- نزهتنا اليوم كانت نزهة روحية نقلتني إلى منتهى الرضى..التأمل..الحب..الإمتنان...
لأول مرة أشعر أن بيت "ماورد" يمكن أن يكون مكاناً حقيقياً بلونه الوردي وقطراته المعطرة المعتقة بأحلامه الشفافة وصفاء أجواءه وشرفاته وبعده عن كل ما يكدرني..
لماذا لم تخبرني يا بيت ماورد أنك حقيقي لهذا الدرجة وأنا التي كنت أظنك من صنع قلمي وأحرفي ؟! لماذا لم تخبرني أن خيالاتي قد تغدو حقيقية وأنني قد أعيش بطلة لكتاباتي؟
- عادت من السوبر ماركت القريب من بيتنا بعد أن كنت قد أرسلتها لشراء قهوة وخبز..ذهبت كعادتها بدراجتها ومعها حقيبة ظهر لتضع فيها ما ستشتريه..عادت وجلست في أحد أركان غرفتي ناظرة إلى الشباك وأخذت تبكي بصمت..فزعت، سألتها: ما بك؟ هل حصل شيء؟
أجابتني من وسط دموعها: أنا أحب جدة..لكنني أحب هنا أيضاً..سنعود في آخر هذه السنة وأنا لم أجرب إحساس الذهاب للهاي سكول على دراجتي كما كنت أخطط، أرى صديقاتي في المدرسة يخططن للعام المقبل وأعرف أنني لن أكون أبداً جزءاً من هذه الخطة..أين سأركب دراجتي مرة أخرى وأخرج وقت ما يحلو لي لألعب بالكرة ، كيف سأرى ألوان الخريف وثلج الشتاء وزهور الربيع وثمار الصيف مرة أخرى؟ أصلا أنا لا أريد أن آخذ دراجتي إلى جدة..أين سألعب بها وكيف؟
قلت لها: أحمدي الله أنك عشت هذه التجربة واستمتعت بها، غيرك لم يعشها أصلاً يا عزيزتي..
قالت لي وهي تراقب من النافذة عصفوراً يصنع عشه على الشجرة : من لم يعش التجربة لا يعرف قيمتها ، ولن يشعر بالتالي بكل ما أشعر به من حزن..
قلت لها: لكنك ما زلت في الثانية عشرة،،أمامك عمر طويل لتعيشي مزيداً من التجارب في عمر مختلف وبإحساس مختلف..
قالت لي: لهذا كنت أريد أن أعيش المزيداً الآن في طفولتي، لأنني لا أظن أن الدراجة ستكون صديقتي حين أكبر كما هي الآن..الكبار تختلف رؤيتهم وإحساسهم بالأشياء وحتماً سأكون من هؤلاء الكبار..!
قبل أن أناقشها، خرجت من الغرفة راكضة وهي تقول: سارية تعال، هناك عصفور جميل يبني عشاً على الشجرة، تعال نخرج نتفرج عليه..
تركتني هذه الصغيرة الفيلسوفة غارقة في أفكاري،،
ترى.. هل بقي متسع من العمر لمزيد من التجارب المدهشة؟
ترى.. هل بقي متسع من العمر لمزيد من التجارب المدهشة؟
لا أعلم ما أقول..
ردحذفولكن كلماتك تهيج مشاعري
وتزيد حماسي وتمسكي ورغبتي في السفر يوما ما إلى هناك..
شكرا لك ماورد
ليسعدك الرحمن دوما..
حقق الله كل أمانيك يا صديقة..:-)
ردحذف