الأربعاء، 16 فبراير 2011

ح..ل..م..(٥)

آخر مرة كتبت هنا لم يكن مبارك قد تنحي..
لذا لابد من "أب ديتك " يا بيت ماورد..
مبارك قد تنحى فعلاً..
كنا نقرأ في كتب التاريخ ونسمع عن الثورات التي غيرت وجه العالم..وها نحن شاهدون على مثل هذه الثورة..
سيسألنا أحفادنا: أحقاً يا جدتي عاصرتم ثورتا تونس ومصر؟ احكي لنا عنها..
سأخبرهم كيف بدأت الفكرة من مجرد شباب صغار مؤمنين بأنفسهم وبوطنهم..وبموقع إنترنتي قد يبدو في زمنهم بدائي جداً اسمه الفيس بوك..
سأحكي لهم عن بوعزيزي..ووائل غنيم..وتلك الفتاة المصرية التي كانت سبباً في إشعال الثورة..
سأقول أنها في مصر كانت ثورة سلمية مليونية..منظمة..أبهرت العالم..لم يكن فيها من يبحث عن كرسي..أو من ينتصر لدين..أو من ينتمي إلى طائفة..
إنها فقط تحكي قصة شعب أراد أن يحيا بكرامة وبحرية..أراد أن يحب بلاده وأن تحبه هي..
سأتندر معهم على خفة الشعب المصري في موقف كهذاوسأقرأ معهم الإيميلات التي كنت أرسلها لأطمئن على مشرفتي في الماجستير دكتورتي المصرية العزيزة.. 






فإن سألوني عن شعوري سأخبرهم أنني بعد الثورة كنت مترقبة..لم أكن أنجرف مع المتحمسين أصحاب الشعارات اللذين يظنون أننا سنحرر القدس غداً ..ولم أكن أطيق نبرة التشاؤم والتحبيط والشماتة من بعض الفيسبوكيين..
كنت أترقب أن ينتصر شباب الدول العربية في الإختبار الأصعب وهو القيام فعلاً ببناء الحلم الذي كانوا يتمنون الوصول إليه ..فسقوط الرؤساء ليس الحلم أبداً..هو فقط بداية المشوار.. 
بناء الدول وبناء الإنسان وتنفس الديموقراطية هو المشوار الأصعب..
سأقول لهم أنني في هذه الفترة كنت أعيش مع والدتهم وخالهم وخالتهم في بريطانيا..وأنه ما بين ثورة تونس وثورة مصر كان سيل جدة الكبير الذي حولها إلى أرملة وقد بقيت لعدة سنوات تتعافى من أثر الصدمة..!
سأحكي لهم عن الإعلام الجديد..وكيف أصبح في ذلك الزمن بإمكان أي أحد أن يقول أي شيئ..وسنتحدث كثيراً عن مفهوم الحرية وما يقابله من مسئولية..!!!




حلم اليوم:
أن نكون نحن وشبابنا وأحلامنا طرفا مشرفا ومبهرا في هذه القصة الجميلة التي سأحكيها لأحفادي ذات يوم...

هناك تعليقان (2):

  1. مازلت تبهرينني، فكر وأدب ناضج جداً، ليتني استطيع التعرف عليكِ يوماً.

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا بك في ماورد..حيث الكل يعرفني وأعرفه :-)

      حذف

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...