الخميس، 23 ديسمبر 2010

شوكولا (١٥)

عزيزتي الكتابة...
بخصوص مرافقتك لي في كل أزمة..بخاخ ربو مثلاً؟


ألا تجعلنا الكتابة أضعف من الباقيين؟ أم إنها شجاعة في أن نعبر عن مشاعرنا ريثما الآخرون يعانون  لكنهم يصمتون ويطويهم النسيان..؟
حينما كتبت قصة انحباسنا في هيثرو ونشرتها في الفيس بوك أشفق كثير من الناس علي مع أن هذا لم يكن غرضي أبداً..كنت فقط أريد أن أشارك الآخرين تجربة لست الوحيدة التي مررت بها..
لكن يبدو أن تفسير ما يكتب يختلف من شخص لآخر..
كاتب وطني ركز على قولي بأن عودتي لجدة تبدو بالنسبة لي كالحلم وأعطاني محاضرة في حب الوطن وكيف نشعر بقيمة أوطاننا حين نخرج منها وأن لا شيء كالبقاء في الوطن..أصابني قوله بالغثيان خاصة بعد مواقف الخطوط السعودية الوطنية جداً..
آخر - وهو كاتب وروائي- رأى في القصة مادة خام لعمل سردي مختلف..يقول أن هناك كثير من المشاهد الفاتنة كتجمد قدم الصغير من البرد ومنظر الحشر في المطار..لم أستطع أن أصدق أنه يرى تلك المشاهد "فاتنة" في حين أنها قصة حقيقية وليست من أم خيالي..ابتسمت ووعدته أن أفكر في هذه الرواية مستقبلاً..
إحداهن وكانت قد عاشت في ايرلندا قبل أكثر من ٣٠ سنة لمدة ٣ شهور فقط قالت لي: "أجل مررت أنا بهذه التجربة قبلاً ، أعرف تماماً ما تشعرين به....أنه شيء متعب الله يعينك"..تعجبت فأنا لم أسمع أن هذه القصة قد حصلت قبلاً.. وأن مطار هيثرو أغلق بسبب الثلج..ثم أردفت " السبب هو السفر من غير محرم..ألا ترين كم بدا الأمر صعباً عليك" ..أبعد كل ما مررت به تقول ذلك؟ وأنا أعتبر نفسي شجاعة وقادرة على التصرف وإن كنت أعبر عن مشاعري كأي أنثى وربما أزود شوية ؟ ربمالو كان محرمي بليونيراً لاختلف الأمر وسافرنا على متن طائرتنا الخاصة..
كل ذلك في جهة..وصديقاتي المقربات في جهة أخرى..يبدو أن الأمر اختلط عليهم وشعروا أنني أختلق قصة من خيالي كما أفعل دوماً..
لم يكلفوا أنفسهم السؤال بالتلفون ولا بالإيميل ولا ماسج ..بل إن إحداهن معي على البلاك بيري وتعلم جيداً بموعد وصولي وتعرف تماماً مالذي حصل لكن الأمر لا يعنيها من قريب ولا من بعيد..!
يا للأسى..!!
هاقد عدت مرة أخرى إلى التعبير عن مشاعري بكل صفاقة..
لكن حين تتحول الصداقة إلى مجرد أسماء ،،وكم ضخم من الذكريات،، ثم مساحة بيضاء خالية بلا حتى نقطة أو علامة استفهام يصبح الأمر مربكاً..
حين تتحول الصداقة إلى أوقات سعيدة نقضيها معاً وأكواب قهوة نشربها..هدايا ثمينة ومجاملات وملامح رسمت بعناية ..يصبح الأمر مقيتاً..
حين تتحول الصداقة إلى التزام..وورقة خاسرة نصر أن نحتفظ بها..وحديث نقضي ضعف وقت قوله في انتقاء ما نقوله..يصبح الأمر مرهقاً..


مرهقة ومحبطة..أبدو كقوس انشد حتى انقطع وتره قبل أن ينطلق سهمه..
هل تشي تلك الجملة بالضعف؟ هل علي أن أكون قوية وحديدية حتى في المساحة الخاصة جداً بيني وبين الحروف؟ لو كان معي محرم هل ستكون كتابتي مبهجة وجميلة تتحدث عن لوعة الحب وألم الفراق؟ أليس الألم والتجارب جزء من بناء شخصية الإنسان رجلاً كان أو امرأة؟
أخبروني ..:إزت أوكي تو فيل دبرست سم تايمز؟


عزيزتي الكتابة: 
بخصوص أنك فاضحتني وناشرة أسراري ..موقع ويكلكس مثلاً؟

هناك 7 تعليقات:

