الأحد، 22 يناير 2012

رجعت الشتوية ..(١٧)

واتصلتِ أخيراً...يا صاحبة كوب الحظ الأبيض..
تعلمين كم مرة ذكرتك في حديثي..وفي أحلامي..ومع أكواب قهوتي الغير منتهية..؟
تعلمين كم مرة كدت أن أكون المبادرة ولكني أحجم خوفاً من ردة فعل تعيد لي أحزاني من جديد..؟!
ها أنت ذا قد اتصلتِ.. 
وكنت أبدو كمن تنتظر، بل بحت لك بأني كنت أنتظر..
تقابلنا ، وتحدثنا..كثيراً جداً..
ثلاثة أعوام من الغياب..كبر فيها الأولاد، وتغيرت مدارسهم، غيرتُ عنواني، ومشيت أنت في طريق آخر..حدثت كثير من الأشياء وامتلئت ذاكرتنا بكم من التفاصيل..
هل تحدثت ُكثيراً؟ هل كنتُ ثرثارة؟
هل قلتُ كل شيء؟ هل قلتِ أنت كل شيء؟
هل مهم أصلاً أن نقول كل شيء؟
لا أدري، ألا يجب أن نكون انتقائيين في صداقاتنا ، حديثنا، وذاكرتنا أيضاً؟
 كنت أرى ليدز ترمقني  بشجرها وبردها..
وتذكرني بأنني قد وعدتها أن لا أجعل لجرح قديم من سبيل علي..
وأن لا أفتح للوجع أية أبواب أو شبابيك..
اطمئني يا ليدز..
لم أخن عهداً قطعته..فقط قابلت صديقة أدرك جيداً كم أفتقدتها..
ولعلها تشعر بذلك هي أيضاً..!


تقول لي صديقتي حين سألتها هل تغيرت؟
أعتقد أنك وجدت طريقاً كنت تبحثين عنه...
هل نجد نحن الطرق أم أنها تجدنا؟
أليس كل طريق نمشي فيه مرسوم لنا سلفاً؟ 
نحن لا نبحث يا صديقتي..
نحن نختلس النظر إلى دروب أخرى لكننا نمضي فيما كتب لنا..
.
.
بالمناسبة..هل قلت لك أنني اصطحبت معي كوب الحظ الأبيض إلى ليدز وكنت أضعه بجوار الشباك المزهر طوال العامين؟





هناك تعليق واحد:

  1. Amani

    ممتاز انكم تقابلتم والأكثر امتيازا ان المقابلة لم تكن مربكه أو مزعجة ... أيام ونتقابل ان شاء الله وتحكي لي كل شيء .. ألقاك على الحب دومااااااااااا ...

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...