السبت، 30 أبريل 2011

صباحية مباركة

صباحية مباركة يا عروسة..ولست أعلم كيف يمكن يا كيت أن تكون ليلة زفافك الأولى مختلفة وأنتم تعيشون معاً لأكثر من ٨ سنوات..!
البارحة كان أكثر من مليون شخص في لندن ينتظر منذ يومين في الشوارع كي يحظى بنظرة إلى موكب الزفاف الملكي، وبسؤال أمريكية نامت في الشارع عن سبب مجيئها وهي التي كانت يمكن أن تحظى بمشاهدة أكثر راحة وأقل تكلفة في منزلها قالت: أردت أن أعيش التجربة..ألا ترى كم يبدو التجمع مثيراً للحماس وباعثاً على البهجة...
في سري قلت : كلنا نحب أيتها الشقراء أن نتجمع في الميادين والشوارع ونلوح بالأعلام وإن اختلفت أسبابنا، ويبدو أن العالم قد اتفق على أن يكون يوم التجمع هو :يوم الجمعة...!



أما في ليدز حيث أسكن، وبالرغم من أنها عطلة رسمية فالشوارع كانت خالية من المارة إلا بعض السيارات القليلة جداً، الكل في منزله يتابع التلفزيون..
قلت في سري أيضاً: لستم الوحيدون اللذين تحظون بعطلة حين تفرحون..نحن أيضاً نحصل على عطلة حين نفرح بشفاء الملك أو حين نخاف و نتألم من سقوط أمطار..كلها مشاعر على أية حال..!

بدأ الاستعداد لهذا اليوم منذ عدة أشهر..الأسبوع اللذي يسبق الزفاف كانت التفاصيل تملأ الصحف والقنوات الرسمية، عدة برامج توثيقية تناولت زفاف ديانا وبعدها سارة وقبلها آن وكيف أن زفاف فرد من الأسرة المالكة يعتبر مناسبة وطنية من حق الشعب بل العالم أن يتابعها ويتفرج عليها..
الأمر متعلق بالتراث البريطاني الذي تصر بريطانيا بكل الطرق أن تعيد بثه للعالم بعد كل فترة كأجمل ما يكون..ولأنني أعيش هنا أستطيع أن أفهم كيف أن التراث والتقاليد البريطانية ليسوا مجرد حنين وممارسات خاصة بكبار السن والمهتمين إنما هو أمر يتعامل معه الجميع كحقيقة حياة على الرغم من الإنفتاح الكبير على الثقافات والأديان الأخرى واحترامها في المجتمع..
كيف توصل الإنجليز إلى هذه الخلطة السرية؟ كيف استطاعوا أن يجعلوا من العربة الملكية الأنيقة وخيولها ذات السرُج المذهبة التي تمثل عراقتهم جزءاً من قصة سندريلا ؟ كيف استطاعت كيت أن تعيش سيناريو كنا نظنه يكتب فقط في قصص الأطفال الكلاسيكية بل تبدو البارحة أميرة حقيقية ؟ كيف أصبح العالم كله يرنو إلى هذه طقوس زفاف ويتابعها ليس لبذخها ولكن لأنها تبدو صفحات قصة أنيقة في كتاب قديم لم يطاله الغبار..




نعود لتفاصيل الزفاف؟
 ..كانت العروس حاطة ميك أب أمس صح؟ ولم تستعن بمصمم فساتين فرنسي مشهور وهي التي ستصبح جزءاً من العائلة المالكة صح؟ إنما بمصصمة أزياء إنجليزية ظل الناس يتكهون باسمها عدة شهور لأن هويتها كانت سراً عسكرياً احتفظ القصر به حتى أعلنه قبل الزفاف بساعات قليلة..لم يكن فستانها يبرق كريستالاً صح؟ بل كان مزيناً بتطريز يدوي انجليزي ..
استلفت التاج الماسي من الملكة رغم أنها بمثابة حماتها صح؟


الزفاف بدأ الساعة ١٠ الصباح ولا ١٠ الليل؟ كل النساء فساتينهم بسيطة ومحتششششمة وبميك أب صباحي كإنهم رايحين السوق..
بصراحة أضحكتني بعض القبعات الغريبة والتي جعلتني أتأكد أن أخوات سندريلا كانوا حقيقة وليسوا أبطال قصة فقط..