  1. نفس الاحساس يا أروى .. نفس الاحساس ..
    مؤسف ان يعاملنا الاصدقاء الحقيقيووون بكل اسى ..
    سأخبرك بقصة ..
    هي صديقة لي تعرفت عليها بالغربة ... ولأنني بقرية صغيره .. فالصداقات هنا محكومة جدا بالعينات التي اراها .. يعني الصداقة هنا تفرض علينا ..
    ومن باب انني ارغب ان اكون ودودة .. كنت اطبخ لتلك الصديقة وما انفك اتصل واسأل عنها ..
    كنت اقوم بكل ما يمكن لاجعلها تشعر انها ليست لوحدها .. حتى مرضت ..
    صديقتي تلك .. بل دعيني الان اعتبرها جارة من الطراز الحديث الذي لا يسأل ..
    تلك الجارة لم تكلف نفسها للسؤال عني .. لمعرفة اخباري .. ولا حتى .. هل مت او مازلت تحت وطأة الغربة اتنفس !!
    تناسيت الامر ..
    جاء عيد ميلادها ارسلت لها معايدة بالبي بي ..
    يومين لم ترد .. شيكت فعلمت انها قرأت الرسالة ..
    طنشت ..
    لافاجأ بعد يومين .. دوبي اقرأ الرسالة .. تسلمي يارب ..
    همممم .. ماذا علي ان اشعر الان .. !!

    ردحذف
  2. كنت على سريري أستعد للنوم.. فجأةً كالوميضِ فكّرتُ: لماذا لم أبحث قبل اليوم في اليوتيوب عن أروى خميس؟! لربما وجدتُ لها شيئاً حيّاً/ صوتاً مثلا!
    قفزت، فتحتُ الجهاز، اليوتيوب.. واااااه هذه أروى!
    يا بخل الدنيا عليّ، للتو تصل بي إليكِ :")
    صوتكِ وطريقتكِ في الحديث وحركاتُ يديكِ (أنتِ طفلة كبيرة، مرحة وجميلة جداً).
    وجودكِ قريبة في مفضّلتي -كلّما اشتقت أتيت- يجعل الدنيا تُزْهِر لي..
    وبسم الله على قلبك، ما أحلاه ^_^

    ردحذف
  3. رقيّـة الحربي24 ديسمبر 2010 في 4:18 ص

    استمتعتُ أيضاً بمراقبةِ أسيل طوال اللقاء :)
    بوسي لي روحها..
    بوسي لي نفسك كمان..
    <3

    ردحذف
  4. بماذا عليك أن تشعري يا حنان؟
    بالذي تريدينه يا عزيزتي..
    بما يتناسب مع قلبك ويرضيه ويشعره أنه حر..
    لا تفرضي عليه شعوراً هو لا يريده..
    الحياة قطار..فلا تحزني على من جلست بجواره في القطار..وتحدثتما..وضحكتما..ثم نزل في محطة ما دون أن يكلف نفسه عناء إعطائك رقم هاتفه ..

    ردحذف
  5. رقية ..لست متلصصة فقط..بل تجيدين القبض على الأشياء "والأشخاص" أيضاً..

    قرأت ردك البارحة وأنا في طريقي إلى جدة..
    ابتسمت..ابتهجت..اطمأننت ..وشعرت بكثير من خجل..!
    .
    .
    أحبك يا صديقة:)

    ردحذف
  6. اعتقد او اظن يا اروى ان ما تتكلمين عنه في هذه الصفحة
    هو مانقلته واحدة من صديقاتي عن حجم المأساة التي تعرضت لها وانت قادمة الى السعودية وما بذله اباك وزوجك من محادثة الخطوط والطيرا وو و. و. ولكن من غير فائدة
    اتذكر يومها اننا كنا نفطر عند ،،،،،، وقالت احدى المدعوات لصديقتها بصوت بين الهمس والعادي ( ما عرفت ايش صار لاروى خميس مسكينة ) اتذكر وقتها اني قد شرقت يما اكنت احتسيه لا اتذكر ما هو الذي اتذكره انني اخفت المتحدثة بسؤالي وحماسي وفرصعة عيني (ايشبها؟؟؟) وقصة لنا القصة كان هناك ياروى قرابة السبع سيدات قلن في نفس واحد وكيف حالها هو الان اهي بخير
    ولكن الذي اتذكره يا صديقتي انني امسكت بهاتفي وقلت تلفونها السودي يشتغل هناك
    وايش المشكلة خليني اجرب واتصلت ولم يجيبني احد
    هذه ليست حكاية للعتب لانك لم تردي اتصالي بل لأقول لك ان هناك مشاعر صادقة كانت تدعي لك في ذاك الصباح وذاك الفطور  

    ردحذف
  7. اوبس..حتى أنني لم أرد على الهاتف؟ ربما اختلط بياض رقمك مع بياض الثلج الذي كنت أعيشه..
    صدقيني، وصلت تلك الدعوات، ربما لم أسمعها لكنني حتماً شعرت بها في لحظة حب غمرتني وأغرقتني..

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...