- أحببت ردك يا أماني..
شعرت بي فتاة صغيرة ما زالت في المتوسطة تأتيها رسالة من صديقتها فتفرح بها وتركض إلى غرفة نومها لتستلقي فوق سريرها على بطنها مبتهجة وتقرأ الرسالة..
هل أخبرتك قبلا بهذه القصة؟
قبل وقت بعيييد جدا وحين انتقلنا من الخبر إلى جدة كنت في الصف الثاني المتوسط..تركت صحبة ورفقة وبراءة وشقاوة خلفي..وجئت إلى جدة وحيدة غريبة..!
حتى يهون علي أبي مصابي الجلل اقترح علي أن أكتب رسائل لصديقاتي..بالطبع لم تكن هناك بعد هذه التقنية الإنترنتية السحرية...
كنت كل شهر أكتب إلى أسماء وعبير ..أخبرهما كم أنا غريبة..كم أنا وحيدة ..وكم أشتاقهما..
وهما بدورهما كانتا تحكيان لي تفاصيل أيامهما في المدرسة ومغامراتهما مع الصديقات..
كنت أتعذب حين ترسل لي عبير رسالة..أرد عليها راجية أن تحسّن خطها لأن نصف الكلام المكتوب لم أستطع قرائته..كنت أتفنن في اختيار الظروف والأوراق..
هاهي يا أماني رسالتك تصلني كالأيام الغابرة تلك ولكن دون ظرف أبيض مخطط بالأحمر والأزرق..!!!
.
.
يااااه..كيف تتضخم تلك التفاصيل التي ننساها لتنفجر فجأة أمام أعيننا تاركة شظايا من الذكرى تحوطنا من كل جانب...!!!
- كلامك أقنعني يا صديقتي..ربّت على قلبي.. اليوم خرجت مع الجاردينيا شربنا قهوة وأكلنا "حلى" لذيذ جدا..قبل يومين ذهبت للمّة الصديقات القديمة..ورغم أننا كلنا أمهات وصاحبات مسئولية إلا أننا استمتعنا بوقتنا كما كنا نفعل دوما..تحدثنا كم صرنا كبيرات وكم كنا مبهرات و "كوول" بمفهوم عصرنا حين كنا فتيات صغيرات ..
- أذهب كل يوم تقريبا إلى بيت أمي..وأمارس معها كل ما تتمناه..جولة لإختيار تحف الصالون..عراك مع خالاتي لتوزيع قائمة فطور العيد..اطلاع علي آخر ما تبدعه يداها الجميلتان في فنون الكويلت والتطريز...
- أتجول في مكتبتي ..أعيد قراءة كتبي العربية المفضلة..رواية لعبده خال..كتاب "عقل غير هادئ"، شعر لناجي وكتب لغازي القصيبي..أقرأ مع ابنتي "على ضفاف الهايدبارك" ومع ابني قصص بالعربية التي لا يتقنها قراءة...
ماذا بعد؟.....
مر نصف رمضان ولم أبدأ في مشروع الصيف الذي علي تسليمه حالما أصل..
!!!!!
ربما ليس لدي وقت؟
ماورد أو كما أحب أن أناديك صديقة القلب ..
ردحذفأنا أيضا قرئت ردك كطفلة صغيرة فرحة بكتابة صديقتها لها صفحة كاملة هي البطلة المطلقة فيها ...
قرئت وأنا أتخيل كل الأجواء التي تحيطك وكل اللاشيء الذي تقومي به وأتخيل بعد غدا كيف سا أمارس حياة الهامش معك ... غدا موعد سفري اعددت كل شيء واتيت لأودع ليل ليدز وهدوئها ونسماتها الباردة التي تتسلل من خلف الزجاج المغلق أعرف بأننا في رمضان ولكني سمحت لفيروز بأن تسمعني راجعين ياهوى ... اه كم أشتاق للعودة بعد العيد وممارسة حياتنا معا هنا ،، هناك الكثير ياماورد الأجندة مليئة بأفلام جديدة ومطاعم وأسواق وتسكع وإفطار وقهوة هنا وهناك ...
بالأمس فقط ذهبت مع ندى للسينما وشاهدنا فيلم سولت الفيلم ممتاز ولكن مشاهد العنف أدمت قلبي .. واليوم تناولت الإفطار معها وأسرتها ... أشتقت لحياتنا وأولادنا وخروجنا ومسلسل العودة وبكاء سارية في النهاية ... لازالت فيروز تردد راجعين ياهوى ...