الخميس، 25 فبراير 2021

استرا زينيكا

 أفتح الشباك ثم أشم عطراً كالهبوب الرقيق مع النسائم الجميلة هذه الأيام، العطر يأخذني إلى عمر آخر غداهناك.. بعيدٌ جداً ومستحيل..أنت لم يكن لك عطر! الحمدلله

في صباح كل يوم يقدم لي أحد البرامج الصور التي التُقطت في نفس اليوم منذ سنة-اثنين-خمسة-سبعة-عشرة سنوات..كيف تتجسس و تتلصص أيها البرنامج اللعين على صوري؟  بل على ذكرياتي وحياتي؟! أظنني لست ممن يحب العودة إلى الذكريات عبر الصور، بل يؤلمني كل ما حدث ولم يعد يحدث، وكل ما لم يحدث أصلاً..إذا قررت أن أحرق كل صوري فكيف يمكنني أن أفعل ذلك وهي موزعة على ذبذبات انترتية في الجو على عدة منصات..ألا يمكننا محو تاريخنا؟ من يملك تاريخنا؟معك.. هل هناك مالم يحدث؟ هل تسأل نفسك في محاولة للإنكار والنسيان :هل كان هناك ما حدث أصلاً؟ تباً تباً..

تذكر حين طلبت مني أن نتصور معاً؟ لقد كانت أغبى فكرة..الحمدلله أنني رفضت دون أن أفكر فيها ولو لثانية..الآن أنا متورطة بكل صوري ولا أعلم كيف أحرقها، صورتك أحملها في داخلي فهل هناك مجال لحرقها؟ هل أنتظر النسيان أن يهب ويقوم بدوره في تذويب كل شيء؟

"النسيان" لعنة أنا مسكونة بعكسها، لماذا ذاكرتي وفية إلى هذا الحد؟

الصور تذكرني كم كنت "عادية"، أعيش الحياة بدون أن أحمل هم أشياء غبية، طبيبتي في إجازة ولم أعد لصرف الأدوية وتوقفت عما انتهى منها،كنت كثيراً ما أقول أن هذه الأدوية وجودها كعدمه، الآن فقط شعرت بالفرق، الدواء الذي آخذه من سنتين أو أكثر وانتهى من عندي الآن ولم أعد لشرائه شعرت بفرق حين توقفت. كل شيء متعب حتى المشي في المنزل، طاقتي مسحوبة أشعر وكأنني سأصاب بالإغماء، أريد أن أضع رأسي على أي وسادة ورجاء لا تتحدثوا بصوت عال ولا تتركوا كثيراً من الأنوار مضاءة ولا تطلبوا مني أن أمشي، وسأكون بخير..

أي حياة هذه التي أقضيها على نفس الكنبة منذ الصباح وحتى المساء؟!  يا للملل! الذهاب للسوق، للكورنيش، للمطاعم، لأي مكان..للمشي،للتسكع..للسفر..للضياع..هذه الحبسة بسبب كورونا ولا لأني لا أستطيع فعلاً أن أعيش الحياة؟

أحتاج شيئا من الشجاعة، سأعود للكلية خلال عدة أسابيع للامتحانات، وبعد عدة أشهر قد تعودالحياة، هل أنا مستعدة؟ هل أنا خائفة؟

على فكرة أخدت الجرعة الأولى من إسترا زينيكا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...