أما القبلة الملكية وهي أيضاً تقليد ملكي من على شرفة القصر فحدث ولا حرج عنها وعن المليون شخص اللذين احتشدوا أمام القصر بانتظارالقبلة كخاتمة قصة الأميرة النائمة..مو كإنها قبلة عادية يا جماعة؟ ولا كانت بنكهة الماس وطعم مربى البرتقال الإنجليزية؟...(أما البنت الصغيرة المكشرة التي تقف بجوار كيت ويبدو عليها الملل فتلك قصة أخرى..)





أما المنظر خلف تلك الواجهة البراقة فشيء آخر..منهم من يقول أن كيت "لئيمة" وأنها رتبت بمساعدة أمها أن تكون زوجة الأمير ولييام خاصة أنها تعلق صورته في غرفتها منذ أن كانت في الثامنة..وخططت أن تذهب إلى نفس الجامعة التي قرر الذهاب إليها لتبدأ مؤامرتها..
منهم من يقول أنها تتعنى التشبه بالأميرة ديانا في بساطتها وأناقتها حتى تصرع قلب ولدها المسكين. الذي لا يزال يشعر باليتم.
ومنهم من يقول أنها فعلاً كانت تبدو أكبر من العريس (هي أكبر منه بثمانية شهور)
ومنهم من يقول أنه ستصيبهم عين ما صلت على النبي وأن الزفاف السعيد سينتهي بخيانة أحد الأطراف وطلب الطرف الآخر للطلاق..!


وبالرفاه والبنين..!

هناك 8 تعليقات:

  1. تمنيت وأنا أشاهد هذا الزفاف الاسطوري الواقعي البسيط
    أن يأخذ مجتمعنا الناسخ كل ما هو جميل في هذه الحفلات ليس فقط تقليدا تافه لا واعي
    فكم كانت بساطة العروس مذهله .. توقيت الحفل منعش .. وأناقة الحاضرين رائعه

    والنسبة لي قد لا يكون هذاالزفاف الاول من نوعه او الافخم لكنه قريب من الفئة العمريه التي أنتمي لها بتجسيد واقعي لكل ما كنا نقرأه ونشاهده من حكايات خياليه تنتهي بـ ( Happily Ever After)

    ردحذف
  2. رائع
    كنت اراهن نفسي يوم الجمعة مع قهوة المساء
    هل سيكون لما ورد اي تعليق على الزفاف الذي يحضره على شاشة التلفاز ٢ بليون متفرج على حد قول قناة العربية
    واليوم وانا اقرأ هذه الكلمات الرائعة الساخرة من الزفاف اومجتمعنا
    ابدعت

    ردحذف
  3. درة...كما قلت، بما أن مجتمعنا يحب التقليد ، فليته يقتبس ماهو جميل مع الحفاظ على ماهو عريق..وأخشى أن يصبح السهر الطويل و الميك أب الكثير والمظاهر المتكلفة جزء مما هو عريق..!

    ردحذف
  4. ومن فاز في الرهان؟ أنت أم نفسك؟
    كلاكما رابح يا صديقتي..وصبي لي كوب قهوة لو سمحت:-)

    ردحذف
  5. أما أنا فلم أراهن،، بل انتظرت تعليق ماورد بشغف <3

    كل حدث يصبح له طعم خاص عندما تكتبه ماورد،، تماماً كشوربة الحب التي تصبح مختلفة عندما تطبخها ستي =")

    ردحذف
  6. هههه...شوربة الحب..يا سلام أعجبني التشبيه..أنا أيضاً أحبها وإن كنت أصّفي الشوربة من الحب..:-)

    ردحذف
  7. بصراحه لم أنتبه لكل ماذكرته عزيزتي


    أحب طريقتك في التعبير..

    ردحذف
  8. شكرا ميمو...سعدت بهذه الزيارة:-)

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...