تتأمل..تتذكر وتضحك..
كل الصبيان الصغار في الفيديو تزوجوا الآن..وتشتتوا في أماكن كثيرة داخل المملكة وخارجها..
كنت أبدو صغيرة كأني في الثالثة عشر..
كانت عيوني ونظرتي بريئة للحد الذي لا يطاق..
ابتسامتي لا تنم عن شيء..
وملامحي كأني لا أعرفها..
.
.
.
أنا أكره تسجيل اللحظات بالفيديو..
أكره أن أرى لحظة من لحظات الماضي محبوسة في إطار من الحاضر..
اختلف كل شيء الآن عن تلك اللحظة..طريقة اللبس، أشكال الناس، أعمارهم ، واهتماماتهم..
ففقدت اللحظة التي كنا نظنها باهرة ألقها وجمالها حين تفرجنا عليها وتحولت إلى نكتة دسمة..
أليس الأسلم أن نحتفظ بكل تلك الصور في ذاكرتنا؟
أنا أثق أن ذاكرتي أجمل من شريط فيديو..وأبهى وأوفى..
صورنا وأشرطة الفيديو ماهي إلا طريقة سخيفة لنسف أجمل اللحظات والسخرية منها بعد مرور الزمن...
.
.
.
هل سبق أن تمنيت لو عاد بك الزمن؟
هل كنت ستعيش أيامك بطريقة تختلف عما عشته أصلاً؟
أشعر بذلك كثيراً جداً..
أشعر أن هناك ما فاتني لأنني لم أكن متطلبة..
أشعر أن ثمة أحلام لم أحلم بها..
رؤى كنت أشيح بنظري عنها..
وأصوات لم أنصت لها..
وألوان لم أكن أود اكتشاف اسمها..
..أيكون الأمر فقط أن احتياجاتنا ..وزاوية نظرنا..وأصوات موسيقانا الداخلية ..اختلفت وتغيرت عن ذلك الزمن؟
.
.
أشعر أنني عشت كثيراً جداً..حتى تعبت..
عشت كثيراً جداً حتى نسيت..
وحتى عرفت..
.
.
أتخوننا كتاباتنا كأشرطة الفيديو؟
لعلي أكتشف ذلك حين أعود لقراءة هذه الكلام بعد عشر سنوات..
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق