الجمعة، 26 نوفمبر 2010

شوكولا..(٧)

هل نحن اللذين نصعب الحياة على أنفسنا إيماناً بأننا يجب أن ندفع بحدود قدراتنا للنهاية...؟
الآن ..أنا أشعر بالملل والتعب..وحين أنظر إلي أعرف أنني من ورّط نفسي..
من قال أن حصولي على الرخصة البريطانية مسألة تحدي رغم عدم احتياجي لها؟
من قال أنني يجب أن أدفن نفسي في كومة كتب لكتابة مقالين طويلين أسلمهما قريباً؟
من قال أن علي قراءة كل تلك الكمية يومياً لدرجة الملل من القراءة التي لم أكن أمل منها أبداً؟
من قال أن علي فراق زوجي وأهلي وصديقاتي والتغرب في سبيل "الحصول على تجربة جديدة"؟
أعرف أن ثمة إجابات قوية ومقنعة أستطيع أن أرد بها على كل تلك الأسئلة في ثقة مفرطة...
.
.
لكني ما زلت أسألها وأنا أرى الطريق متعرجاً بلا نهاية أو مرفئ.. !
أسألها وأنا أتشكك في مقولة "لكل مجتهد نصيب" وهل يتساوى النصيب في النهاية مع كمية الاجتهاد المبذول؟
أسألها وأنا أجلس فوق سريري في غرفتي وحدي أتأمل الليل الحالك راجية أن يكسر صمتي أي صوت يجيد التغلغل في أعماقي .
أسألها وثمة حالة شجن تعصف بي وتهمس لي أن علي أن أكون أكثر تطلباً وانتقائية في خياراتي المقبلة..أو ربما علي أن أجرب أن أكون أكثر بساطة وامتناناً..
أسألها وأنا أضيق ذرعاً بي حين أفلسف كل شيء وأحمله فوق طاقته ناسية كيف أكون ماضية في الحياة غجرية بلا سقف..
..
..


أشعر بالأسى لأنني لم أر أختي لأكثر من سنة ولا أظن أنني قد أراها قبل سنة أخرى..لأنه قد فاتني انجاز الحمامة مع أختي الصغيرتين التي تقول أصغرهما بعد نجاح مشروعهم أنها في حالة غيبوبة من السعادة..لأنني لا أملك كتاباً عربياً بجوار سريري أغذي به روحي المطفأة ..لأن قلمي لا يزال مهاجراً تاركاً لي ثرثرة مسائية في بيت ماورد فقط.. لأنني أشيح بوجهي عن هذا الليل الأسود باتجاه قهوة أمي الحلوة البيضاء..
.
.
أشعر بالأسى لأن الغربة تمكنت مني ..وأكثر ما أخشاه أن أحمل غربتي معي حتى لو عدت!
.
.
أشعر بالأسى..!!!

هناك 5 تعليقات:

  1. ماورد ... بعد سهرتنا المشتركة عُدت لصومعتي واغنيتي المفضلة لهذه الليلة (كلمات لماجدة الرومي) لا أدري لماذا زارني الشجن هذه الليلة على حين غُرة ودخلت أتسكع في بيت ماورد لأجدك غارقة في الشجن أكثر مني ... الكلمات في سطرك الأخير قالت كل ما أريده بالفعل أخشى أن أعود وغربتي معي هذا ما أحدث نفسي به دوما وأخشاه جداااااا أن تتغلغل الغربة في عروقي وتتمكن من نفسي وأظنها فعلت ...

    عن الدراسة والتجربة الجديدة ،، لازلت أشعر بالحماس لفترة قصيرة ثم يعود الملل ليخيم على نفسي ، العمل في بحث جديد وبناء معلومات جديدة يشعرني بأني أتهجأ أبجديات العلم الذي درسته ودرسته لطالباتي لسنوات ، يشعرني بأني أقرأ جديد وأتذكر معومات قديمة وأموج في بحر لا أعرف أوله من أخره مما يشعرني باليأس لفترة والقوة لفترة أخرى وما بين معرفة وجهل أتوه بين يأس وأمل .. للأسف لا أشعر بالمتعة حتى الآن انتظر تلك اللحظة التي أغرق في تفاصيل البحث حتى الثمالة ...
    إلى ذلك الوقت أرجو أن تكون زيارات الإحباط قصيرة ...

    هل كانت الحيرة جزء من التجربة ،، حقيقة لم أفكر فيها إطلاقا على هذا النحو من قبل ،، كنت أظن بأني أعرف ما أريد وسأجد ما أريد من اللحظة الأولى ،، ولكن لنعتبر حيرتنا جزء من التجربة ونعيشها كما هي كفترة الثلج والمطر والرياح القوية لم نجربها من قبل وان لم نتضايق منها ، فكما لها جانب برئ فهناك جانب منزلق مزعج علينا تحمله ..

    ردحذف
  2. صديقة الرحيل المحير...
    لم أفكر قبلاً في أن تكون مشاعرنا وحيرتنا هنا جزء من تجربتنا!!! لعلي أضيفها إلى صفحات كتابنا الآن..
    ..
    ..
    لا زلت توّاقة لرحلة لندن..ولا زلت بانتظار وعد "القارورة"...:)

    ردحذف
  3. اشعر بالأسى أكثر منك ..
    وأنا اواجه في غربتي الكثير من الالام النفسية .. التي واجهتها بطبيب نفسي !! ولم تجدي معي نفعا ..
    لديك الكثير مما افتقده ليس في غربتي فقط .. ولكن في حياتي ككل ..
    لديك العائلة .. الأطفال .. شيء أحن له واجد أن لعنة الغربة هي السبب ..
    ولكن مازلت تحملين ذات الأسى ..
    ياترى .. لما .. ؟ لما .. ؟
    ومازلت أردد في نفسي .. هل قرار الغربة صائب .. ؟ وهو شيء اتساءله في نفسي .. حتى وأنا على مشارف عامي الثالث بكندا ..
    يبدو أن للشتاء سم من نوع خاص .. ينفث داخل روحي كل ألوان السواد .. والضبابية ..
    وأسئلة من نوع .. ماذا لو !!

    كوني بحال .. افضل من حالي ..

    ردحذف
  4. أعدك هذا أخر ما سأكتب اليوم لأن المسافة قصيرة...
    لا أشعر بالأسى أبداً ولكني أشعر بغربة قاتلة... غربة تلتهمني وأنا بين أهلي وفي وطني ولعل بعد الروح هو الغربة.

    ردحذف
    الردود
    1. لا وعود هنا عن الكتابة الأخيرة..الكتابة لا تنتهي..
      وإلا لكنت انتهيت من زمان..

      حذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...