بوسعي أن ختار ما بين شيئين:
أن أتذكر موضوع تجديد الفيزا المعقد..أن أحمل هم المقالين اللذين علي تسليمها بعد شهر ولم أختر مواضيعهما بعد..
أن أحنق على راتبي الذي اقتص منه بدل غلاء المعيشة وأنا في بريطانيا..أن أفكر في إيميل العمل المعلق الذي بعثته لإحداهن وأن أضع سيناريو سيء الظن حول ردة فعلها وتأخر ردها..أن أفكر في دار النشر التي يقول عني صاحبها بأنني اكتسبت شهرتي من ورائهم مما جعلني أحتفظ بمخطوطات قصصي الجديدة في جعبتي بدون خطة نشر واضحة..أن أشعر بالقهر حين كلمت عمي أسلم عليه إذ أعطاه أبي الطيب السماعة مجبرا فحادثني بمنتهى الترفع والغرور..أن أراجع النظر في طلب الترجمة الذي تقدمت به إلي وزارة التعليم العالي ومعها نظرة ونبرة: احمدي ربك!!
بوسعي أن أذهب أبعد من ذلك: أن أحنق على الجو البارد المزعج..والمطر الذي يتدفق من السماء..أن أفكر من الآن ماذا سأفعل حين أعود؟ وكيف سأترك هذه البلاد الخضراء؟ أي دموع سأذرف؟ كيف سأشحن أشيائي التي تكومت على مدى سنتين؟ ماهي خيارات المدارس المتاحة لأطفالي؟ أي مبالغ خيالية سأدفع في المدارس مقابل "بعض تعليم" بينما هم يدرسون هنا مجانا على أحدث نظام تعليمي..كيف سيكون عملي؟ كيف سأعود إلى حياتي السابقة؟ هل أود العودة إليها أصلا؟ إن لم أشأ كيف يمكنني أن أؤسس لحياة جديدة؟
والخيار الثاني:
أن أبقى في فراشي الغير مرتب..أحتسي قهوتي..وآكل سكونز بمربى برتقال إنجليزية منزلية الصنع..وأعدل مزاجي بصوت فيروز في ألبومها الجديد والذي يتهاطل مطرا ويثمر توتاً..
أن أعد لمقدم زوجي الليلة..وأي أسبوعين ممتعة سنقضيها معاً كعائلة..أن نخطط لرحلة باريس وزيارة الديزني التي يحلم بها الأولاد..
أن أستمتع برفقة إليزابيث..والكتابة لجين ومرافقة روب في السيارة ودعوة دان للعشاء..!
أن أتذكر أي إحساس غامر تلبسني من مكالمة ذلك الصديق البارحة حين شعرت أن أحدهم ما زال يتذكرني ..يناقش معي إنجازاتي..ويساعدني في التخطيط لما هو آت..
أن أكون ممتنة كل يوم لهذه التجربة التي قدمت لي دراسة شيء أحبه..والعيش في بلد مختلفة كل الاختلاف عن بلدي..
أن أنتظر هطول الثلج كسكر ترشه الملائكة من السماء..أن أعد له بشراء مزيد من القفازات والشالات الملونة..وأن أنتظر مقدم الربيع البديع..والصيف الفاتن كتجربة لن تتكرر بعد ذلك..
أن أستمتع بالتخطيط لجلسة التصوير غدا..اختار الملابس الشتوية الأنيقة لي وللأولاد..ونرسم سيناريو للقصة التي نريد أن تظهرها الصور..
أن أشعر دوما أنني جميلة..ومحظوظة..وصديقة للقلم...!
.
.
.
ما رأيكم؟ ما زال صباحي في أوله
أيهما أختار؟
وصفك مبدع!
ردحذفلدرجة أني استمتعت بطعم المربى التي لا أحبها!
استمتعي بالخيار الثاني :)
و لتهوني على نفسك بما يخص الأول..
سأقوم بتجديد فيزتي قريبًا ... لا أظن أنها عملية بالغة التعقيد! أو أني أمني نفسي بأن لا تكون كذلك!
حظًا موفقًا!
وحظا موفقاً لك أيضاً..
ردحذفأما المربى فذلك طعم آخر..
شاركيني قطعة سكونز ،،وثلج متهاطل في مقهى في السنتر..وثرثرة دافئة لفتيات عربيات في وسط البرد الإنجليزي..وحتما سيكون لها طعم آخر:)
يسعدني ذلك :)
ردحذفاخبريني ماذا وجدت عندما عدت، كيف كان لقاء الدنيا لك هناك؟ وكم انتظرت بعد رجوعك لكي يهطل الثلج على قلبكِ فيحيل خريفه شتاءاً ابيض.
ردحذف